غذاء المرأة المرضعة
خلال فترة الرضاعة ، يجب على الأم اتباع نظام غذائي صحي متنوّع ومتوازن، يحتوي على أنواع عديدة من الأطعمة، وذلك للحصول على معظم الفيتامينات والأملاح المعدنية المفيدة للأم وللطفل معاً.
فوائد الرضاعة للأم:
- تزيد الإلفة والرّابط بين الأم وطفلها.
- تحمي من النـزيف، وتساعد في إعادة الرحم إلى حجمه الطبيعي.
- في الرضاعة يتم إستخدام مخزون الدهن لإنتاج الحليب. فبهذا تساعد المرأة على خسارة الوزن الزائد، وتساهم في إعادة جسمها الى الوزن الطبيعي قبل الحمل.
- الدراسات العلمية تبرهن أن المرأة التي ترضع طفلها، لديها أقل نسبة من خطر الأصابة بأمراض مزمنة مثل : أمراض القلب، السكري ، وبعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والمبيض.
فوائد الرضاعة للطفل:
- الرضاعة تساعد على نموّ سليم للطفل ، وبالأخص نموّ الحنك، والأسنان، وعلى النمو الذهني السليم .
ما هي تركيبة حليب الأم؟ وفوائده للطفل؟
- في الأيام الأولى، بعد الولادة سوف تلاحظ الأم أن المادة التي تخرج من ثدييها ليست حليباً ، بل مادة لونها مائل إلى الصفار مثل الصمغ : وهذا ما يعرف بال Colostrums
خصائص ال Colostrums:
-تحتوي على الاجسام المضادة التي تحسن مناعة الأطفال الحديثي الولادة.
- تساعد في أول خروج عند الطفل.
- تساعد على حماية الأمعاء من الإلتهابات في الأشهر الأولى.
من الضروري جداً أن يستفيد الطفل من هذه المادة الغنية بالبروتينات، الفيتامين أ ، والأجسام المضادة، و التي تساهم في تخفيف نسبة وخطورة الإصابة بالصفيرة.
وعملية الإمتصاص الأولى التي يقوم فيها الطفل لكي يأخذ ال colostrums، ضرورية جدّاً للإفرازات الهرمونية عند المرأة، وهذه الهورمونات هي التي تساعد على إنتاج الحليب.
الحليب:
إن حليب الأم يتغير مع حاجات الطفل، ويتحول تدرجياً مع زيادة في الكمية من مادة الcolostrums الغنية بالأجسام المضادة إلى حليب ناضج يحتوي على الكمية الملائمة والمناسبة من الدهن، السكر، البروتينات والمياه ، وهي الأفضل للنمو السليم , والتكامل للطفل لفترة ال 6 أشهر الأولى . وسوف تلاحظين أن الطفل يشعر بالشبع أكثر من الأيام ألاولى.
خصائص حليب الأمّ:
- سهل لعملية الهضم عند الطفل (لأن جهازه الهضمي غير متكامل).
- نظيف، حرارته مثالية أي لا يحتاج الى تسخين ولا يحتاج الى أي كلفة إضافية.
- يعتبر حليب الأم الغذاء المثالي والمتكامل من الأيام الأولى وصولا الى الشهر السادس.
- يساهم في تحسين صحة الطفل وتأمين المناعة.
ملاحظة : يمكن أن يتفاعل الطفل مع الطعام التي تناولته الأم ولكن من النوادر أن يتفاعل بحساسية من حليب الأم.
ما هي المدّة المثالية لرضاعة الطفل؟
- تنصح الجمعية الأميركيّة للتغذية (ADA) مدة ستة أشهر للرضاعة ومن ثم إدخال الأكل تدرجياً إبتداءلً من الشهر السادس بالإضافة إلى الرضاعة.
- أما WHO فتنصح بإرضاع الطفل لعمر السنتين وأيضاً ادخال الطعام والسوائل إبتداءاً من الشهر السادس.
كيف ينبغي أن تُرضِعِي مولودك ؟
فن الرضاعة يتطلب بعض المثابرة من الأم ، لذلك إذا فشلت الأم في إرضاع طفلها بالبداية أو في خلال فترة الرضاعة، لا يجب أن تستعين بالقنينة وحليب السوق، أو تستعمل عذر لعدم وجود الحليب. في حال كان الطفل يبكي أو أن وزنه لم يرتفع، هذا يعني أن الحليب غير كاف ويجب الاتجاه للقنينة، بسبب انخفاض إنتاج الحليب عند الأم.
وأهم شيء أيضاً هو أن تقوم الأم بالرضاعة ما بين ثماني الى عشر مرّات في النهار لتأمين أقلّ متطلبات طفلها.
حسب الأطباء، من الضروريّ جداً أن يكون الطفل جائعاً، لذلك على الأم، قدر المستطاع أن تقوم بالرضاعة كلّ ثلاث ساعات وأحياناً أقلّ. والطفل هو الذي يقرر متى يبدأ ومتى ينتهي من الرضاعة وليس الساعة.
من الضروري جداً استعمال الثديين، لأن كلّ ثدي بحاجة أن يرضع منه الطفل. حتى ولو شعرتي بأن هناك ثدياً يعطي حليب أكثر من الاخر. ودائما يجب أن تتذكري أن عليك البدء بالرضاعة من الثدي الذي لم ترضعي الطفل منه آخر مرّة، أي حوالي خمس الى عشر دقائق من كلّ ثدي.وفي حال أرضعتي من الثدي اليمين تأكدي أن يرضع طفلك من ثدي الشمال في المرة المقبلة، لأنه من المهم جداً أن ينزل كل الدهن الموجود في الحليب.
الكثير من النساء العاملات يتساءلن: الرضاعة مهمة ولكن ما البديل للمرأة العاملة؟
يمكنك شفط الحليب يومياً بالشفاطة اليدوية عبر اليد أو من خلال مساعدة الشفاطة الكهربائية . ويجب أن ترضعي قدر الامكان: في الصباح ، المساء وفي العطل الاسبوعية والأعياد والمناسبات. مثلاً يجب أن تستخرج الحليب كلّ ثلاث ساعات في النهار، وعلى الأقل ساعة في الليل. فكلمّا استخرجت الحليب، كلما زاد إنتاجه.
ممكن أن يتم حفظ كل 60الى 120 ملل من الحليب المستخرج في وعاء معقم أو القنينة الخاصة.
ويمكن حفظ الحليب في البراد لمدة 24الى 48 ساعة. أو في الثلاجة لمدة 3 أشهر.
ويجب وضع أوراق لاصقة تحمل تاريخ إخراج الحليب، وإستعمال الحليب المستخرج أولاً.
ماذا يجب أن تتناول المرأة خلال فترة الرضاعة ؟
ما حاجة المرأة المرضعة إلى البروتينات؟
- تحتاج المرأة المرضعة إلى نسبة بروتينات عالية ؛ لأنها تساعد على درّ الحليب. مع العلم أن استهلاك البروتينات لا يؤثر في نوعية الحليب إنما في كميته. ويمكن أن نجد نسبة البروتينات العالية أو أن نتناولها في: الحليب ومشتقاته، البيض، اللحم، السمك، الدجاج، الحبوب والبقوليات، وذلك للتأكد من الحصول على الكمية الضرورية من الحوامض الأمينية.
ما أهمية الكالسيوم في جسم المرأة المرضعة؟
- يعتبر الكالسيوم من أهم المعادن التي تحتاج إليها المرأة المرضعة ، خصوصاً في أول أشهر من الرضاعة، لأن الطفل يعتمد فقط على حليب الأم في هذه الفترة. وينصح بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم يومياً بمعدل 4 إلى 5 حصص من الحليب ومشتقاته.
- أما بالنسبة لكمية المياه التي تحتاجها المرأة المرضعة فهي: كوب من المياه عند البدء بالرضاعة، و كوب آخر عندما تنتهي منه. وقد تبدو الكمية كبيرة، ولكن هذه الكمية ضرورية لكي يدر الحليب خاصة في الفترة الأولى من الرضاعة. (مجموع حوالي 2-3 ليتر من المياه في النهار).
- من الضروريّ جداً خلال فترة الرضاعة الراحة والنوم، لأن لهما تأثير كبير على إنتاج حليب الأم.
ارشادات عامة
- التـنوّع في الأطعمة الغنية بالفـيتامينات والمعادن والوحدات الحـرارية الأساسية مثل: الفواكه، الخضار، الحليب ومشتقاته، السمك، الدجاج، اللحم، المكسّرات النيئة، الحبوب والبقوليات.
- من المستحسن تنـاول ثلاث وجبات أساسية خلال .
- شــرب الحليب ومشتقاته بمـعدل 4 إلى 5 حصص يومياً.
- على المرأة المرضعة أن تراقب وزنها الزائد والوحدات الحرارية الإضافية من الدهون المشبّعة والسكريات، اذا كانت تعاني من مشاكل وزن زائد. كما يجب أن تمتنع عن اتباع ريجيم قاس لتخفيف الوحدات الحرارية خلال الأسابيع الأخيرة من الرضاعة ، واتباع ريجيم غذائي تحت إشراف اختصاصي عندما تقرر أن تفطم الطفل.
- يجـب الامتناع عن التدخين والقهوة والكحول مع امكانية استهلاك القهوة بمعدل فنجان إلى ثلاثة فناجين في اليوم (علماً أن الأبحاث تشير إلى أن كل 150 ملغ كافيين مستهلك، يتسرّب منه 5% إلى الطفل عبر حليب الأم وهذا من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات ومشاكل في النوم ) .
- قبل تناول أي نـوع من الأدويـة، على المـرأة المرضعـة أن تستـشير طبيبها، لأن بعـض الأدوية قـد تتسلّـل إلـى الطـفل من خـلال حلـيب الأم.
دراسة: تناول الأغذية الغير صحية خلال الحمل والرضاعة لها أثر سلبي على الأطفال
الأمهات اللواتي يأكلن أغذية غير صحية أثناء الحمل والرضاعة ، قد يتعرض أولادهن لمخاطر تكون لديهم ما يعرف بالشراهة في الأكل ممَّا يؤدي إلى تطور السمنة.
تقترح الدراسة عدم الانغماس بتناول أغذية دسمة وسُكَّرية ومالحة تحت الاعتقاد أنهم يأكلون "لاثنين".
وجدت الدراسة أن فئران التجارب ، التي أطعمت غذاء من أغذية مثل الدونات وكعك المافين والبسكويت والموالح والحلويات خلال الحمل والرضاعة ، تعطي ولادة لأطفال يحبوا أن يأكلوا أكثر من اللازم ويفضلون الأغذية الغير صحية الغنية بالسكريات والدهون والملح بمقارنتهم لفئران تجارب أُطعموا غذاء عادي.
تبين الدراسة أن تناول كميات كبيرة من أطعمة غير صحية في الحمل والرضاعة قد يعمل على إيجاد خلل في السيطرة الطبيعية على الشهية ، ويُحفِّز الطعام المتزايد للأغذية غير الصحية لدى المولودين. فتصبح السيطرة على الشهية موضوع مُعقَّد.
فإن تناول الطعام ليس فقط مسألة تنظيم توازن الطاقة بل إنها تعتبر خبرة ممتعة تتضمن "مراكز مكافآت" في الدماغ، كالجمع ما بين الاستمتاع بتناول الطعام الذي قد يتغلَّب في بعض الأحيان على السيطرة الطبيعية للشبع.
وفي دراسة أخرى أظهرت أن الأغذية غير الصحية ، الغنية بالدهون والسكريات تُثبط إشارات الشبع بينما تُحفِّز الجوع وتستميل مراكز المكافآت.وهذا يُفسِّر التعرض للغذاء غير الصحي أثناء الحمل والرضاعة وسبب الصعوبة على البعض من أن يُسيطروا على مقدار حجم المتناول من الأغذية الغير صحية عندما تتهيأ لهم الفرصة لتناول أغذية صحية مؤخراً في الحياة .