مقال شديد ودمه خفيف قريته فى
جريدة المصرى اليوم بقلم د.غادة شريف
نقرأه سوا و وحياتك تقولى تبقى رخامه ولا مش رخامه
أنت تعتقد أن مبارك كان ديكتاتوراً؟.. إذن أنت تضعه فى مرتبة هتلر مثلا؟ أو ستالين؟.. تخيلها كده.. مبارك وهتلر على دكة واحدة بالشورت والتى شيرت.. هل يطاوعك خيالك؟.. طبعاً ستقول إيش جاب لجاب!!.. نعم يا سيدى رئيسك السابق لم يكن ديكتاتورا على الإطلاق.. وعناده معنا لم يكن ديكتاتورية.. بل كانت رخامة!! الديكتاتور يكون ديكتاتورا عندما تكون له قناعة معينة بناها على أساس معلومات معينة، فتوصل لرأى معين وتمسك به لتحقيق رؤية محددة يتمسك بها.. أما عندما يكون رئيسك وليست له أى رؤية على الإطلاق، ولا يكلف نفسه حتى بمعرفة أى قشور فى أى مواضيع، ناهيك عن التفاصيل، ولا يقرأ أى تقارير ترد إليه، ولا حتى «ميكى» و«سمير»، ثم يتبنى الرأى المخالف لشعبه.. لله فى لله، ويعند معه كده وخلاص، فهذه هى الرخامة بعينها.. أنت لا تصدقنى؟..طب تعالى أما أقولك.. عندما أثير الجدال حول موضوع التوقيت الصيفى،
وتبين أن التصميم عليه كان من الرئيس السابق شخصيا هل فسرت تصرفه على أنه عناد من منطلق ديكتاتورية؟ أبدا وحياتك.. إنه بالتأكيد كان يجهل أى معلومة عن الأضرار البيولوجية لهذا التغيير فى التوقيت، وبالطبع لم يكن يسأل عن أى فائدة تعود منه بحكم أنه كان شارى دماغه من كل شىء، إذن لماذا كان العند فى هذا الموضوع؟..
تبقى كانت رخامة ولاّ مش رخامة؟..
وأعتقد أن هذا مصطلح جديد فى السياسة يضاف لإنجازات الرئيس السابق!.. وعندك مثلا فى موضوع حذف السنة السادسة الابتدائية
والتصميم على حذفها ثم التصميم على إعادتها ثم حذفها وحدوث سنة الفراغ، هل فسرت هذا بطيبة قلبك أنها كانت عناداً من منطلق ديكتاتورية أيضا؟.. أبداً وحياتك لم تكن هذه أو تلك، وعندما تفحص وتمحص
ستجد أنها أيضا كانت رخامة!!...
طيب وفى العام الماضى عندما بلغ عنف المدرسين ذروته،
وتوفى ستة تلاميذ فى أقل من شهرين، بينما وزير التعليم الكوماندوز يصرح بأنه يؤيد هذا العنف لأنه يعيد هيبة المدرس،
ورغم تعالى الأصوات بإقالة هذا الوزير الدموى، لم يتحرك لرئيسك السابق جفن، ولم تبربش له بربوشة، هل ستفسر هذا أيضا بأنه كان ديكتاتورية؟ قبل أن تتسرع فى الإجابة أرجو منك أن تتذكر هيبة هتلر وطلة ستالين وسيرة إيفان الرهيب وكل هؤلاء الديكتاتوريين، وتقرأ على روحهم الفاتحة، ثم تستغفر الله أنك ألحقت بهم رئيسك السابق..
والآن وفى ظل ظهور أسرار كثيرة وبعد ما كل شىء انكشف وبان وظهر لنا أنه كان لا يعلم أى شىء مما يدور حوله، وأن البلد كان يدار من وراء ظهره، ازداد اقتناعى بأن حتى تصميمه الشهير على إبقاء الوزراء المرفوضين شعبيا لم يكن عندا بدافع الديكتاتورية ب
ل كان أيضا رخامة.. وهنروح بعيد ليه.. بعد اندلاع ثورة يناير وطوال الثمانية عشر يوما كنت أنت وأنا وغيرنا كثيرون نعتقد أن الرئيس السابق يتباطأ فى تجاوبه مع طلبات المتظاهرين تكبراً وعنداً.. ثم تطور الأمر وصرنا نعتقد أنه يتباطأ غباء..
وعندما وصلنا إلى مرحلة طلب التنحى، كلنا كنا نشعر بأن هناك ضغوطا أسرية عليه للبقاء، بينما الجيش والعقلاء كانوا ينصحونه بالتنحى إيثارا للسلامة، فإذا به يفاجئ العقلاء ويختار تفويض السلطات وعدم التنحى، ثم علمنا بعد ذلك أنه قال إنه قد تم تضليله، وإنه لم يكن يعلم أن الغضب الشعبى والأعداد المتظاهرة كانا بهذه الضخامة، مما يعنى أنه حتى لم يكلف نفسه بفتح التليفزيون لمشاهدة «العربية» أو «الجزيرة».. وهذا يؤكد أن عناده معنا حتى فى هذه كان من
باب الرخامة مش أكتر!!..
لهذا أوجه ندائى إلى كل المترشحين للرئاسة، أيا كانت خلفياتهم.. تفتحوا معبر رفح أو تقفلوه، ترفعوا الأجور أو تنزلوها، تشيلوا الغلابة من تحت خط الفقر أو تكوموهم تحته.. أهم شىء أرجوكم بلاش الرخامة!