علامات موت القلوب و كيفية احيائهاالسلام عليكم و رحمة الله
من أخطر نتائج المعاصي و العياذ بالله موت القلب . و الطاعة هي غذاء القلب و أهمها العلم ، و رأسه العلم بالله و خشيته . فإذا استمر المؤمن في رحاب العلم و الخشية فلا خوف على قلبه ، أما إذا تورط في المعاصي عافانا الله و إياكم ، فهي تفعل فعل الجراثيم الممرضة و القاتلة ، و قد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، " أن المؤمن إذا أذنب ذنبا نكتت في قلبه نكتة سوداء " و إذا أكثر من هذه الذنوب و لم يتب لفإن قلبه يغطى بهذه النقاط السوداء حتى يصبح أعمى ، فتنطمس بصيرته و يصبح لا يرى الهدى و الرشاد . و يمرض القلب إذا توقفت عملية تغذيته بالطاعة و الخشية ، ثم يموت . فيصبح الإنسان عديم الإحساس و كأن لا قلب له ، أما كيفية رجوع الحياة إلى القلب من جديد ، فالله سبحانه و تعالى هو المحيي المميت ، فهو الذي يقلب القلوب كيف يشاء كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، " القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء " . فالرجوع إلى الله عن طريق التوبة الصادقة الحقيقية و القيام بالطاعات و الإكثار من النوافل و الذكر و تلاوة القرآن، و حضور مجالس العلم و الوعظ و الإرشاد ، كل ذلك كفيل بإحياء القلب و أهمها على الإطلاق الوقوف بين يدي الله في ثلث الليل الأخير و البقاء الطويل لأجل تنزل رحمات الله، فهي الكفيلة بإحياء القلب . كما أن الإحسان إلى اليتيم و المسح على رأسه يلين القلب القاسي ، و قد نصح بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم . و أهم علامات حياة القلب : الفرح بالطاعة و الإنزعاج من المعصية و الحرج حين التقصير في الواجبات و التألم و الإنكسار عند الوقوع في المعصية و سرعة التوبة و الأوبة إلى الله ، و خشوع القلب عند سماع الذكر و من ذلك تلاوة القرآن ، قال الله تعالى : " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا و على ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون "