أكد عدد من شهود العيان بمنطقة مدينة نصر، من جيران الدكتور إبراهيم الفقى،
أنهم استيقظوا صباح يوم امس الجمعة، على أصوات الانفجارات الرهيبة التى أحدثتها النيران فى زجاج فيلا الدكتور إبراهيم الفقى خبير التنمية البشرية العالمى،
ليخرج الأهالى من الشرفات ويشاهدون النيران تلتهم الدور الأخير، بارتفاع 3 أمتار فى الهواء والدخان الكثيف ينتشر فى كل مكان بالمنزل.
وأضاف الشهود أنه بعد قليل شاهدوا حضور سيارات الإطفاء ورجال الحماية إلى مكان الحريق، وسيطروا على الحريق الذى استمر لقرابة النصف ساعة،
حيث أتت النيران على الطابق الأخير بالكامل ونصف الطابق الثالث، وبعد الانتهاء من إطفاء الحريق تماماً، قام رجال المباحث الجنائية بفحص الشقة،
فتم العثور على جثة الدكتور الشهير وشقيقته "فوقية"، والخادمة الخاصة بهما "نوال" متوفين إثر احتراقهم وعدم تمكنهم من الخروج قبل أن تلتهمهم النيران.
انتقلت "اليوم السابع" إلى مكان الواقعة،
وأكد إيهاب أحمد عباس (47 سنة)، محامى الدكتور إبراهيم الفقى خبير التنمية البشرية، أنه توجه إلى مسكن إبراهيم الفقى بشارع مكرم عبيد، قبل صلاة الجمعة بقصد الجلوس معه قليلا،
إلا أنه فور وصوله العقار تلاحظ له تصاعد أدخنة من داخله، فأسرع بالدخول وتبين له أن ماس كهربائى تسبب فى اندلاع حريق بالعقار.
وأضاف محامى الدكتور إبراهيم الفقى، أنه صعد للطابق الثانى فوجد أن النيران أتت على جزء كبير منه، وتصاعدت ألسنة النيران للطابق الثالث،
وأثناء ذلك وجد شقيقة الفقى "فوقية"71 سنة، والخادمة الخاصة "نوال" 70 سنة، ملقيتين على الأرض وتبين له وفاتهما، فأسرع بالصعود للطابق الثالث للبحث عن الدكتور إبراهيم الفقى، فوجده مصابا باختناقات نتيجة الحريق، فحاول إنقاذه.
وأوضح المحامى فى أقواله أمام رجال مباحث قسم أول مدينة نصر، أنه أسرع لجلب المياه من الأسفل لإطفاء النيران وإخراج الدكتور، إلا أنه فور صعوده اكتشف وفاته مختنقا بدخان الحريق، ولم يتمكن من السيطرة على النيران التى أتت على معظم محتويات العقار، وأسرع بالخروج من العقار وأبلغ رجال الحماية المدنية.
وأوضح شهود العيان أنه بعد انتهاء فريق النيابة ورجال المباحث من معاينة الفيلا، تم استدعاء 3 سيارات إسعاف لنقل الجثث الثلاثة، تمهيدا لنقلهم إلى المشرحة لمعرفة سبب الوفاة،
إلا أنه فور وصول سيارات الإسعاف نشبت مشادات بين ضباط المباحث وأسرة الدكتور إبراهيم الفقى، وذلك بعد رفض مدير أعماله نقل الجثث إلى المشرحة،
مؤكدا أنهم توفوا بطريقة طبيعية نتيجة الاختناق من الدخان ولا يوجد شبهة جنائية فى الواقعة، الأمر الذى يمنع نقلهم إلى المشرحة، وهو ما أستجابت له النيابة وأمرت بدفن جثث الضحايا، دون تشريحها بناء على طلب أسرة المجنى عليهم، حيث غادرت سيارات الإسعاف من أمام المنزل.
ومن جانبه أكد على شرابية أحد رجال الأمن المعينين لحراسة منزل الدكتور إبراهيم الفقى، أنه كان متواجداً أمام البوابة لحراستها، وكان يوجد عدد من الأمن الداخلى بالفيلا، ورأينا الدخان يتصاعد من المنزل، وهرعنا إليه لنعرف ماذا يحدث فوجدنا النيران تتصاعد من الطابق الأخير، إلا أننا لم نستطع عبورها والدخول لإنقاذ المتوفين، فحضر رجال الشرطة الذين أطفؤا النيران وأخرجوهم جثث، وتبين بعد ذلك وفاتهم نتيجة الاختناق من الدخان لكبر سنهم.
ومن جانبه قال أحمد على، سايس جراج أنهم فوجئوا بالنيران تخرج من المنزل فهرعوا لإنقاذ من بداخله، ووجدوا الأهالى متجمعين بكثرة أمام المنزل خائفين من الصعود إليه لشدة النيران، فصعد هو و7 من المواطنين المنزل من الأسانسير الخلفى، ووصلوا إلى الطابق الأخير ووجدوا أبواب المنزل كلها حديدية ومغلقة، مما صعب عليهم عملية كسر الأبواب لإنقاذ المتواجدين، وأضاف أنه شاهد الدكتور إبراهيم وهو يحاول الخروج من الغرفة إلا أن الدخان الكثيف خنقه ولم يستطع التحرك.
وفى ذات السياق فقد كانت آخر كلمات الراحل الدكتور إبراهيم الفقى على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى تويتر
"ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك.. بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحدا منهم"، وقال أيضاً "عش كل لحظة فى حياتك وكأنها آخر لحظة فى حياتك، عش بحبك لله عز وجل عش باخلاق الرسول، عش بالأمل عش بالكفاح، عش بالصبر عش بالحب وقدر قيمة الحياة".