عبد الرحمن الحنفى المشرفين
| موضوع: أسس الدولة المدنية في القرآن والسنة الجمعة 16 مارس - 3:25 | |
| بقلم: د. صبحي المليجي* بناءً على ما تمَّ التوصل إليه من أن الدولة المدنية هي: الدولة التي تعبر عن المجتمع، وتكون وكيلة عنه، وتستند إلى قيمه، ويختار فيها الشعب حكامه وممثليه، ويعزلهم ويحاسبهم؛ نستطيع القول بأن هناك تقاربًا كبيرًا بين مفهوم الدولة المدنية والدولة الإسلامية.
وبما أننا على مشارف بناء دولة مدنية (إسلامية) حديثة يجدر بنا أن نقف على بعض ما في كتاب الله الحكيم وسنة رسوله الأمين من أسس وقواعد قامت عليها الدولة الأولى، التي حكمت العالم ونشرت فيه العدل ومنعت منه الظلم لمدة تصل إلى تسعة قرون متوالية.
وينبغي الإشارة إلى أن هذه الأسس قد تمَّ وضعها فيما يقارب ثلاثة وعشرين عامًا، ومن ثم انتشرت في معظم سور القرآن المكي والمدني، وفي بيان النبي صلى الله عليه وسلم النظري والعملي، متدرجةً بالمجتمع، واضعةً في الاعتبار ما كان عليه الناس من جاهلية وفساد، ولهذا كان التحول ناجحًا مثمرًا بعد هذه المدة الزمنية، التي تعد قصيرةً جدًّا في عمر بناء الأمم وتكوين الدول.
وفي عرض بعض هذه الأسس سأكتفي بذكر الأساس مع دليل واحدٍ عليه من القرآن الكريم أو السنة النبوية، وتعليق موجزٍ؛ حتى لا يطول بنا المقال، وإلا فإن كل أساس يحتاج إلى عدد من المقالات: 1- العلم بجناحيه: القراءة والكتابة، وبجميع متطلبات العملية التعليمية في مختلف مراحلها، من غير توجيه إلى مجال معين من العلوم، ودليله أول ما نزل من القرآن (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)) (العلق)، هكذا بعدم ذكر مفعول للفعل "اقرأ"؛ ليعمَّ الأمر بالقراءة كل الميادين وجميع التخصصات.
2- العدل.. بدليل قوله سبحانه وتعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)) (النساء)، وتدبَّر التعبير بـ"الله– يأمركم- نعمَّا– يعظكم به- الله– سميعًا- بصيرًا"، وما يقذف به من مشاعر في نفس المتلقي، حاكمًا كان أو محكومًا.
3- المساواة.. ودليلها من السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" هكذا بالقسَم، وهكذا "فاطمة بنت محمد" من غير ألقاب للإعلان عن أن محمدًا وابنته أمام القانون الذي يتم الاحتكام إليه لا يختلفان عن بقية الناس، بل إن محمدًا بنفسه سيباشر تطبيق القانون بحذافيره على ابنته، ولن يكل ذلك إلى أحد غيره، وإذا انطبق هذا على رأس الدولة فمن باب أولى أن ينطبق على من سواه.
4- الشورى.. أو بعبارة أخرى عدم الانفراد بالرأي، وإشراك الشعب في صنع القرار، ودليل ذلك قوله عز وجل: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) (آل عمران: من الآية 159)، بهذا التعبير الدال على أن أخذ رأي الناس ومشاورتهم في اتخاذ القرار أمر لا ينتج عنه إلا العزم وشحذ الهمة، وهو سبب رئيس من أسباب النجاح والفاعلية وزيادة الإنتاج في جميع الميادين.
5- الحرية.. بمعناها العام، والتي تشمل حرية الرأي وحرية التعبير وحرية الإبداع الذي يهدف إلى النهوض بالمجتمع والإعلاء من قيمه، وغيرها، وتأتي حرية الاعتقاد على رأس هذه الحريات، وفي مقدمتها، ودليلها: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ) (البقرة: من الآية 256)، مع تسمية الإسلام "رشد"، والكفر "غي"، لبيان الصواب من الخطأ فقط.
6- التربية.. وتعني: التدرج في التشريع، ونقل الناس من السيئ إلى الحسن فالأحسن، بشيء من الهدوء والصبر والرحمة، وهذا سرٌّ من أسرار الرحمة التي فطر الله تعالى عليها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران: من الآية 159).
7- احترام العهود والمواثيق التي لم يفعل طرفها الثاني ما يضرُّ بالمسلمين.. قال تعالى: (إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)) (التوبة)، وفيه ما يدل على أن هذا الأمر لا يتناقض مع التقوى، بل هو من صميم خصالها، وليس فيه شيء من الضعف أو الاستكانة.
8- اليقظة والاستعداد.. ببناء جيش قوي تحشد له الدولة كل ما تستطيع من قوة وعتاد؛ ليحقق لها الهيبة الخارجية والهيبة الداخلية.. قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) (التوبة: من الآية 60)، يقول العلاَّمة فخر الدين الرازي: "إن المسلم كما يعاديه الكافر فكذلك يعاديه المسلم أيضًا، فإذا كان قويَّ الحال كثير السلاح فكما يخافه أعداؤه فكذلك يخافه كل من يعاديه، مسلمًا كان أو كافرًا".
نسأل الله تعالى أن يبرم لمصرنا أمر رشد، وأن يهيئ لها ولنا من أمرنا رشدًا، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل |
|
tigaaaaar المشرفين
| موضوع: رد: أسس الدولة المدنية في القرآن والسنة الجمعة 16 مارس - 9:45 | |
| أبدعت,,,,, ,,,,,,,وتألقت سلمت لنا يمناك على كل حرف خطته,,, ,,,,,,على كل كلمة رسمتها عذرا,, لتقبل عباراتي المتواضعة,,, فلم اجد الحروف التي تليق بسمو قلمك ,, ,,,,التي قد تلملم ردا يناسب روعة ما قدمته لك ودي وجل تقديري,,
|
|
بنوتة مصرية نائبة المدير
| موضوع: رد: أسس الدولة المدنية في القرآن والسنة السبت 17 مارس - 2:06 | |
| |
|
أم نور المراقبة العامة
| موضوع: رد: أسس الدولة المدنية في القرآن والسنة السبت 17 مارس - 4:00 | |
| |
|