العسكري لأوباما: القرار بيد القضاء
لقن أدمن صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس الكاتب الأمريكي المعروف "توماس فريدمان"، لقنه درساً في السياسات التي تسير عليها مصر الجديدة، مصر ما بعدة ثورة 25 يناير المجيدة.
تلك السياسات التي ينبغي على الدوائر الأمريكية كلها أن تتفهمها جيداً، إن أرادت أن تواصل علاقاتها الطبيعية مع القاهرة، وتطرق أدمن الصفحة الرسمية للعسكري إلى حصاد زيارات المسئولين الأمريكيين للقاهرة مؤخراً، فقال موجها حديثه لفريدمان: "لم يفهم جميع المسئولين الأمريكيين الذين زاروا مصر، كما لم تفهم أنت أيضاً يا "توماس فريدمان" أن القرار في مصر الآن بيد القضاء العادل، وأن مصر الجديدة بات ينبع قرارها من مصالحها وليس مصالح الآخرين، وأن ثورة 25يناير المجيدة هي صناعة مصرية (100%) من بدايتها وحتى تُكتمل بإذن الله بتسليم إدارة شئون البلاد لسلطة مدنية منتخبة".
ومضى الأدمن العسكري قائلاً لفريدمان: "لتعلم أن حكومتنا ... اسمها الحكومة المصرية، أيا كان تشكيلها أو تكوينها، وأن المجلس العسكري هو المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، وهو من مصر ومن أبناء هذا الشعب، ومهما اختلفنا فهذا شأننا الداخلي، أما أن يتدخل أحد للوقيعة، ومحاولة نسب الثورة إلى الخارج أو سرقتها فلن يكون".
وقال الأدمن لفريدمان: "كما قلت لك وسأكررها لكي أنعش ذاكرتك أن الثورة صناعة مصرية (100%) ، ولا يوجد بها منتج أجنبي".
وجاءت رسالة الأدمن لفريدمان وهي في الواقع رسالة للإدارة الأمريكية كلها، جاءت قبيل ساعات من مثول 19كادراً أمنيا أمريكيا أمام القضاة المصري، هذا المثول المقرر له اليوم ضمن محاكمة الدفعة الأولى المتهمة بتلقي تمويل شرعي والعمل بشكل غير شرعي، على اعتبار أن الأمريكيين الذين يحاكمون -من بينهم نجل وزير النقل الأمريكي- يعملون بمصر كممثلين لمنظمات يفترض أنها حقوقية أمريكية بالقاهرة.
وكان فريدمان انتقد محاكمة الأمريكيين، وتعمد التحدث عن عدم تحقيق الثورة لمطالبها، متناسياً أنه كان أبرز الداعمين لحكم مبارك الصهيوني.
وللأسف لم يتبق من المتهمين الأمريكيين في القضية التي تنظر أول جلساتها اليوم سوى ستة أفراد من بينهم نجل الوزير المشار إليه، والأفراد الستة يلوذون الآن بحماية السفارة الأمريكية بالقاهرة، وعلى السفيرة الأمريكية أن تحترم القضاء المصري، وأن تسمح للمتهمين اليوم بالمثول أمام الدائرة القضائية التي تحاكمهم، بما في ذلك المتهمين الذين فروا للخارج، هذا إن أرادت الإدارة الأمريكية علاقات طبيعية وجيدة مع مصر، حيث إن القضاء المصري مشهود له بالشفافية والنزاهة والعدالة.
وللعلم فإن تلك المنظمات الأمريكية وعددها خمس منظمات جاءت للقاهرة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي سمح لها بأن تعمل في بلادنا، و بدون ترخيص، وتتلقى تمويلا أجنبيا غير شرعي.
وعقب تفجر ثورة 25 يناير المباركة، قامت تلك المنظمات مستغلة الفوضى التي سادت في وطننا، قامت بافتتاح أفرع لها في مختلف أرجاء الجمهورية، وثبت لأجهزة التحقيق أن تلك المنظمات تلعب دورا سياسيا يرقى إلى حد التخابر، وليست لها علاقة بالعمل الحقوقي، وأن هدف تكثيف عملها خلال الأشهر التي أعقبت الثورة، استهدف نشر المزيد من الفوضى وهز استقرار مصر والسعي لتفتيتها.
ولأن الأمريكان تعودوا أن يأمروا مبارك فيستجيب لهم وهو صاغر، تناسوا أن مصر قامت بها ثورة، وأن الجيش أمين على تلك الثورة، وقادته يؤمنون تماما بتحقيق أهداف تلك الثورة، وليسوا بامتداد لحكم مبارك بأي شكل من الأشكال،تناسي الأمريكان ذلك وصدقوا ما قالته لهم عناصر تنتمي لطابورهم الخامس المغروس في قلب وطننا، وبالتالي يواصل الأمريكان حتى الآن ضغوطهم على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ليطلق لهم جواسيس منظمات التمويل، وهذا لن يحدث على الإطلاق، مهما وصلت مستويات الضغوط الأمريكية.
وهنا أيضا، لابد أن نقولها لإعلاميين، ورجال أعمال، وناشطين حقوقيين، وساسة، امتدت أيديهم للتمويل الأجنبي؛ مقابل تنفيذ أجندة خارجية، تلك الأجندة تستهدف مصر الوطن والثورة.
نقولها لهم بوضوح: إنكم ستقدمون للمحاكمات على دفعات تباعا، وإن أجهزة التحقيق الآن تواصل عملها في السياق الذي نتحدث عنه، وسوف تعلن إحالتكم لمحاكم الجنايات، لتقول كلمتها في الاتهامات الموجهة إليكم.
نقولها لأصحاب فضائيات، وملاك صحف، ومن يديرون ويترأسون منظمات حقوقية، وأحزاب، وناشطين، وحركات غير شرعية: إن القضاء هو الفيصل بيننا كمصريين، وهو الذي سوف يدين من يري أنه مُدان ويبرئ من يري أنه بريء، وذلك لكي يتم وضع حد للاتهامات والتشكيك في الوطنية والتخوين، فالقضاء الذي سيعلن بوضوح الحقيقة الساطعة، من أجل دماء الشهداء، ومن أجل نجاح أعظم الثورات.
وبشأن التمويل الأجنبي، وموالاة الخارج، تحضرني الآن واقعة تم بثها إعلاميا أمس، حيث حضر لنقابة الصحفيين مرشح رئاسي مفترض، أعلن مؤخراً انسحابه من معركة انتخابات الرئاسة، ظنا منه أن جماهير 25 يناير الماضي ستخرج وتحمله على أعناقها في إضراب عام كان قد أعلن عنه، تحمله لتولي السلطة.
وهو الإضراب الذي فشل فشلاً ذريعاً، ولذلك بعد أن خاب أمل هذا المرشح المفترض السابق، وهو عضو مجموعة الأزمات الدولية الصهيونية بواشنطن، اصطحب معه حفنة من أصحاب التمويل الأجنبي الذي سيقول القضاء فيهم كلمته، إلى قاعة من قاعات نقابة الصحفيين بوسط القاهرة لكي يتناقشوا في إنشاء حزب لفلول التمويل وفلول الثورة، وناقشوا فكرة تأسيس حزب لفلول الثورة.
ويبدو أن المرشح المشار إليه يبحث عن وسيلة لحفظ ماء وجهه لكي يعود من جديد لترشيح نفسه، وهو حر فيما يراه كمواطن مصري، ما دام يعمل في إطار احترام الإعلان الدستوري والقانون.
ومن المهم أن نشير إلى أن هذا المرشح يفتخر بصديقة أمريكية يهودية له، ويفتخر بـ"بار" يرتاده في نيويورك، هكذا قال للصحف الأمريكية، ولم نستمع منه أية إدانة للعربدة الصهيونية أو الأمريكية في المنطقة، أو انتقاد لمحاولات هدم المسجد الأقصى.
والهدف من روايتنا لتحركات هذا المرشح واجتماعه بنقابة الصحفيين مع حوارييه القول: إن هذا المرشح يقف منذ فترة مدافعا عن منظمات التمويل الأجنبي، وعن عناصر تسب الدين وتسب الجيش ليل نهار، لا تخفي نواياها في هدم تلك المؤسسة العسكرية المصرية العظيمة.
ولو كانت تلك القلة من فلول الثورة، والتي تصاحب هذا المرشح السابق قادرة على هدم المؤسسة العسكرية لما ترددت للحظة واحدة في تنفيذ مخططاتها.
ومن الملاحظ أن هذا المرشح المنسحب يستعين بأصحاب التمويل الأجنبي في عمله العام، وفي حزبه المقترح.
وفي الختام، نحمد الله أنه وهب مصر جيشا عظيما، وصفه رسولنا الحبيب محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم بأنه يضم خير أجناد الأرض.
ونحمد الله أنه وهبنا عقولا نيرة تحافظ على أمننا القومي، وتعرف من يحمي مصر ويدعم أمنها، ممن يفرط ويبيع السلطة ولدنيا لمصلحة ذاتية، وعلى ضوء ذلك يتحرك قادة جيشنا والذين هم على مستوى تلك الصفات العظيمة إخلاصا ووطنية للعقيدة ولله ولشعبنا العظيم
محيط