السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد...
اخوتي وأخواتي في الله...
نحن أمة واحدة على دين واحد وهوا الإسلام... فبهذا الرابط القوي وددت تحذيركم وتنبيهكم من النار,
فقد كثر في زمننا هذا فتن توجب لنا والعياذ بالله النار...
.
.
.
فضلاً " دقائق معدودة وقراءة عميقة...
.
.
.
ومــــــــــضَـــــــــــــــة:
عباد الله:
أمر الله عباده أن يقوا أنفسهم وأهليهم من النار فقال سبحانه: -(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)- [التحريم/6].
ومعنى قوا أنفسكم أي اتخذوا وقاية بينكم وبين النار تقيكم من حرها وعذابها وذلك بطاعة الله تعالى
وترك معصية الله، فإنه لا يقي من هذه النار كثرة الحصون أو كثرة الجنود أو كثرة المال والأولاد وإنه
يقي منها رحمة الله تعالى والعمل الصالح.
.
.
.
وقـــــــــــــــــــــــــايـــــــــــــــــــــ ــــة:
1- الإيمان بالله وحده لا شريك له.
2- الخوف من الله.
3- بر الوالدين.
4- كثرة الإستغفار.
5- مجاهدة النفس على ترك المعاصي.
6- تجنب الفتن والمعاصي والأماكان التي تستعرضها سواء كان علنا أو العكس.
7- عدم المجاهرة بالمعصية.
8- تهذيب أخلاقنا وتطهيرها من النفاق والكبر وكل خلق ليس في ديننا.
9- التوبــة من كل ذنب ومعصية ولو كانت بسيطة.
10- المحافظة على النفس بعدم عمل شيء يدعو لِ السيئات الجارية كَ( شات – نشر أغاني
ومقاطع سيئة – الدعوة لمنكر ما) .
11- اعمل ليومك كأنه آخر يوم لك.
"إن لم تكن ناهي عن المنكر فلا تكون داعياً له"
قال صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من
أجورهم شيئا . ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) صحيح مسلم.
,,,
اذا كان تحت يدك أحد:
إن المسؤولية عظيمة، خصوصاً لما اشتدت الفتن في هذا الزمان، فيجب على أهل البيوت أن يحموا
بيوتهم من هذه الأخطار التي هي طريق إلى النار.
وكذلك أمركم بأن تقوا أهلكم وأولادكم من النار، والأولاد والأهل هم الأولاد والنساء ومن تحت يد
الإنسان، فإنه مكلف ومسؤول عنهم بأن يأمرهم بطاعة الله وينهاهم عن معصية الله وأن يبعد عن بيته
وسائل الفتن التي كثرت في هذا الزمان فيخلي بيته من وسائل الفتن والشرور التي أضلت وأفسدت كثيراً من الناس إلا من رحم الله.
,,,
من يزيد النار اشتعالاً أبد الآباد؟
قوله تعالى: -( وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)- [التحريم/6] أي وقودها جثث الكفار والعصاة تشتعل بها نار
جهنم ومع هذا فإنهم لا يموتون كما قال سبحانه: -(كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا
الْعَذَابَ)- [النساء/56] وهذه النار لا تطفأ أبدا قال تعالى: -( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا)- [الإسراء/97]
فهي نار موقدة لا تطفأ أبدا ولا يبرد حرها ولا يخمد جمرها بل هي مستعرة متوقدة أبد الآباد وأهلها
يشتعلون فيها أبد الآباد قال عز وجل: -(يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ)- [إبراهيم/17].
,,,
كلاهما نار فما الفرق؟!
الفرق بين حر نار الدنيا وحر نار الآخرة عظيم والعياذ بالله من النار ومع شدته فإنه دائم مؤبد.
-(عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ)- [التحريم/6] هم خزنة جهنم غلاظ الطباع ليست فيهم رحمة شداد في
أجسادهم فلا مطمع لأهل النار في رحمتهم لأنهم غلاظ ولا مطمع لأهل النار في التغلب عليهم لأنهم شداد.
-(لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)- [التحريم/6] ينفذون ما أمرهم الله تعالى به ولا يتركون منه شيئا ولا يحابون أحدا.
,,,
ومــــــــــضَـــــــــــــــة:
إن هذه النار جعل الله لها مذكّرات في الدنيا فكل الهموم والأحزان والأمراض والأسقام والجوع
والعطش كل ذلك يذكِّر بما في نار الآخرة مما هو أشد وأبقى وكذلك الحر في الدنيا كما قال تعالى عن المنافقين
: -(وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ*فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)- [التوبة/81-82].
.
.
.
ومـضـــة من القلب للقلب :
أخي اختي الكريمة... كفى كفى كفى للهوى..كفى لهوانا بدنيا فانية ذاهبة زائلة ونحن معاها لا محاله... فلنقيد هوانا ونروضه وننجو بانفسنا من عذاب الآخرة الابدي... من الآن انا وانتم نقلع( نترك - نمتنع ) عن كل ذنب ومعصية مهما صغرت ومهما كبرت ومهما كنا متعلقين فيها واصبحت من عاداتنا... لاتخجل من ممن يسخر منك عند اقلاعك ولا تكترث له فانه لن يذهب معك الى قبرك انت وحدك من سيحاسب عن كل شيء , فانت الفاعل والجاني والمجني عليه...
أقـلـــع عن المعصية قبل ان تقلع انت عن الدنيا...
عباد الله:
إذا كنتم لا تطيقون حر الرمضاء وحر الهجير فكيف تطيقون حر نار جهنم، والعياذ بالله من جهنم،
ففروا إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة التي تنجيكم من هذا الحر إنكم في هذه الدنيا إذا مسكم الحر
تلجؤون إلى المبردات والمكيفات لتخفف عنكم الحر ولكن في جهنم لا محيد من حرها ولا وسيلة تقي
من عذابها -(لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)-
[الأنبياء/39]، لا يستطيع أهل النار دفع شر من حرها وليس عندهم وسائل تبريد وليس عندهم
وسائل وقاية من حر النار، يصلونها أبد الآبدين.وكذلكم هذه النار التي توقدونها إنها تذكر بنار جهنم
قال سبحانه: -(أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ*أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ*نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً
وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ)- [الواقعة/71-73] تذكِّر بنار جهنم فإذا كنتم لا تطيقون حر هذه النار التي بين أيديكم وتنفرون منها فكيف بنار جهنم والعياذ بالله.
.
.
.
( الــــــــــــعـــــــــــــــــذاب )
مشهد :
ملاحظة: إن هذا مشهد تصويري فقط , صحيح أخذت مواصفاته من الكتاب والسنة ولكن ليس كنار الآخرة تماما...- تذكر - نار الآخرة هي أعظم ! .
.
.
.
ومــــــــــضَـــــــــــــــة:
العذاب في الآخرة لن يأتي ساعة أو يوماً أو شهرا أو سنة ثم ينقضي، بل هو عذاب دائم سرمدي لمن
مات على الكفر والشرك والعياذُ بالله، لا يخفف عنهم من عذابها أبد الآباد، بل كلما خفت زادهم الله
سعيراً وعذابا، وطعامهم الزقوم وشرابهم الحميم، سرابيل من قطران وتغشى وجههم النار -(فَالَّذِينَ
كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ*يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ*وَلَهُمْ
مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ*كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)- [الحج/19-22].
ومــــــــــضَـــــــــــــــة:
فاتقوا الله عباد الله:
واحذروا من هذه النار ولا يكفي أن الإنسان يقول: أعوذ بالله من النار بلسانه بل يقول: أعوذ بالله من
النار، ويعمل الأعمال التي تبعده من النار لقوله تعالى: -(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)- [التحريم/6]
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير أن نستعيذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن
عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال.
فبدأ بالاستعاذة من نار جهنم لشدة خطرها وعظيم ضررها وأنها أم المهلكات نسأل الله العافية...
تأملوا رحمكم الله هذا المصير، تأملوا هذه النار التي حذركم الله منها وأمركم بالفرار منها إلى الجنة،
وذلك بطاعة الله سبحانه وتعالى وبإمكانكم بتوفيق من الله اليوم أن تفروا من هذه النار إلى طاعة الله
وجنته، وأن تتوبوا إلى الله وأن تتأهبوا بالأعمال الصالحة.
.
.
.
تـــــــــــــذكــر:
•الله سبحانه تواب غفور.
•باب التوبة لايزال مفتوح .
•الدنيا فانية البقاء لله وحده.
•لاتستهون بصغار الذنوب فربما هي من تدخلك النار (والعياذ بالله) .
•لا تتساهل بصغائر الاعمال الصالحة ان كنت تستطيع بادر بها , قبل ان يبادر بك لقبرك .
الـــخــــتــــــــام:
اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار، اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار.
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار اللهم أجرنا من عذاب القبر وعذاب النار.
تجميعي وتنسيقي وبعض من طهر أحرفي.
المصدر:
رسائل وخطب الشيخ عبد الله القرعاوي.