أدى يواخيم جاوك اليمين الدستورية يوم الجمعة ليصبح الرئيس الحادي عشر لالمانيا بعد
الحرب. ووعد جاوك وهو كاهن بروتستانتي وناشط مناهض للشيوعية في ألمانيا الشرقية
السابقة بتوظيف خبرته للوقوف في وجه اليمين المتشدد وغيره من المتطرفين.
وأنعش انتخاب جاوك (72 عاما) يوم الاحد الماضي الامال في امكانية أن يعيد الرجل
الذي يتمتع بشخصية قيادية ومكانة أخلاقية الثقة في منصب شرفي الى حد كبير لكن له
أهمية رمزية لالمانيا بعد الخروج المذل لسلفه.
وقال جاوك في كلمة مؤثرة في البرلمان الالماني الذي احترق عام 1933 وقصف في
الحرب العالمية الثانية "أود أن أطلب منكم جميعا هدية.. ثقتكم".
وصفقت المستشارة انجيلا ميركل وأعضاء البرلمان من مختلف الاطياف السياسية بحرارة
لاول خطاب للرئيس.
وعلى الرغم من تاريخهما المشترك - فميركل ابنة كاهن في المانيا الشرقية ونشأت في
ظل الشيوعية - فقد عارضت ميركل ترشيحه الاول في عام 2010 لصالح زميلها المحافظ
كريستيان فولف. واستقال فولف في الشهر الماضي في فضيحة تتعلق بتحقيق في أمواله
الشخصية وخدمات من اتصالات بالمصالح التجارية والاعمال.
وهذه المرة تعين على ميركل قبول جاوك الذي لا ينتمي لاي حزب سياسي لكن المعارضة
من يسار الوسط طرحته ونال تأييد حتى حلفاء ميركل الليبراليين.
ولا يشكل جاوك تهديدا لهيمنة ميركل على السياسة الوطنية لكن سلطته المعنوية
واستقلاله الفكري وعدم وجود انتماء حزبي له يجعله شريكا محرجا لحكومتها في الوقت
الذي تجد فيه صعوبة في التغلب على الازمة الاقتصادية في أوروبا.
وقال نوربرت لاميرت رئيس البوندستاج (مجلس النواب في البرلمان) الذي حلف جاوك
اليمين أمامه "ان انتخابكم رئيسا للدولة يسطر فصلا جديدا في تاريخ الوحدة
الالمانية."
وعاد تهديد النازيين الجدد يتصدر عناوين الصحف بعد أن عثرت الشرطة على خلية من
اليمين المتطرف قتلت تسعة مهاجرين في العام الماضي. وتتضمن تجربة المانيا مع التطرف
الاسلامي أنها كانت المضيفة دون قصد لقادة تنظيم القاعدة الذين شنوا هجمات 2001 على
الولايات المتحدة