أخي يا من غزا جيش الهموم قلبه، وأفسد عليه عيشه.. وأشعل تيهه وطيشه.. ونأى به عن بهجة الحياة وبريقها.. إلى ضيق الهموم وظلامها.. يرى بعيون الهم الظلمات في النهار.. ولم يسمع بآذانها إلا الأخطار.. قد أرقه همه فأيأسه.. ولازمه فحطمه.. فهو صريع الهموم.. يُسمع له أنين أينما حل!! أخي: لا تستسلم للأوهام.. فغدك ليس لك.. " وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت " لا تكن ممن يصنع بيديه همومه.. ثم يصدقها.. ويحمل أثقالها في أحشائه.. تظل تعصره عصراً.. وتُحزنه قسراً.. اختزل همومك في هم واحد: وهو هم مصيرك.. وحُقَّ له أن يكون هماً.. أخي دعني أبلغك دعوته
يمامة الوادي
أخي يا من غزا جيش الهموم قلبه، وأفسد عليه عيشه.. وأشعل تيهه وطيشه.. ونأى به عن بهجة الحياة وبريقها.. إلى ضيق الهموم وظلامها.. يرى بعيون الهم الظلمات في النهار.. ولم يسمع بآذانها إلا الأخطار.. قد أرقه همه فأيأسه.. ولازمه فحطمه.. فهو صريع الهموم.. يُسمع له أنين أينما حل!!
أخي: لا تستسلم للأوهام.. فغدك ليس لك.. " وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت " لا تكن ممن يصنع بيديه همومه.. ثم يصدقها.. ويحمل أثقالها في أحشائه.. تظل تعصره عصراً.. وتُحزنه قسراً..
اختزل همومك في هم واحد: وهو هم مصيرك.. وحُقَّ له أن يكون هماً..
أخي دعني أبلغك دعوته - سبحانه وتعالى - لك.. هو الرب وأنت عبده.. هو الرحيم وأنت المكروب.. هو مجيب دعوة المضطر.. وأنت المضطر. وهو التواب الرحيم تأمل في دعوته التي تحمل معاني الشفقة والرحمة عليك وعلى أمثالك " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم "
إنه والله أمل كل مذنب.. تنكبت به ذنوبه.. ومخرج كل عاص أسرف في عصيانه.و تلك دعوته – سبحانه -.. فما عساه يكون جوابك؟
فإن قلت: إنني مسرف على نفسي كثيراً.. فالدعوة للمسرفين!
وإن قلت: ذنبي عظيم لا يغفر.. فالدعوة تقول " يغفر الذنوب جميعاً "!
فمتى ستعد طاعتك.. وتسترد بها بسمتك.. وتعلو بها في واحة المطمئنين همتك..
لُذ إلى الله.. ولا تتأخر عن الدعوة.. فتحرم خيرها..
أخي: لا تحزنك الذنوب.. لا تدعها تقتل فيك الطمع في رحمة الله.. استخرج ضرها وضيقها.. بندم حار وتوبة صادقة..
وفي الحديث " لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر لهم "
أخي: ذنوبك ضيق في صدرك.. وحرج في نفسك.. وسواد في وجهك.. لا يزيله إلا التوبة والاستغفار..
أخي: أما قد عرفت ما عرفت. فهل ستعود؟!!