وهناك كثيرون مثله في شبكة متنامية من المقاتلين والمهربين والنشطاء العاملين
على الحدود مع تركيا ولكل منهم دوره.
ويعيش موسى مثل الكثيرين مع اسرته المكونة من زوجته وابنه في واحد من عدة مخيمات
للاجئين في هاتاي. وكان موسى قد فر من قريته الحدودية بعد فترة وجيزة من اندلاع
الانتفاضة قبل نحو عام.
وانضم موسى الى الجيش السوري الحر عقب تشكيله بعدة شهور. ويتحدث عن الجيش السوري
الحر بوصفه قوة شبه تقليدية تضم وحدات ورتبا ويقوده ضباط انشقوا عن الجيش السوري
رغم أن بعض المتمردين يتنازعون بشأن من المسؤول فعليا.
وقال موسى "نحن مجموعتان تضمان اجمالا 70 رجلا. لكل مجموعة مركز في سوريا قرب
الحدود. كل واحد يعلم المجموعة التي ينتمي اليها. نعلم من هو قائدنا. لدينا
انضباط."
وربما يسيطر قادة الجيش السوري الحر المقيمين على جانبي الحدود على المقاتلين في
هذه المناطق القريبة لكن التسلسل القيادي أشد هشاشة بكثير بالنسية للجماعات
المتمردة المنظمة محليا والتي تعمل في عمق البلاد حتى وان كان كثير منها يعلن ولاءه
للجيش السوري الحر.
ونظرا لمعرفته بالمنطقة يرشد موسى اللاجئين والمصابين الى تركيا حتى لا ترصدهم
القوات السورية الحكومية. وقال ان قائده وهو برتبة ملازم يعمل في سوريا.
وفي بلدة ريحانلي وهي بلدة أخرى قريبة من الحدود وأبعد الى الشمال قال عبدول
الذي يقود مجموعة تنقل امدادات للمتمردين ان الجيش السوري يعزز وجوده على
الحدود.
واضاف "لديهم الان جنود في مواقع للمراقبة بعد كل 100 متر مسلحون ببنادق الية
وبنادق قنص. نمر ليلا. يعلم الجيش السوري الحر بعض الطرق لتجنب الرصد.
"لا يرغب الجنود السوريون في الخروج ليلا لانهم لا يعلمون المنطقة. يبدأون
الدوريات الساعة الرابعة أو الخامسة صباحا. نشق انفاقا عبر الاحراش الشوكية الكثيفة
لكن لا يزال من الصعب للغاية التحرك فيها."