أمسينا (كلنا غزة) واليوم (كلنا أصبحنا غزة)
رحاب بنت محمد حسان
بعيدا عن الحكم الفقهي للخروج عن الحاكم
و القول بجواز التظاهر من عدمه
فقد كنا نقول قديما بضمائرنا الحية (كلنا غزة)
أما اليوم وبعد ان كشر الطغيان عن أنيابه
وانكشف الوجه القبيح لبعض السلطات البائدة التي اباحت لنفسها قتل شعبها
بالطائرات والصواريخ
في وضع اسوأ بكثير من يهود
هل علينا ان نفهم اننا (اصبحنا كلنا غزة )
والمعضلة ان كل قطر الآن اصبح مشغولا في نفسه
فمحال ان تنتظر من جارك اليوم استغاثة لانه ايضا يستغيث
لا ادري هل هو تجهيزا لطبخ الفريسة ام انه تغيير نحو الافضل
شعوبنا اليوم
بين خالع للنظام ومنتظرا للخلع ومتمسك بقبلة الموت
هذا الوضع لا ادري يجعلني احيانا منهارة
لا استطع ان انظّر ولا اقيم للأمة واقعا ولا شأنا فكل قطر له ظروفه
وان تشابهت احيانا في اقطار
لكنها تبدو مخيفة في اقطار اخرى
تتعدد النظريات بين تفاؤول ساذج مرتسم على شفاه من ينظرون لماضيهم البئيس
وبين تشاؤم يظنه البعض مفتعل ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة
لكن حال الملتزمين في كل وحسب رأيي
هو كحال رجل ركب قاطرة لا يدري من يسيقها ولا اين تتجه
هل الى نفق مظلم بعيد عن شرع الله وحكمه
ام الى بر الامان او على الاقل الى الافضل
هو يهتف بمفرده لله رب العالمين فهل صوته بات مسموعا ؟؟؟
المخيف ان الايام اثبتت لنا ان علو الصوت يقاس بكبر حجم البوق الذي تنفخ فيه
لكن الله غالب على أمره ان تمسكنا بحبل الله المتين
المشكلة في ان بعضا من هؤلاء الملتزمين لا يزالون مختلفين
رغم ان القاطرة تسير و القائد مستمر في الانعطاف وفي التحكم في عجلة القيادة
سواء كان هذا التحكم مدبر له ام لا
فالمشكلة اننا فقدنا اشياء كثيرة
وسلبت منا حقوق كثيرة في الحقب الماضية
كونت لدينا ولدى الآخر شكل لم نستطع تغييره حتى هذه اللحظة
فمن يدرك رواد القطار
ومن يدرك القائد المجهول قبل ان يذهب بنا الى سكة الندامة
ومن يدرك اصوات هتاف المهللين الناصحين فيلتف حولها وينصهر بها
ويبدأ في العمل لهذا الدين
اسأل الله تعالى ان يحفظ علينا بلادنا ويول امرنا خيارنا