للمسجد الأقصى خصه الله تعالى بالمآثر الكريمة ، والفضائل
العظيمة، والبركات الوفيرة ، ذكرت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
، والتي منها:
ثاني مسجد وضع في الأرض : هـو ثـاني المساجد وضعاً في
الأرض بعد المسجد الحـرام ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي
مسجد وضع في الأرض أولاً ؟ قال :المسجد الحرام . قال : قلت : ثم أي؟ قال : المسجد
الأقصى قلت : كم كان بينهما؟ قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصله ،
فإن الفضل فيه " رواه البخاري .
قبلة المسلمين الأُولى : كانت
القبلة إلى المسجد الأقصى لمدة ستة أو سبعة عشر شهراً قبل نسخها وتحويلها إلى
الكعبة ببلد الله الحرام ، أخرج البخاري ومسلم بالسند إلى البراء بن عازب رضي الله
عنه قال : " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو
سبعة عشر شهراً ثم صرفنا إلى القبلة" .
وتحويل القبلة لم يلغ مكانة المسجد
الأقصى ، بل بقيت مكانته عظيمة في قلوب المسلمين وفي الشرع الإسلامي
.
مبارك فيه وفيما حوله : هو مسجد في أرض باركها الله تعالى ، قال
تعالى : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي
باركنا حوله "سورة الإسراء ، قيل : لو لم تكن له فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية ،
وبجميع البركات وافية ، لأنه إذا بورك حوله ، فالبركة فيه مضاعفة . ومن بركته أن
فُضل على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم .
مسرى النبي صلى الله عليه وسلم : كان الإسراء من أول مسجد وضع في
الأرض إلى ثاني مسجد وضع فيها ، فجمع له فضل البيتين وشرفهما ، ورؤية القبلتين
وفضلهما، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: "أُتيتُ بالبراق – وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره
عند منتهى طرفه – قال : فركبت حتى أتيت بيت المقدس ، قال : فربطته بالحلقة التي
يربط به الأنبياء قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت ، فجاءني جبريل
عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن ، فقال جبريل – صلى الله عليه
وسلم – اخترت الفطرة ، ثم عرج بنا إلى السماء .. " .
صلاة النبي
بالأنبياء إماما : المكان الوحيد في الأرض الذي اجتمع فيه كل أنبياء الله من لدن
آدم عليه السلام حتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، في أعظم اجتماع في التاريخ ،
وصلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه بالأنبياء إماماً في ليلة الإسراء إقراراً
لصبغته الإسلامية ولإمامة أمة محمد على المسجد الأقصى: "دخل النبي صلى الله عليه
وسلم المسجد الأقصى قام يصلي فالتفت ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه ".
أخرجه أحمد .
ولنعم المصلى هو : أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على
فضله وعظيم شأنه وأخبر بتعلق قلوب المسلمين به لدرجة انه يتمنى المسلم أن يكون له
موضع صغير يطل منه على المسجد الأقصى أو يراه منه ويكون ذلك عنده أحب إليه من
الدنيا وما فيها .
فعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : ( تذاكرنا عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل : أمسجد رسول الله أم بيت المقدس ؟ فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ، ولنعم المصلى هو
، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن[1][1] فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير
له من الدنيا جميعا. قال : أو قال خير من الدنيا وما فيها ).أخرجه الحاكم ووافقه
الذهبي وصححه الألباني
البشرى بفتحه : وتلك من أعلام النبوة أن بشر
صلى الله عليه وسلم بفتحه قبل أن يفتح ، عن عوف بن مالك قال أتيت النبي صلى الله
عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أَدم ، فقال أعدد ستاً بين يدي الساعة : ذكر
منها : " ثم فتح بيت المقدس " رواه البخاري .
إليه تشد الرحال :أجمع أهل
العلم على استحباب زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه ، وأن الرحال لا تشد إلا إلى
ثلاثة مساجد منها المسجد الأقصى ، وتلك المساجد الثلاثة لها الفضل على غيرها من
المساجد فقد ثبت في الصحيحين من رواية أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ،
ومسجدي هذا " .
ولهذا شد الكثير من الصحابة الرحال للصلاة في المسجد الأقصى
، وجاء من بعدهم سلفنا الصالح ، الذين أحيوا المسجد الأقصى بحلقات العلم وطلابه .
فيه يُضاعف أجر الصلاة : عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : تذاكرنا -
ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - أيهما افضل : أمسجد رسول الله أَم بيت
المقدس ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من أربع
صلوات فيه ". ( أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وصححه الألباني
.
للصلاة فيه فضل كبير : أخرج النسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل
الله ثلاثاً: حكما يصادف حكمه ، و ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، وألا يأتي هذا
المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " فقال النبي
صلى الله عليه وسلم " أما اثنتان فقد أعطيهما ، وأرجو أن يكون أعطي الثالثة " .
رواه النسائي وابن ماجه .
دعوة موسى عليه السلام : كان من تعظيم
موسى عليه السلام للأرض المقدسة وبيت المقدس أن سأل الله تبارك وتعالى عند الموت أن
يدنيه منها .
روى البخاري في صحيحه مرفوعاً : " فسأل موسى الله أن يدنيه من
الأرض المقدسة رمية بحجر ، فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب
الأحمر " .
قال النووي : " وأما سؤاله – أي موسى عليه السلام – الإدناء من
الأرض المقدسة فلشرفها ، وفضيلة من فيها من المدفونين من الأنبياء وغيرهم
.
مقام الطائفة المنصورة : وعقر دار المؤمنين ، قال صلى الله عليه
وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل
آخرُهُم المسيح الدجال ". أخرجه أحمد ، وأبو داود ، والحاكم ، والطبراني في الكبير،
وصححه الألباني في الصحيحة .
ومن المعلوم أن عيسى بن مريم – عليه السلام –
يدرك المسيح الدجال بباب لد بفلسطين فيقتله .
يقتل الدجال قريب من
المسجد الأقصى : والدجال يقتل قريباً من هناك يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه
السلام كما جاء في الحديث " يَقتل ابنُ مريم الدجالَ بباب لُدّ " رواه مسلم ،ولدّ :
هي مكان قرب بيت المقدس .
أرض المحشر والمنشر : في بيت المقدس الأرض
التي يحشر إليها العباد ، ومنها يكون المنشر ، فعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قالت: يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس فقال : " أرض المحشر
والمنشر " صححه الألباني .
لا يدخله الدجال: في المسجد الأقصى يتحصن
المؤمنون من الدجال ولا يدخله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال : "
علامته يمكث في الأرض أربعين صباحاً ، يبلغ سلطانه كل منهل ٍ لا يأتي أربعة مساجد :
الكعبة ، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى ، والطور " . أخرجه أحمد في المسند ،
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
تحياتي لكم
ا