دعا زعماء المعارضة الروسية يوم الاحد الى وضع برنامج عمل واضح لهم والتركيز بشكل
أساسي على الانتخابات المحلية لاعادة تنشيط حركة احتجاجية فقدت وهجها بعد ان حقق
فلاديمير بوتين فوزا مقنعا بانتخابات الرئاسة لفترة جديدة مدتها ست سنوات.
وبعد ان شهد تجمع حاشد في وسط موسكو يوم السبت اقبالا اقل بكثير من التوقعات قال
ناشطون نظموا أكبر احتجاجات ضد حكم بوتين المستمر منذ 12 عاما انه ينبغي على
انصارهم الاستعداد لمعركة طويلة من اجل احداث تغيير سياسي.
وقال ايليا ياشين أحد زعماء المعارضة في مدونته "تذكروا يا اصدقاء.. اننا نخوض
سباقا طويلا..احيانا يكون من الضروري ان نزيد السرعة واحيانا نقللها حتى تستطيعون
التقاط الانفاس للاستمرار حتى النهاية."
وردد متظاهرون يوم السبت هتافات تقول "روسيا بدون بوتين" في أحد الشوارع
الرئيسية بالعاصمة موسكو. وقال المنظمون ان عدد المشاركين في الاحتجاج بلغ 25 الف
شخص فيما قالت الشرطة ان العدد عشرة الاف.
ويعتبر هذا العدد بأي من التقديرين اقل بكثير من الاعداد التي خرجب قبل ثلاثة
اشهر للتعبير عن الغضب تجاه مزاعم بحدوث عمليات تزوير في الانتخابات البرلمانية
التي جرت في الرابع من ديسمبر كانون الاول والتعبير عن الاستياء من اعتزام بوتين
الحكم لسنوات قادمة.
وأعقب مظاهرات العاشر من ديسمبر في موسكو ومدن اخرى مظاهرات اكبر في 24 ديسمبر
والرابع من فبراير شباط والتي كانت اكبر احتجاجات تنظمها المعارضة منذ وصول بوتين
للسلطة رئيسا من 2000 الى 2008 ثم رئيسا للوزراء منذ ذلك الحين.
لكن الانتصار الذي حققه بوتين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الرابع من
مارس اذار افسد دعوات المحتجين من اجل "روسيا بدون بوتين" ومطالبهم باعادة
الانتخابات البرلمانية والرئاسية وهو ما رفضه بوتين والرئيس ديمتري
ميدفيديف.
وبينما يرفض زعماء الاحتجاجات تصوير بوتين للمعارضة بانها منقسمة ومجموعة غير
منظمة من المنتقدين لا يملكون سوى القليل من الافكار البناءة اشار ناشطون الى ان من
المهم الان للحركة الاحتجاجية ان تمزج بين مطالب محددة من حكومة بوتين وبرنامج عمل
واضح خاص بها.
وقال ديمتري جادكوف وهو نائب في البرلمان من المعارضة في مدونته يوم الاحد "لا
يجب ان تكون المظاهرة القادمة (ضد) ولكن (من اجل)."
واضاف "نحتاج الى الابتعاد عن شكل (خمس دقائق من الكراهية) وان نعلن عن خطة عمل
ونجيب عن السؤال (ماذا بعد..) ونطلب من السلطات اجراء اصلاحات."
وكان خصوم بوتين يأملون في ان يفوز بأقل من نصف الاصوات في انتخابات الرئاسية
ليضطر الى خوض جولة اعادة لتقويض نفوذه وتمهيد الساحة لسلسلة جديدة من
الاحتجاجات.
لكن بوتين فاز بالرئاسة بشكل مباشر وحصل على ما يقرب من 64 في المئة حسب النتائج
الرسمية وهي نسبة كافية تسمح له بالقول بأنه يحظى بتأييد الاغلبية رغم مزاعم عن
حدوث عمليات تزوير وانتقادات من قبل المراقبين الدوليين