أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ..}السلام عليكم ورحمةالله تعالى وبركاته
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ..}
أيها الضال عن طريق الهدى ، أما تسمع صوت الحادي وقد حدا ، من لك إذا ظهر الجزاء وبدا ، وربما كان فيه أن تشقى أبدا
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ..} يا من تكتب لحظاته ، وتجمع لفظاته ، وتعلم عزماته ، وتحسب عليه حركاته إن راح أو غدا
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَے سُدًى ..}
ويحك إن الرقيب حاضر ، يرعى عليك اللسان والناظر ، وهو إلى جميع أفعالك ناظر ، إنما الدنيا مراحل إلى المقابر ، وسينقضي هذا المدى
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًىے ..}
مالي أراك في الذنوب تعجل ، وإذا زجرت عنها لا تقبل ، ويحك انتبه لقبح ما تفعل لأن الأيام في الآجال تعمل مثل عمل المدى
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَے سُدًى ..}
سترحل عن دنياك فقيرا ، لا تملك مما جمعت نقيرا ، بلى قد صرت بالذنوب عقيرا بعد أن رداك التلف رداء الردى
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَے سُدًى ..}
كأنك بالموت قد قطع وبت ، وبدد الشمل المجتمع وأشت ، وأثر فيك الندم حينئذ وفت ، انتبه لنفسك أشمتَّ والله العدا
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَے سُدًى ..}
كأنك ببساط العمر قد انطوى ، وبعود الصحة قد ذوى ، وبسلك الإمهال قد قطع فهوى ، اسمع يا من قتله الهوى وما ودى
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَے سُدًى ..}
تالله ما تقال وما تعذر ، فإن كنت عاقلا فانتبه واحذر ، كم وعظك أخذ غيرك وكم أعذر ، ومن أنذر قبل مجيئه فما اعتدى
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَے سُدًى ..}
فبادر نفسك واحذر قبل الفوت ، وأصخ للزواجر فقد رفعت الصوت ، وتنبه فطال ما قد سهوت ، اعلم قطعا ويقينا أن الموت لا يقبل الفدا
اســأل الله العظيــم أن يمن علينا بتوبة قبل الموت ومغفــرة بعد الموت