هل لــكـل شــهــرزاد شــهـريـار !!
منذ بدء الزمان و المكان ,,
... منذ بدء التكوين و من أول يوم للأقدار ,,
خُلقا معاً ,,
...
ولدَ هو من تراب و جُبِلَ من عنفوان ,,
و خُلقت هي من أقرب ضلع لقلبه المليء بالأمان ,,
هو شهريار الزمان ,,
و هي شهرزاد الحب و الحنان ,,
احتضنها دوماً ,, و زرع في قلبها كلَّ ما أهداه اليه الزمان ,,
و هي ارتمت بين أحضان فؤاده دوماً ,, و ارتوت من بحرٍ مليء بالأسرار ,,
هو حلُمَ أن يكون كل حياتها و ما يملك ,,
و هي تمنَّت دوماً أن تكون أنفاسه التي تهديه اياها الحياة ,,
هو ملكٌ حكم دوماً بغطرسة الرجال ,,
و هي حوريةٌ استحوذت على قلبه بدلال ,,
غابت شمس النهار ,, وساد الصمت المخيف ليعم أرجاء المكان ,,
و بدأت للتو شهرزاد بسرد قصصها المعتادة على ملك الزمان ,,
لكل قصة عبرة ,,
و من كُلِّ عبرةٍ كانت تتمنى أن يفهم الرجال يوماً حلُمَ أنثى لا تملك شيئاً سوى حلمِها الصغير و قلبٍ بحبّهِ كبير ,,
و أمنية ,,
- كان يا مكان في قديم الزمان أيها الملك العظيم ,,
و لأول مرة ,, استوقفها الشهريار على غير عادته و قال ,,,,
- لم أسألك يوما بماذا تحلمين !!!
فهل لك عن تساؤلاتي أن تجيبين ؟!!!
فابتسمت بدلالٍ تام ,, و همست في أذنه قائلة ,,
- من ذا الذي يتجرأ في حضرتكَ حتى على الأحلام ؟!!
فأعاد عليها السؤالَ بإلحاح ,,
فـ أجابت :أيسمح لي مولاي أن أعرف ماهو حلُمَه العظيم الذي أوحى اليه بالسؤال ؟!!
.
.
- آآهٍ يا شهرزاديَ الحسناء ,,
في كل حينٍ و مع كل صباح ,,
أحلم أن يطول المساء ,,
و لاتكُفّي عن كلامكِ المباح ,,
و لأنّها مجرد أمنية ,,
و للصباح طقوس ,,
و للشمس خيوطٌ لا بدّ لها في كبدِ السماء أن تستكين ,,
حلمتُ بأن أتحول الى جنين ,,
ليسكن بين دفئِ أحشاءك و لا يبارحُ ما يلبسُكِ من حنين ,,
حلمتُ أن أكون منكِ و لكِ ,,
و أن أولدَ من رحِمِ الحياة طفلاً يكبر و يترعرع بين أحضانِ محبوبتِه ,,
.
.
فصمتت بابتسام ,,
لما يخفيه حلم الشهريار من آلام ,,
و قالت,,
- ياسيدي و مولاي ,,
كما أنا منك و اليك في كل ليلةٍ أعود ,,
كذلك أهدتكَ الحياة , أن تُخلق مع كل نفَـــــسٍ مني، و فقط اليَّ تعود ,,
فوالله ,,
مهما قابلت من ملكات ,,
و مهما ملكت من حوريات ,,
لن تجدَ الراحة إلا هنا ,,
بين أضلاعي وقلبي أنـــا ,,
أتدري لماذا أيها الشهريار ؟!!!
.
.
لأن الرجلَ يــولــد من قلب أنثى أحبــتــهُ ,,
و ليس من رحــمِ أمٍ ولــدتــه ,,
و هنا سُمع الصياح ,, و أعلنَ الديك عن إشراقة الصباح ,,
و تركت شهرزاد الحب شهريار ، كما في كل ليلة محتار ,,
و في ذهنه سؤال ,,
هل يُخلص الرجل لأنثى أحبته كــمــا أخلص كل حياته لانثى أنجبتهُ ,, !!!!
و يبقى السؤال يولد كل يوم ,, مع ولادة كُلِّ شهريار ,