ra7ma المراقبة العامة
| موضوع: سلسلة شرح الأربعين النووية الدرس الخامس عشر الجزء الثاني الأحد 25 مارس - 16:32 | |
| إن الحمد لله تعالى نحمده,نستعينه ونستغفره ونستهديه,ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا,
من يهد الله تعالى فلا مضل له,ومن يضلل فلا هادي له ,وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له,وأشهد أن محمدا عبده ورسوله,
أما بعد:
أحبتي في الله ،، السلام عليكم ورحمة الله وبركـآته
ها نحن اليوم بفضل الله تعالى نلتقي مجددا مع تتمة درسنا السابق والذي كان بعنوان :آداب إسلامية، ولقد تعرضنا لشرح الشطر الاول من حديث النبي صلى الله عليه وسلم :"مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُل خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ"فكان بفضل الله تعالى ذلك شرحا لحق الله تعالى،وتتمة هذا الدرس ستكون بإذن الله شرحا لحقوق العباد المذكورة في هذا الحديث ،
بدون إطالة نترككم مع درس اليوم،
لا بأس ان نعيد التذكير بالحديث كله :
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهُ: أنَّ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : "مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُل خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ، ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ".
رواه البخاري ومسلم.
كما أسلفنا ، سنكون اليوم مع شرح الشطر الثاني من الحديث ، المتضمن لحقوق العباد , وهو قوله صلى الله عليه وسلم :"ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ".
ذكر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصنف الثاني من الحقوق ،وهو حقوق العباد،وقد جسدها صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال لا على سبيل الحصر في :إكرام الجار والضيف ،والإحسان إليهما،فكان ذلك من كمال إيمان العبد،وتمامه، فقوله صلى الله عليه وسلم :" فليكرم جاره..،فليكرم ضيفه"يعني أن يكون معه على صفة الكرم الذي هو اجتماع الصفات المحمودة في الشخص، فيقال: هذا شخص كريم،لأنه ذو صفات محمودة،والكريم إسم من اسماء الله تعالى ،وهو كما قال العلماء في حقه جل وعلا الذي تفرد بصفات الكمال ، وبالأسماء الحسنى فاجتمع لبه جل في علاه الحسن الأعظم في الاسماء،والعلو في الصفات ،والحكمة في الأفعال،جل الله في علاه،وتقدست أسماؤهه وصفاته. والكريم في اللغه هو من فاق جنسه في صفات الكمال فالإكرام هو البذل والسعي في صفات الكمال ،
أما إكرام الجار في قوله صلى الله عليه وسلم :"فليكرم جاره" هو فهو السعي في صفات الكمال التي تتطلبها المجاورة ،، وإكرامه عام في كل شيء ، فتكرمه بالألفاظ الحسنة وتكرمه بحفظه في أهله وعرضه،فلا تطلع على عورته ،قال أهل العلم ،وإن كان لك نافذة تطل على داخل بيته فيجب عليك غلقها، وتكرمه في أداء الحقوق العامة له ، وتكرم في أبناءه فتحسن معاملتهم،وتمنع أنباءك من التسبب في أذيتهم...ويدخل في إكرام الجار أيضا ، إكرامه بالمطعم والملبس ،فتهدي إليه مما تطبخ كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يفعل مع جاره اليهودي ،،وتكرمه بالتصدق عليه إن اكرمك الله تعالى بالمال الطيب ،ولا تشعره بأنك أفضل منه،ولا تمن عليه بذلك،
وحقوق الجوار أوسع من ان نحصيها في هذه الكلمات القليلة، وقد وصلت العناية بالجار في الإسلام، إلى درجة لم يعهد لها مثيل في تاريخ العلاقات الاجتماعية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". رواه البخاري.كما أن إن إيذاء الجار خلل في الإيمان يسبب الهلاك. وهو محرم في الإسلام، ومن الكبائر التي يعظم إثمها ويشتد عقابها عندالله عز وجل. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن،والله لا يؤمن" قالوا خاب وخسر من هو يا رسول الله ؟ قال:" من لا يأمن جاره بوائقه" متفق عليه. أي لا يَسْلَممن شروره وأذاه، والمراد بقوله: "لا يؤمن"، أي الإيمان الكامل المنجي عند الله عزوجل كما أسلفنا الذكر في الدرس السابق،وفي غيره من الدروس التي جاء فيها نفي الإيمان بهذه الصفة،
اما إن كان الجار سيئا والعياذ بالله،ذو أخلاق ذميمة،وأفعال سيئة،يتعدى على جاره،في أشيائه،ويتلف المال ،ويضيع الحقوق، وما إلى ذلك من الصفات الخبيثة،الذميمة،فقال أهل العلم،هذا ليس له حق في إكرامه،لأنه مظنة التعدي،
اما حد الجار فقد تعرضنا له في بداية الدرس السابق ،وأنه يحتمل ثلاث معانٍ،أحدها الجار المعهود عند الناس،وهو جوار المنزل، والجار قسمان ،،قريب وبعيد،جاء عن الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في تفسير قوله تعالى:" وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ " قال : فُسرت الآية بتفسيرين: أحدهما أن الجار ذي القربى هو من له جوار وقرابة،فقدمه على الجار الجبن الذي ليس له قرابة، أما التفسير الثاني : أن الجار ذي القربى في قوله تعالى :" وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ"أنه الجار القريب والجار الجنب هو الجار البعيد، لأن كلمة الجُنب في اللغة تعني البعد ومنه سميت الجنابة ،وفلان جُنب أي من البعد،فدل هذا على وجوب إكرام الجار القريب والبعيد. وحد الجار البعيد يرجع إلى عرف الناس في البلدة،فمن رأوه جارا بعيدا فهو بعيد،ومن رأوه قريبا فهو كذلك،وذلك لأنه لم يرد في هذا الباب عن رسول الله شيء، والله اعلم،
ثم ذكر صلى الله عليه وآله وسلم حق الضيف على مضيفه فقال :" ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيوْمِ الآخِرِفَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ" والإكرام كما ذكرنا سابقا هو البذل والسعي في صفات الكمال والإحسان ،والضيف هو من نزل عندك وهو الزائر ،
وإكرام الضيف هو إحسان ضيافته وجاء في لفظ آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فليكرم ضيفه جائزته: قالوا وما جائزته ؟ قال:"يوم وليلة،قال والضيافة ثلاثة أيام وما كان بعد ذلك فهو صدقة " رواه البخاري ومسلم. وخرج مسلم من حديث أبي شريح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة وما انفق عليه بعد ذلك فهو صدقة ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يؤثمه" قالوا يا رسول الله كيف يؤثمه؟ قال:" يقيم عنده ولا شيء عنده يقربه إليه".
فدلت هذه الاحاديث الشريفة على ان الضيافه من شيم المؤمن الصادق،السالك درب الخير ،وبين لنا صلى الله عليه وسلم آداب الضيافة وحدودها ، وأن الواجب فيها اليوم واليلة،وانها ثلاثة ايام،وما زاد عن ذلك فهو صدقة، وبين لنا ايضا ما يجب على الضيف التحلي به من الاخلاق الحسنة،وعدم الإساءة إلى مضيفه،وعدم الإثقال عليه ، وكل ذلك من كمال هذا الدين وتمامه وتوازنه،فللكل حقوق وعلى الكل التزامات واجبات،وإتمامهما هو التكامل الحقيقي والتوازن السوي،في هذا الدين الحنيف،جاء في السنة والأثر ما لا يحصر ذكره في آداب الضيافة وأنها من صفات المؤمن الصالح ، فقد خرج أبوداوود واحمد وابن ماجة من حديث المقداد بن معدن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :"ليلة الضيف حق على كل مسلم فمن أصبح بفنائه فهو عليه دين إن شاء اقتضى وإن شاء ترك" وإسناده صحيح
وقال عبد الله بن عمرو :"من لم يضيف فليس من محمد ولا من إبراهيم" وقال عبد الله بن الحارث بن جزءٍ :"من لم يكرم ضيفه فليس من محمد ولا من إبراهيم" وقال أبو هريرة رضي الله عنه لقوم نزل عليهم فاستضافهم فلم يضيفوه فتنحى ونزل ودعاهم إلى طعامه فلم يجيبوه فقال لهم :" لا تُنزِلون الضيف ولا تُجيبون الدعوة،ما انتم من الإسلام على شيء "فعرفه رجل منهم فقال له انزل عافاك الله ، قال "هذا شرٌ وشر لا تُنزلزن إلا من تعرفون ..! " ورُوي عن أبي الدرداء نحو هذه القصة ،إلا أنه قال لهم:"ما انتم من الدين إلا على مثل هذه" وأشار إلى هدبة في ثوبه."
وللعلماء في وجوب الضيافة من عدمه أقوال ،،ومنهم من ذهب إلى وجوب الثلاثة أيام،أما عن الإكرام فيكون على قدرة المضيف، ولا يجب على الضيف أن يفرض على مضيفه أن يتكلف له،ما لا يطيقه،ولقد ذهب إلى هذا القول أي بالتكلف حمد بن رنجويه فقال : عليه أن يتكلف له في اليوم والليلة من الطعام اطيب ما يأكله هو وعياله وفي تمام الثلاث يطعمه من طعامه" قال ابن رجب : وفي هذا نظر .والحديث مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن التكلف للضيف ، وروى سلمان الفارسي رضي الله عنه نحوه فقال نهانا عن التكلف للضيف ،وهو صحيح أورده الشيخ الالباني في السلسلة الصحيحة، والله تعالى اعلم،
|
|
funny girl اعضاء نشطاء
| موضوع: رد: سلسلة شرح الأربعين النووية الدرس الخامس عشر الجزء الثاني الأحد 25 مارس - 16:34 | |
|
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..دائما متميز في الانتقاء |
|
ra7ma المراقبة العامة
| موضوع: رد: سلسلة شرح الأربعين النووية الدرس الخامس عشر الجزء الثاني الأحد 25 مارس - 22:29 | |
| |
|
بنوتة مصرية نائبة المدير
| موضوع: رد: سلسلة شرح الأربعين النووية الدرس الخامس عشر الجزء الثاني الإثنين 26 مارس - 3:03 | |
| |
|
أم نور المراقبة العامة
| موضوع: رد: سلسلة شرح الأربعين النووية الدرس الخامس عشر الجزء الثاني الإثنين 26 مارس - 11:49 | |
| |
|
ra7ma المراقبة العامة
| موضوع: رد: سلسلة شرح الأربعين النووية الدرس الخامس عشر الجزء الثاني الثلاثاء 27 مارس - 0:30 | |
| |
|