الـدرّة المتوارية
(( العين الناظرة إلى الفارس لاتنظر إلى زينة الركاب .. والخدُّ المورَّد غنّي عن بائع المساحيق ))
لاحتْ مِثلَ القمرِ *** في ثيـابِ الخَفَـرِ
خِلْـتُـها حـوريّـةً *** تمشي قُربَ الكوثرِ
أو كظبيٍ يتّقي *** بالحيـا والـحَـذَرِ
حُسنُها لمّا سـما *** وصفا من كدَرِ
صارَ طُهراً كالنّدى *** فـوق جَفـنِ الزَّهَرِ
قد توارتْ بالحجابِ *** كَتَـواري الـدُّرَرِ
واختفتْ مثل السماءِ *** خَلف سُحْبِ المَطَرِ
وسمتْ مثلَ الشّهابِ *** أو كَنَجمِ المشتري
لم تزل تسمو وتسمو *** فاختفتْ عن نظري
حكمةٌ قد صغْـتُها *** من شعاعِ الفِكَرِ:
((يسري اللّحنُ الصادقُ *** دونُ لَمْسِ الوتـرِ! ))
* * *
" من ديوان " عطر السماء