منهجية التفكير في البحث
منهجية التفكير وهي الكيفية التي ننتهجها من أجل تحديد وبلوغ انجاز موضوع البحث، فالتساؤل أو السؤال هو مفتاح هذه المنهجية ، أي انها تمثل الكيفية التي أفكر بها في البحث بصفة عامة
ومثال ذلك من خلال الآيتين
(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلايُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً) (الجـن:26)
(إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) (الجـن:27)
تبينت امكانية
السلوك لرصد الغيب هذا يطرح السؤال هل يمكن أن يكون 2012 م هو وقت قيام
الساعة؟ وهل يمكن وجود آية من القرآن تساعد على رصد أن 2012 م هو وقت قيام
الساعة؟ ثم باقي الأسئلة التي تحقق لنا صحة التفكير.
أو من خلال
الأستنباط لبلوغ علم ما متمثلة في الكيفية التي استنبط بها سواء تعلق الأمر
بالأستقراء من جملة من المقدمات أو الأستنباط ولا بد لتبين صحة التفكير من خلال:
حسن الفهم
ويتضمن
الفهم الصحيح لدلالة الكلمات والحدود في جملة الموضوع وكذلك تناسق بنية
الموضوع حيث يجب أن تكون دلالة حدود الموضوع ضمن سياق الموضوع ومتناسقة معه
وعدم قبول النقيض.
مثال آية 238 حيث يجب أن تكون دلالة أشطار الآية ضمن سياق دلالة الآية ومتناسقة مع سياق الآية (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة:238)، مما يجعلنا نفهم أن الصلاة الوسطى هي الصلاة التي تتوسط الليل والنهار وعليه فإن صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى وكذلك لأنها أثقل صلاة فالمحافظة عليها اصعب من غيرها .
ومثال
آخر من جملة الآيات 26،27 28، فموضوع الآية 26 الغيب والآيات مرتبطة ببعضها
موضوعا لذلك فأن الآية 27 تبين الكيفية التي يتم بها رصد غيب ما من الرسل،
والآية 28 تبين أن اجتهاد الرسل هذا علم لله أن رسله ابلغوا رسالاته.
(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلايُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً) (الجـن:26)
(إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) (الجـن:27)
(لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (الجـن:28)
قانون العلة والسبب
أي الأخذ
بالأسباب والعلل المؤدية إلى نتائجها وانكار الصدفة وعدم تفسير الظواهر
والحقائق بغير اسبابها وعللها. الواقعة ،فالمطر سبب نبات العشب.
مثال :كقولنا ان الصلاة الوسطى هي صلاة الفجر لأنها تتوسط الليل والنهار. أو ،كقولنا لأنها أثقل صلاة على الناس
قانون عدم التناقض
أي أن الشيء هو نفسه وليس نفسه ونقيضه في ذات الوقت ويعبر عنه أن (أ) ليس لا (أ) . ومثاله أن الخالق لايمكن أن يكون هو المخلوق.
سمات أخرى للتفكير
وإلى جانب هذا يجب أن نبدأ من حيث أنتهى الغير ويجب الأعتماد على منهج علمي لتحقيق البحث ويجب أن نعلم أن التفكير العلمي
يتسم بالشمولية واليقين فدراسة الجزئيات للوصول إلى كليات فالكليات
المنطبقة على ظاهرة واحدة أو حقيقة واحدة ينطبق ايضا على مجموعة من الظواهر
والحقائق.ويجب معرفة أن التفكير العلمي يتسم بالصحة والدقة في نتائجه، وكذلك يعتمد على مهارة الباحث .
الأستنباط الصحيح
هو تفكير يخضع لأسباب التفكير الصحيح وهو نوعان:
الأستنباط الأستقرائي ننطلق فيه من جملة من المقدمات الجزئية لبلوغ مقدمة كلية عامة، كاستقراء تعريف الربا وتعريف التقوى واستقراء مبدا الزوجية
ومن خلال هذا الأستقراء يمكننا الأستنباط منه مطابقة كقولنأ أن النبي ولد بالمشرق فالمهدي يولد بالمغرب.
والأستنباط الأستدلالي
هو
الأنطلاق من مقدمة أو أكثر لأستنباط المعنى المشترك لجملة المقدمات أو
دلالة واحدة منها وفهم دلالة باقي المقدمات من خلالها أو من خلال الفهم
العميق للدلالة الباطنية للمقدمة ، ويحتاج الأمر لتجربة وفهم جيد.
وفي الأخير فأن التفكير المجرد غير التفكيرالتجريبي حيث أن التفكير المجرد لايخضع للتجربة بل يحضع لأسباب التفكيرالصحيح فقط.
الأجتهاد والمهارة
نحتاج دائما لمزيد من الأجتهاد من أجل تحقيق الفهم الجيد والتفكير الصحيح.
(هُوَ
الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ
كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2) (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الجمعة:3) (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الجمعة:4)
وخلاصة فأن
منهجية التفكير في البحث خطوة أولى وهامة لبلوغ العلم فالسؤال ومصدر رصد
العلم وجمع المقدمات من مصدر العلم يسمح لنا بالبحث العلمي الناجح والصحيح
والقرآن مصدر ومرجع للعلم لا مثيل له ونسأل الله أن يجعلنا من اللاحقين بهم
وأن يكون هذا من فضل الله علينا ولا ينقطع فضل الله على عباده والحمد لله
الذي بنعمته تتم الصالحات.
يتبع