كلمات أول مرة اشعر بها ..
بسم الله الرحمن الرحيم
رائع ما يحدث فى ميدان الشهداء ( ميدان التحرير ) .. عرس الحرية هو ولا شك .. يقول العائدون من هناك :- من لم يشهد ما يحدث هناك فاته الكثير والكثير .. نعم هى الثورة وبكل فخر وشرف وليس بخجل وضيق .. هى الحل وليست الأزمة كما يريدون تصويرها لنا .. شعرت بعزتى وبفخرى بها .. وقد سمعت كلمات - مع علمى بها من قبل - لأول مرة أشعر بها فى هذا الحدث الجلل الذى نفخر به جميعاً ..
( ميدان التحرير ) لكم مررت عليه كثيراً وكثيراً .. وقفت فيه .. جلست على أرضه .. ولكنى ولأول مرة أحبه .. أحبه وأحب ما يحدث فيه .. أحب الحرية التى يستنشقها من يعيش فيه الآن بل ويستنشقها من حولهم .. أحببته .. أحببت الصلاة على أرضه .. وقضاء يومى وليلى فيه .. صار قبلة للأحرار .. ومحط الأنظار .. فاللهم أحفظ من فيه .. ورد الجميع سالماً غانماً محرراً ..
( السياسة ) أذكر ونحن أطفال عندما كنا نتابع أمراً مشوقاً على التلفاز ويقطع البث لنشرة الأخبار كان يصيبنا النكد والحزن والعضب .. وما شأننا بهذا فالساسية أمر غير محبوب .. بل ولما كبرنا صارت أبعد وأبعد فالحديث عنها يجلب الكثير من المشكلات.. أما وقد تحررنا بفعل الأحرار .. فصارت الساسية أمر محبوب .. فنحن الذين نصنعها .. نهفوا لمتابعتها .. ليست السياسة وجبة ثقيلة يا سادة بل رائعة .. ولكن من يعرض ، وقبلها فى أى الأجواء تتكلم ..
( الشعب يريد تغيير النظام ) كل كلمة من هذه الجملة أعرفها .. ولكن لأول مرة أشعر بها كجملة حية بها روح .. جملة مفيدة أفادتنا جميعاً .. روح جديدة وحياة نسأل الله أن تكون سعيدة ..
( أنا مصرى ) لم تكن أكثر من كلمة عادية .. لم تكن لتثير بداخلى إلا القليل من المشاعر .. ولكنى شعرت بها فى هذه الأيام .. شعرت عندما أقولها بالفخر والعزة .. بالنجاح .. بالتغيير .. بالحب .. بالرجولة .. بالشجاعة .. صدقونى ليس عُجبأ واستغفر الله من ذلك .. ولكنها مشاعر صرنا نشعر بها .. وليست جاهلية حتى لا يظن بى ظان، ولكنه حب الأوطان الذى هو من الإسلام .. اللهم أسأل أن يعز الإسلام فى كل مكان
( ارحل ) رأيتها بجميع أشكالها .. وسمعتها بجميع ألوانها .. رأيت الشباب المبدع وقد أبدع فى إخراجها .. فهذا كتبها بأكواب فارغة .. وآخر كتبها بقطع صغيرة من الحجارة .. وثالث كتبها بالمقلوب لربما قرأها من كتبها له بعد ما كتبها بطريقة صحيحة ولم تقرأ .. وكذلك سمعتها .. سمعتها خارجة بكل ضيق وغضب .. وسمعتها والشباب يغنونها .. وسمعتها من إمرأة عجوز .. وسمعتها من طفل صغير .. سمعتها وقرأتها ..
( الكذب ) تعلمت وأن صغير أن الكذب أمر مشين وخطأ .. والطفل الذى تربى على الخلق الطيب لا يكذب .. وليس هناك مبرراً أن تكذب .. ولك أن تقول الصدق ولن تعاقب .. وأن من يكذب يكون مصيره النار – والعياذ بالله - .. ولكن أرى شاشات الفضائيات وهى تنقل لنا أقوالاً لأقوام ألفوا الكذب وأصبح صنعتهم وحرفتهم يأخذون رواتبهم عليه .. فكيف لهم ذلك ؟!
( الشباب ) لكم كتبت وخطبت وتكلمت فى أمر الشباب وأهميته فى المجتمعات .. ولكنى الآن أرى الشباب حقيقة روحاً فى الأمة بأسرها .. أراه وهو يبدع .. شعرت به وهو يصرخ .. وهو يضحى .. وهو يرسم الخريطة بعدما كانت تُرسم له دهوراً .. رأيت الشباب وهو يقرر بعدما صار بعيداً عن القرار أميالاً ..
( الصغار والكبار ) نعرف جميعاً معناها .. ولكنى رأيت فى ظل ما يحدث أناس صغاراً وآخرين كباراً .. رأيت من يبكى على رغيف تأخر عنه بسبب أزمة افتعلوها متهمين الثورة بأنهم السبب وأخر يموت فى سبيل حرية بلاده .. رأيت من يُقزّم الأمور ولا يطالب إلا بعلاوة فى عمله .. وأخر يريد الشهادة فى سبيل الدفاع عن وطنه .. تصنيف جديد أصبح فى مخيلتى كلما حدثنى أحد أو حدثت أحد فيما يحدث .. ترى البعض سريعاً يهرول إلى الكبار ليكون منهم .. والبعض بعد أن تبذل أقصى ما فى وسعك ليكون كبيراً يأبى إلا أن يكون صغيراً ..