فى الوقت الذى أعادت فيه ألمانيا إلى بغداد 45 قطعة أثرية كانت قد سرقت من
متاحف العراق أثناء الفوضى التى أعقبت غزو الولايات المتحدة الأمريكية كما
أعادت إلى أفغانستان تمثالا أثريا يرجع إلى عصر ما قبل الإسلام كان قد سرق
أثناء الحرب الأهلية الأفغانية، تتجاهل فيه تمامًا مطالبات مصر المتكررة
باسترداد رأس الملكة نفرتيتى مدعية أن رأس نفرتيتى سفيرة مصر فى برلين لا
أحد يعرف إلى متى ستظل نفرتيتى سفيرة إجبارية لمصر فى ألمانيا.
الحكومة الألمانية كانت قد رفضت مرارًا الطلب الذى قدمه المجلس الأعلى
للآثار بمصر لاسترداد رأس الملكة نفرتيتى والموجودة حاليا فى متحف برلين
مبررة موقفها بأن الطلب لم يحمل توقيع رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف،
وذلك ما عطل النظر إلى الطلب بجدية إلا أن المجلس الأعلى للآثار كان قد
أكد على إرساله الطلب موقعًا بموافقة نظيف وطالبها باستعادة رأس نفرتيتى،
وذلك بموجب المادة (13 ب) من اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم
والثقافة (يونسكو) عام 1970 الخاصة، والتى تحظر الاستيراد والتصدير والنقل
غير القانونى للممتلكات الثقافية غير أن للدكتور أيمن فؤاد سعد، أستاذ
الآثار بالمعهد الفرنسى للآثار الشرقية وجهة نظر أخرى، حيث قال لـ"اليوم
السابع" إن ألمانيا تدعى أنه لا يمكن قانونيا استرداد رأس نفرتيتى، وذلك
لأن الاتفاقية التى سبق الإشارة إليها تشتمل فقط على الآثار التى تم
الاستيلاء عليها وأن تكون هذه المسروقات مسجلة بأحد المتاحف إلا أن
التمثال لا تنطبق عليه هذه الشروط، وأكد "سيد" أن المفاوضات الودية مع
الحكومة الألمانية ربما تكون هى السبيل الوحيد أمام استرجاع التمثال.
يذكر أن لمصر تاريخ طويل مع المطالبة باسترداد التمثال، والتى بدأت
بالرسالة التى وجهها الملك فاروق إلى مجلس قيادة الحلفاء الذى سيطر على
ألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك فى 14 إبريل 1946، ورسالة
أخرى عبر السفير المصرى بالولايات المتحدة فى فبراير 1947.
وكان رأس نفرتيتى قد وصل إلى ألمانيا على يد العالم الألمانى لوفيج بوخارت
على رأس وفد أثريين ألمان بعد أن عثروا عليه فى منطقة تل العمارنة بمحافظة
المنيا فى الـ6 من ديسمبر1912.