عبد الله بن مسعود:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هو عبد الله بن مسعود بن
غافل بن حبيب الهذلي, أبو عبد الرحمن, من أكابر الصحابة وأعلمهم و أحلمهم وأقربهم
من رسول الله صلي الله عليه وسلم............
نشأ في مكة ودخل الإسلام مبكرا
فكان من السابقين الأولين وكان أول من جهر بالقران الكريم في مكة
.......
كان خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان موضع سره,يرافقه كالظل
لايبرح مكانا فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم......
كان عبد الله بن مسعود
غلاما أجيرا يرعي غنما عند عقبة بن أبي معيط, فجاءه رسول الله صلي الله عليه وسلم
هو وأبو بكر رضي الله عنه,
فقالا: يا غلام هل عندك تسقينا؟
فقال لهما:إني
مؤتمن وليس ساقيا إياكما
فقال صلي الله عليه وسلم ولم يكن يعرفه من قبل:هل عندك
من شاه حائل,لم ينز عليها الفحل؟
قال بن مسعود: نعم.
ثم أتي بها إليهما فمسح
صلي الله عليه وسلم ضرعها ودعا ربه فحفل الضرع,ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعرة,فاحتلب
فيها, فشرب أبو بكر ثم شرب,ثم قال للضرع اقلص فقلص.......
فكانت هذه المعجزة
التي رأها عبد الله بن مسعودقد مهدت في نفسه طريق الخير والهداية لتصديق الحق
والإيمان به والتسليم بما يقول.....
ويعتبر أول من جهر بالقران في مكة بعد
رسول الله صلي الله عليه وسلم رغم أنه يعرف ما كانت عليه قريش من عنف وقسوة وما هو
عليه من ضعف,إذ لم يكن له عشيرة من الأهل يصرفون عنه أعداءه,لأنه متيقن من حماية
الله وحفظه......
وهكذا يصبح عبد الله بن مسعود الرجل الفقير المعدم فقيه
أمة وعميدا لحفظة القران الكريم, فيأخذ من فم الرسول سبعين سورة لاينازعه فيها أحد,
وورد له في الصحيحين 848 حديثا متفقا عليه..........
شهد بن مسعود الغزوات
جميعها وأحبه صحابة النبي صلي الله عليه وسلم أجمعون........
وكان صلي الله
عليه وسلم يحب أن يسمع القران منه وذات مره قال له: أقرا علي يا عبد الله
قال
عبد الله: أقرأ عليك,وعليك أنزل يا رسول الله؟
فقال صلي الله عليه وسلم: "إني
أحب أن أسمعه من غيري"
فأخذ ابن مسعود يقرأ من سورة النساء حتي بلغ قوله
تعالي:
((فكيف إذا جئنا من كل أمة شهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا))
ففاضت
عينا الرسول صلي الله عليه وسلم من الخشوع والخشية لله........
وفي سنة 32هـ
فاضت روحه الشريفة الزكية بالمدينة عن ستين عاما أنفقها في رحلة إيمانية مباركة,
ورضي الله عنه ,و أكرمه..