حول استخدام مكبرات الصوت بالمساجد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.ثم أما بعد ..
فاني احيكم بتحية الاسلام واسال الله العظيم ان يزيدكم علما ونورا ونجاحا في الدنيا والدين . واني احسبكم من الصالحين الساعين الي نشر العلم الشرعي والسنة الصحيحة بين المسلمين ومحاربة البدع واهلهاواني اقدر فيكم حرصكم وغيرتكم علي دين الله في هده الربوع فطبتم وطاب سعيكم وتبوأتم من الجنة منزلا ، وأسأل الله الكريم جل وعلا ان يجمعنا على طاعته ، و في الآخرة مع سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم في جنته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
اخي الكريم والله اني لفي حيرة من امري بين ان اسوق اليك هذه الملاحظات او اتركها . ثم بعد ان طابت نفسي عزمت على هذا الامر فان الدين النصيحة الدين النصيحة كما جاء في حديث المصطفي وايضا من باب الامر بالمعروف بالمعروف والنهي عن المنكر بغير منكر والتعاون علي البر والاحسان.
اخي قد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: ان وضع جهاز راديو أو نحوه لإذاعة القرآن بصوت مرتفع في المسجد يوم الجمعة قبل صلاة الصبح وقبل مجيء الإمام لا يجوز. انتهى... وكذا إذا اشتمل تشغيلُ المذياع على التشويش على الناس وخصوصاً المرضى ونحوهم وأذيتهم فهو ممنوع كذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه ابن ماجه.
وأما الصلاة في مكبرات الصوت الخارجية مما يترتب عليه أذية للناس في بيوتهم، أو أذية أهل المساجد الأخرى، فهذا مما لا يجوز شرعا، وقد فصل العلامة العثيمين رحمه الله أدلة منع ما ذكرنا في فتوى له، نسوقها بطولها لما فيها من الفائدة، ونصيحةً للمسلمين، قال رحمه الله: ما ذكرتم من استعمال مكبر الصوت في الصلاة الجهرية على المنارة فإنه منهي عنه؛ لأنه يحصل به كثير من التشويش على أهل البيوت والمساجد القريبة، وقد روى الإمام مالك رحمه الله في الموطأ من شرح الزرقاني في باب العمل في القراءة عن البياضي فروة بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن. وروى أبو داود تحت عنوان رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة. قال ابن عبد البر: حديث البياضي وأبي سعيد ثابتان صحيحان ..ففي هذين الحديثين النهي عن الجهر بالقراءة في الصلاة حيث يكون فيه التشويش على الآخرين وأن في هذا أذية ينهى عنها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من مجموع الفتاوى: ليس لأحد أن يجهر بالقراءة بحيث يؤذي غيره من المصلين، وفي جواب له من الفتاوى الكبرى: ومن فعل ما يشوش به على أهل المسجد، أو فعل ما يفضي إلى ذلك منع منه. انتهى.
وأما ما يدعيه من يرفع الصوت من المبررات فجوابه من وجهين:
الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجهر بعض الناس على بعض في القرآن وبين أن ذلك أذية، ومن المعلوم أنه لا اختيار للمؤمن ولا خيار له في العدول عما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً {الأحزاب: 36}، ومن المعلوم أيضاً أن المؤمن لا يرضى لنفسه أن تقع منه أذية لإخوانه.
الوجه الثاني: أن ما يدعيه من المبررات -إن صح وجودها- فهي معارضة بما يحصل برفع الصوت من المحذورات فمن ذلك:
1- الوقوع فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من جهر المصلين بعضهم على بعض .
2- أذية من يسمعه من المصلين المسبوقين وغيرهم ممن يدرس علماً أو يتحفظه بالتشويش عليهم
3- شغل المأمومين في المساجد المجاورة عن الاستماع لقراءة إمامهم التي أمروا بالاستماع إليها .
4- أن بعض المأمومين في المساجد المجاورة قد يتابعون في الركوع والسجود الإمام الرافع صوته، لاسيما إذا كانوا في مسجد كبير كثير الجماعة حيث يلتبس عليهم الصوت الوافد بصوت إمامهم، وقد بلغنا أن ذلك يقع كثيراً .
5- أنه يفضي إلى تهاون بعض الناس في المبادرة إلى الحضور إلى المسجد؛ لأنه يسمع صلاة الإمام ركعة ركعة فيتباطأ اعتماداً على أن الإمام في أول الصلاة فيمضي به الوقت حتى تفوته الصلاة.
6- أنه يفضي إلى إسراع المقبلين إلى المسجد إذا سمعوا الإمام في آخر قراءته كما هو مشاهد، فيقعون فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الإسراع بسبب سماعهم هذا الصوت المرفوع
7- أنه قد يكون في البيوت من يسمع هذه القراءة وهم في سهو ولغو ...والقاعدة العامة المتفق عليها أنه إذا تعارضت المصالح والمفاسد، وجب مراعاة الأكثر منها والأعظم فحكم بما تقتضيه، فإن تساوت فدرء المفاسد أولى من جلب المصالح.
فنصيحتي لإخواني المسلمين أن يسلكوا طريق السلامة، وأن يرحموا إخوانهم المسلمين الذين تتشوش عليهم عباداتهم بما يسمعون من هذه الأصوات العالية حتى لا يدري المصلي ماذا قال ولا ماذا يقول في الصلاة من دعاء وذكر وقرآن، ولقد علمت أن رجلاً كان إماماً وكان في التشهد وحوله مسجد يسمع قراءة إمامه فجعل السامع يكرر التشهد لأنه عجز أن يضبط ما يقول فأطال على نفسه وعلى من خلفه، ثم إنهم إذا سلكوا هذه الطريق وتركوا رفع الصوت من على المنارات حصل لهم مع الرحمة بإخوانهم امتثال قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن. وقوله: فلا يؤذين بعضهم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة. ولا يخفى ما يحصل للقلب من اللذة الإيمانية في امتثال أمر الله ورسوله وانشراح الصدر لذلك وسرور النفس به .
وهده بعض الملاحظات أسوقها عسي أن تحصل بها الفائدة ة لكل المسلمين
1- إن رفع الصوت بالقرءان بمكبرات الصوت في المساجد فيه مخالفة صريحة لما جاء في القرءان وما ورد في السنة من كلام سيد المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم ولم يكن هذا لا من عمل الأولين ولا من عمل المتأخرين علماً بأن الله حين حذرنا من الصوت العالي في الصلاة والدعاء لم يكن موجود في عصر نزول القرآن مكبرات صوت كما هو الآن، ومع ذلك حذرنا الله من ذلك نسال الله السلامة .
ادلة من القرءان
قال تعالى إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً ) الآيات 3 من سورة مريم.
والخفاء لا يعني أنك تختفي وأنت تعبد الله، ولكن يعني الأدب والخوف من الله وأنت تعبده، كما قال الله تعالى: ( وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) سورة الأعراف آية 56. وحذر الله من الصوت العالي في الصلاة والدعاء، كي لا تذهب أعمالنا ونصبح في عداء مع الله بسبب هذه الطريقة في الدعاء أو الصلاة، وجاء التحذير من الله في هذا الموضوع في كثير من الآيات، يقول تعالى: ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) سورة الأعراف آية 55.
ويقول تعالى أيضاً وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) سورة لقمان آية 19
- قوله تعالى : "واغضض من صوتك" أي لا تتكلف رفع الصوت وخذ منه ما تحتاج إليه، فإن الجهر بأكثر من الحاجة تكلف يؤذي. والمراد بذلك كله التواضع، وقد قال عمر لمؤذن تكلف رفع الأذان بأكثر من طاقته: لقد خشيت أن ينشق مريطاؤك! والمؤذن هو أبو محذورة سمرة بن معير. والمريطاء: ما بين السرة إلى العانة.
- قوله تعالى: "إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" أي أقبحها وأوحشها، ومنه أتانا بوجه منكر. والحمار مثل في الذم البليغ والشتيمة، وكذلك نهاقه، ومن كرههم لذكره أنهم يكنون عنه ويرغبون عن التصريح باسمه فيقولون: الطويل الأذنين، كما يكنى عن الأشياء المستقذرة. وقد عد في مساوئ الآداب أن يجري ذكر الحمار في مجلس قوم من أولي المروءة
- في الآية دليل على تعريف قبح رفع الصوت في المخاطبة لأنها عالية. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً" وقد روي: أنه ما صاح حمار ولا نبح ******* إلا أن يرى شيطاناً. وقال سفيان الثوري: صياح كل شئ تسبيح إلا نهيق الحمير.
وهذه الآية فيها امر بوجوب الأدب مع الله تعالى بترك رفع الصوت في عباداتنا ومع اخواننا الا ما دعت الحاجة اليه . وفيها ايضا تحذير من الله إلى الذين آمنوا أن لا يرفعوا صوتهم على صوت النبي، فما بالك حين يرفعون صوتهم على الخالق؟!... يقول تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) سورة الحجرات آية 2.
ادلة من السنة
قال صلي الله عليه وسلم : إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن. وروى أبو داود تحت عنوان رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة. قال ابن عبد البر: حديث البياضي وأبي سعيد ثابتان صحيحان ..ففي هذين الحديثين النهي عن الجهر بالقراءة في الصلاة حيث يكون فيه التشويش على الآخرين وأن في هذا أذية ينهى عنها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من مجموع الفتاوى: ليس لأحد أن يجهر بالقراءة بحيث يؤذي غيره من المصلين، وفي جواب له من الفتاوى الكبرى: ومن فعل ما يشوش به على أهل المسجد، أو فعل ما يفضي إلى ذلك منع منه. انتهى.
2 - فيه عدم تعظيم وتوقير لكلام الله قال تعالي : وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )الحج: ٢٣(
3 - كل منا يسال نفسه ويجيب بكل صدق عن السؤال التالي : من يستمع الي القرءان في مكبرات الصوت الموضوعة في المساجد والمنارات !
- إن كان لمن في داخل المسجد فاعلم أخي أن الكل مشغول هدا بصلاته وهدا يتوضأ وداك يسبح وهدا يراجع ماتيسرله من ورده من القرءان و .....
- وان كان لمن في خارج المسجد فالكل لاه هدا بتجارته وهدا بعمله وداك بسيارته .....
- وان كان بحجة ( إعلاء كلمة الله ) ونشر الخير بين المسلمين فهذا لا شك الجهل لمعنى إعلاء كلمة الله التي يتوق إليها الجميع ويموتون من أجلها .. يعذبون وينفون من الأرض من أجل إعلاء كلمة الله ! إعلاء كلمةالله ليست إعلاء للصوت بالقرءان ! بينما الحقيقة أن إعلاء كلمة اللهتكون في تطبيق شرع الله في مختلف أوجهالنشاط الإنساني وجعله مقدما على كل ما سواء من الأنظمة والتشريعات والقوانينالوضعية
شرقية كانت أم غربية , وأن لايعلو فوق كلام الله أي كلام لتثبيت أوامر الدين في كلمناحي الحياة وفي كافة أوجه المعاملات , سواء مع الذات أو الآخرين , في الحربوالسلم أو في الظروف العادية , ولا يصح أن تتكلم بصوت عال ثم تقول أنا أخدم الدينوأعلي كلمة الله .
4 - سوء توظيف لمعدات المسجد يا أخي تخيل بان في المسجد أربعة مكبرات للصوت اثنان في الداخل واثنان في الخارج يعني في فناء المسجد فلماذا يقع تشغيل كل المعدات مع إن المصلين في الداخل فقط أليس هدا إسراف وتبذير ينجر عنه مضاعفة فاتورة الكهرباء وقس على دلك.
- 5 التشويش على أهل البيوت من التلاميذ والطلاب
6 - فيه إيذاء للمرضي للكبير والرضيع
7 - ذهاب الخشوع والسكينة في الصلاة فعلى كل إنسان يدعو أو يصلي بصوت عالي ان يعلم انه في عداء مع الله دون أن يدرك، يقول تعالى : (وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) سورة الإسراء 110.
وحين يقول الله فلا قول بعد كلام الله، وإما أن تقول سمعنا وأطعنا وإما أن تقول سمعنا وعصيناوالخيار لكم ايها المسلمين .
8 - فيه تشبه بالكفار في الملاهي الليلية والمراقص حيث الاصوات العالية والصخب وشرب السجائر والمخدرات كدلك في افراحنا حيث انتشرت هده المصيبة المتمثلة في استعمال مكبرات الصوت دون ظوابط فادينا من حيث لا ندري جيراننا واطفالنا ومرضانا و ..... .
يقول تعالى ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) سورة الأعراف آية 55. ويقول تعالى أيضاً للتأكيد على هذا الموضوع وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) سورة لقمان آية 19
وهذا تحذير من الله إلى الذين آمنوا أن لا يرفعوا صوتهم حتى على صوت النبي، فما بالك حين يرفعون صوتهم على الخالق؟!... يقول تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)) سورة الحجرات آية 2.
يقول تعالى وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ) سورة الأعراف آية 205.
جمع بتصرف في 25/01/201