بسم الله الرحمن الرحيم شفت الي بيحصل في البلد ؟ ياعم واحنا مالنا .... دي اراء بدات تقال اول يوم للمظاهرة لكن أول تغيير حدث للمصريين بعد رحيل مبارك ، هو الشعور الصادق بالانتماء.. فلم يكن أحد منا يدهن الحوائط أو يكنس الشوارع..
لم يكن أحد منا يرفع العلم لسبب غير مباريات الكرة.. لم يكن أحد منا يشعر أن مصر هي بلده و أن له أي تأثير فيها..
و كنا نقول أن مستقبل المصريين الوحيد هو الهجرة لكندا.
بعد 30 عاما من حكم مبارك ، تشوهت أشياء كثيرة في داخلنا .. منها ما رحل برحيله، و منها مايزال موجودا في وجداننا الجمعي حتى اليوم.
و كي نستطيع أن نصبح شعب دولة عظمى، يجب أن نتخلص من هذه المعتقدات : دعونا نتأمل بعضها معا :
===========
1- العمل السياسي:
"ماليش في السياسة يا عم !"
============
كلنا نعرف أن مبارك بنفسه منع ممارسة السياسة في الجامعة كي يكون الشعب جاهلا سياسيا.. كما نجح في إبعادنا عن صندوق الانتخابات بأساليب عديدة.
فجعلها بالبطاقة الانتخابية - التي لا تستخرج إلا في وقت محدد في السنة- بالإضافة إلى التزوير السافر الذي أفقد الناس الأمل في العملية الانتخابية برمتها.
و أنت تقرأ هذا المقال، فكر معي.. من هو ممثل دائرتك في مجلس الشعب ؟
هل تعرف أنه كان -غالبا- يصفق و يهلل و يوافق في المجلس، بإشارة من يد أحمد عز ؟
قبل أن تأتي الانتخابات التشريعية.. دعونا نبدأ بالعمل الجماعي الحقيقي في الشارع لاختيار أشخاص يمثلوننا فعلا..
و تذكر أن سلبيتك ، تعني سماحك لنفس الوجوه القديمة بالفوز مجددا و التحدث باسمك في البرلمان.
علينا أن نبدأ في صنع قياداتنا و تشجيع كل من حولنا على انتخاب الشخص المناسب.
و تذكر أن أنباءا تقول أن الحزب الوطني البائد يجتمع بأعضائه الآن بالفعل، ليخطط للانتخابات القادم 2 - التفكير العقلاني:
"يا جماعة حرام عليكم-- الراجل ماعملش حاجة!"
============
المؤيدون لرئيس الوزراء الراحل أحمد شفيق، حجتهم القوية لتأييده هي: أنه راجل محترم و مهذب !
و هذا صحيح فعلا بلا جدال.. لكنه أيضا دليل علي فساد نظام مبارك! فمعني هذا الكلام، أن كل رؤساء الوزراء السابقين كانوا متعالين عديمي اللباقة لا يتواصلون مع الناس.. لدرجة أن وجود (راجل محترم و مهذب) يعتبر مكسبا استثنائيا لابد من الحفاظ عليه!
و بالمثل ، حين حاول مبارك قبل رحيله مداعبة مشاعرنا .. كانت حجج المؤيدين له، أن له تاريخ و أنه راجل عجوز و مريض و حرام يسيب الحكم كده..
"و كأن من الصواب أن يحكم بلد مهم كمصر، رجل "عجوز و مريض" لأن له تاريخ، على سبيل الجدعنة و "مايصحش كده يا جماعة !
هل هذا منطق سليم؟
نحن شعب عاطفي أجاد النظام الحفاظ على هذه الصفة لديه.. لذلك يجب أن نحذر كي لا تكون عاطفتنا هي المحرك الرئيسي لنا
في الفترة القادمة نحن من سيصنع مستقبل مصر.. فلا تجعل العاطفة مقياسك الأساسي أمام صندوق الانتخابات.
ما الذي يؤهل (فلان الفلاني) لقيادة مصر بأسلوب مختلف عن مبارك ؟
نحن نتكلم عن أفعال و مواقف حقيقية و ليس مجرد كلام.. فالكلام سهل لكننا نحتاج من عنده القدرة على التنفيذ و إدارة شئون البلاد بكفاءة و لديه إنجازات حقيقية تتكلم عنه.
قال لي احدهم على الفيس بوك أنه لن ينتخب الدكتور البرادعي عشان ساعات بيتهته!
فهل هذا مقياس محترم يقاس عليه؟
الرجل أثبت كفاءته عالميا، بانتخاب دول العالم له مرتين لإدارة مؤسسة دولية ، في منصب شديد الحساسية و الخطورة.. و أعلن أن العراق ليس فيه أسلحة دمار شامل ، و ليس ما نجح مبارك في إقناع الكثيرين به !
أنا شخصيا أحب البرادعي و كنت وسط من استقبلوه في المطار بالورود حين أعلن معارضته لمبارك..
لكن هذا -أيضا - لا يكفي لانتخابه.. فالمهم هو برنامجه الرئاسي القادم..
أليس كذلك ؟
============
- 3- ابحث عن الحقيقة:
" بيقولوا الراجل ده مش كويس!"
============
وجود مبارك في الساحة ، جعل تفكير الكثيرين منا أحاديا.. بمعنى أن : مبارك سيء، وأي شخص يهاجمه: بطل رائع و عظيم !
حين تستقر الأمور ، لن يكون هناك إجماع قومي شامل على أي موضوع من الموضوعات !
و هذا طبيعي و متوقع على فكرة.. فالناس مختلفون في أفكارهم و توجهاتهم.. و أي شخصية في الحياة السياسية المصرية مهما كانت نظيفة، توقع أن تجد هجوما حادا عليها في الفترة القادمة..
لأن عندنا حرية تعبير.
في هذه المرحلة علينا التمييز بين ما هو حقيقي و ما هو كاذب.. فحين يقول شعبان عبد الرحيم أن البرادعي هو سبب حرب العراق، فإن هذا لا يعني أنها الحقيقة.
الطريقة الصحيحة هي: القراءة و البحث.. الطريقة السهلة هي: أن تسمع رأي شخص تثق في معرفته و علمه.
لقد أصبحنا في بلد ديموقراطي أخيرا.. و أصبح هناك تيارات و أفكار و مرشحون و انتخابات حقيقية.. لذلك توقع أن يكون هناك خلافات في الرأي مع أقرب الناس لك.. لا تنفعل و لا تحاول إجبار الناس على اتباع وجهة نظرك.
فلك الحق في التعبير عن رأيك و المناداة به ، و لمن يختلف معك هذا الحق أيضا!
و علينا جميعا احترام هذا الحق، الذي حصلنا عليه بدماء شهدائنا..
كيف تطلب رقابة دولية عالانتخابات ؟
كيف تشتكيني في المحكمة الدولية ؟
"بقي تشتكيني برا ؟"
أوهم مبارك الناس أن الشكوى منه هي (استقواء بالخارج) و (تسويء سمعة الوطن).. في حين أن هناك منظمات دولية محترمة, مهمتها تحسين أوضاع البشر في كل مكان.. كمنظمات حقوق الإنسان.
لا تخف من العالم الخارجي.. دعونا نؤيد فكرة الرقابة الدولية (و القضائية طبعا) على الانتخابات.. فنحن بأنفسنا كنا نراقب انتخابات أمريكا و دول أخرى.. هذا ضمان للمصداقية لأن المزور يخاف من الفضيحة و خصوصا لو كانت دولية.
لقد أقنعنا مبارك أن العالم كله يتآمر ضدنا ، كي نعتقد أنهم سبب ما نحن فيه، و ليس فشله هو في إدارة البلاد.
و جعلنا نخاف من التعامل مع العالم ============
6- كرامة المصريين
"إنت عارف أنا ابقى مين ؟"
============
قال مدير أمن البحيرة أن الشرطة (أسياد) الناس.
هذا الاعتقاد طبيعي في ظل نظام مبارك، فقد تم السماح للبعض باستعراض قوتهم و شعورهم بالتفوق، كوسيلة تعويضية لنقص الرواتب و العمل الشاق الذي يتخلله مجاملة رجال النظام و الوقوف في التشريفات في الحر لساعات طويلة.. و هي أمور لا علاقة لها بوظيفة الشرطة الحقيقية.
النظام أفرز هذه الشخصيات الموجودة بالفعل، و التي التحقت بجهاز الشرطة فقط كي تحصل على هذا الشعور بالتفوق.
و هو الدافع هو الذي جعل كثير من الناس يلتحقون بالحزب الوطني بالمناسبة.
هذا الشعور -السيادة و العبودية- متبادل بطبيعة الحال.. فالشعور بالعبودية مترسخ في قلوب بعض الناس.
- شاهدت في التلفزيون المصري - قبل رحيل مبارك- رجلا يبكي و يقول : عايز أجي أعتذر لك يا ريس و أجيب مراتي و عيالي و نعيش تحت رجليك نخدمك طول العمر!
يسمون هذا في علم النفس (التماهي مع المعتدي) .. أي أن القهر الذي تتعرض له يجعلك في النهاية تتقبل الوضع و تتعاطف مع المعتدي و تتقمص وجهة نظره و احتقاره لك.. كي تبرر لنفسك منطقية ما كان يفعله.. و عرف هذا على الإنترنت بمتلازمة ستوكهولم.
عزيزي المصري.. لا تسمح لأحد أن يمارس فكرة التسلط عليك.. كلنا مصريون و الاحترام -كل الاحترام- للقانون الذي يفصل بيننا.
الرئيس القادم موظف عام له كل الاحترام و كل التقدير بحكم منصبه ..لكن مسموح بنقده بالطبع.
فلا يوجد إنسان كامل.. كما كان يحاول ممتاز القط أن يصف مبارك
7-- الديكتاتورية المضادة:
" هانشنقهم في ميدان التحرير"
============
عبأنا نظام مبارك بالغضب و القهر.. لذلك حدث الانفجار.
صدمني رد فعل الناس في حادثة سائق المعادي.. حين أطلق ضابط شرطة الرصاص على سائق فأوسعه الناس ضربا حتى كاد يفارق الحياة.
و ضايقني فيديو لمجموعة من الرجال، يحملون شخصا مضرجا بالدماء على سيارة نصف نقل، و يطوفون به في المكان.. و قيل أنه معاون شرطة كان يعذب المواطنين و ها هم ينتقمون منه.
،لاحظ أن مبارك شجع استخدام البلطجة للخروج على القانون..فأحكام القضاء لا تنفذ و أصبح الناس يلجأون للبلطجية لتطبيق عدالتهم الخاصة.. كان هذا في عهد مبارك فلا يجب أن نلوث سمعة ثورتنا العظيمة بالدماء.. فالقانون سينتقم لنا ممكن نراهم مخطئين، فلابد من احترام سيادة القانون.
لا يجب أن نكون أكثر بشاعة من نظام مبارك، فنعود أسوأ مما كنا قبل الثورة.
حتى المسئولين الذين تتم محاكمتهم ، أتوقع أن يخرج بعضهم بحكم البراءة.. علينا وقتها - أيضا - أن نحترم سيادة القانون ، طالما تحقق استقلال القضاء.
قريبا جدا ، لن نحتاج إلى التظاهر من أجل تحقيق مطالبنا.. سيصبح هناك قانون حقيقي.. و قضاء حقيقي.. و انتخابات حقيقية..
عندها، ربما يصبح الالتقاء في ميدان التحرير كل يوم جمعة ، نوعا من الاحتفال الأسبوعي، الذي سيأتي السياح حول العالم لزيارته و استلهام روح هذا الشعب العظيم..
عزيزي المصري..
نحن نعيش في وطن واحد..
و حان الوقت ليكون أعظم وطن في العالم.