قال مسؤولون يوم السبت ان موريتانيا القت القبض على عبد الله السنوسي مدير
المخابرات الليبية في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي بعد وصوله الى نواكشوط على
متن رحلة جوية ليلية. وفور اعلان هذه الانباء بدأ سباق ثلاثي على تسلمه.
وكان السنوسي على مدى عقود قبل سقوط القذافي باعثا للخوف والكراهية بين الليبيين
العاديين وهو مطلوب امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم بحق
الانسانية خلال الصراع في ليبيا العام الماضي.
لكن الحكام الجدد في ليبيا اكدوا انه سيحصل على محاكمة عادلة في بلاده. وقال
مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا ساهمت في القبض عليه وانها تريد
ترحيله الى فرنسا ليواجه العدالة هناك مشيرة الى دوره المزعوم في تفجير طائرة عام
1989 فوق النيجر راح ضحيتها 54 مواطنا فرنسيا.
واكد ناصر المانع المتحدث باسم الحكومة الليبية في مؤتمر صحفي نبأ اعتقال
السنوسي.
وأضاف أن السنوسي اعتقل صباح السبت في مطار نواكشوط وكان برفقته شاب من المعتقد
أنه ابنه مشيرا الى أنه كان يحمل جواز سفر مزورا من مالي وقد وصل قادما من الدار
البيضاء بالمغرب.
وقالت فرنسا التي قادت التحالف الدولي مع الانتفاضة الليبية التي اطاحت بالقذافي
انها تعاونت مع السلطات الموريتانية في عملية الاعتقال وانها سترسل مذكرة اعتقال
الى موريتانيا "في الساعات القليلة القادمة".
واشار البيان الصادر عن مكتب ساركوزي ان السنوسي قد حكم عليه غيابيا بسبب تفجير
طائرة يوتا عام 1989 الذي قتل فيه اجمالا 170 شخصا. وطالبت اسر ضحايا التفجير
بتسليم السنوسي للعدالة في فرنسا.
وقال فادي العبد الله المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية "في الوقت الحالي
توجد مذكرة اعتقال له من المحكمة الجنائية الدولية وتدعو المحكمة الى تنفيذها. ما
زالت المذكرة نافذة ما لم يقرر قضاة المحكمة الجنائية الدولية شيئا خلاف
ذلك."
لكن موريتانيا ليست من الدول الموقعة على معاهدة روما المؤسسة للمحكمة الجنائية
الدولية وقال المانع ان ليبيا طلبت تسليمها السنوسي اخر الشخصيات البارزة الهاربة
من نظام القذافي.