الشيء : كلمة تدل على دخول الأمر في التصور العلمي أو الذهني وظهور أبعاده مع إمكانية حصوله في الوجود الموضوعي خارج الذهن أو العلم .
ومفهوم الشيء له وجهان :
الأول : شيء علمي : وهو دخول الأمر في التصور وظهور أبعاده في العلم أو الذهن فقط دون إيجاده بصورة موضوعية خارج العلم أو الذهن .
الثاني : شيء موضوعي : وهو إخراج الشيء العلمي أو الذهني إلى حالة الوجود الموضوعي .
الخالق يخاطب شيئاً موجوداً يطلب منه التحول إلى صورة أخرى أرادها الخالق ليتجلى من خلالها . هذا الكلام مغالطة للعقل والواقع لأن النص صريح في أن صفة الإرادة سابقة عن عملية التشيؤ [ إذا أراد شيئاً ] والمقصد هو توجه الإرادة الإلهية لعملية تشيؤ أمر معين يلازمها مباشرة توجه الإرادة لإيجاده في الوجود الموضوعي , أي تلازم توجه إرادة الله للشيء علماً وإيجاداً بوقت واحد [ كن فيكون ] فخطاب الله موجه إلى الأمر الذي تشيَّأ في الإرادة بعد أن لم يكن شيئاً .
و السؤال عن كيفية إيجاد الشيء الأولي أمر مرتبط بالفاعل الذي شيَّأه . فإن كان فاعلاً محدودَ القُدرات فلاشك أنه يحتاج إلى شيء قبل الشيء الذي يريد أن يوجده حتى يستخدمه في عملية الإيجاد ( مادة خام ) .
أما إذا كان الفاعل كاملاً ومطلقاً في قدرته ، وهو قيوم صمد ، ومتصف بصفة الأول والآخر . فلا شك أنه قادر على أن يوجد شيئاً بعد أن لم يكن شيئاً .
وإذا اختلفت صفة الفاعلين اختلفت طريقة فعلهما ضرورة ، ولا يصح قياس أحدهما على الآخر. فالفاعل المحدود لا يمكن أن يوجد شيئاً إلا من شيء سابق عنه . أما الفاعل الأزلي فهو قادر على أن يوجد شيئاً ابتداءً بعد أن لم يكن شيئاً . وهذه الصفة هي صفة الإله لا يشاركه أحد بها . وإلاّ لماذا سمي الإله !!.
وعجز العقل الإنساني عن تصور هذه العملية هو أمر لازم لمحدوديته لأنه لو تصورها لصارت شيئاً , وبالتالي صارت محدودة وانتفى عن الإله صفة الألوهية .
وللكلام بقيه لو كان باتلعمر بقيه