تتعدد الخيارات الصحية في حياتنا ولكن كل ما نحتاج إليه هي الطريقة التي نجعل بها هذه الخيارات أسلوب معيشي ونمط حياة يومي نلتزم به أمام أنفسنا وأطفالنا.
فقد أشارت منظمة الصحة العامة الأميركية American Public Health Association إلى أن الأطفال في وقتنا الحالي ارتفع لديهم حس التقليد لسلوك من حولهم وبالأخص الآباء. وكلما كان سلوك الآباء جيداً كلما كان هناك جيل صالح من الشباب.
وفي إحصائية حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية WHO أظهرت أن 72.8% من المدخنين الشباب هم في الأصل قد تعرضوا إلى ما يعرف بالتدخين السلبي الناتج عن قيام الآباء بالتدخين أمامهم في مراحلهم المبكرة، الأمر الذي دفعهم إلى التدخين بشراهة في مرحلة الشباب والمراهقة.
ومن الملاحظ أن الأطفال يتبعون سلوك الآباء والأمهات في السلوك الشخصي والعملي على حد سواء فنرى مثلاً أن الأب الرياضي لديه طفل رياضي، والأم المعلمة تكون ابنتها لديها نفس الميل لمهنة التعليم.
لذلك أكد الباحثون في منظمات وهيئات الصحة العالمية على أهمية أن تكون تصرفات الآباء والأمهات مناسبة لمرحلة الطفل وشخصيته.
ولكي تكوني شخصية صالحة وقدوة جيدة لطفلك يجب عليكِ مراعاة بعض الأمور قبل القيام بها أمامه، والتي من أهمها: 1- تجنبي الوقوع في أية أخطاء سلوكية أمام أفراد عائلتك. فمثلاً تلجأ الكثير من الأمهات إلى الكذب غير المتعمد أمام طفلها دون إدراك منها عن مدى تأثير وقع تصرفها هذا على تكوين شخصية طفلها.
2- احذري من التدخين أمام طفلك. فهذا السلوك يجعله يعتقد أنه سلوكاً عادياً لا مانع من إتباعه فيما بعد.
3- اتبعي المنطق القوي في إقناع طفلك بأمر ما. فغالباً ما يكون الأطفال على معرفة كاملة بموطن القوة والضعف في حوارات الآباء.
4- ابتعدي عن أسلوب التهديد في إرغام طفلك على فعل أمر ما. فهذا ينشئه على السيطرة وحب الذات وعدم البحث عن حجة قوية في الإقناع.
5- اعتمدي على نفسك في أداء احتياجاتك الخاصة. فقد أثبتت الدراسات السلوكية أن الأطفال الذين ينشئون في ظل وجود مربية منزل تقوم بمهام الأم، غالباً ما ينمو لديهم صفة الإتكالية وعدم الإعتماد على النفس وحب الذات.
وفي هذا الإطار نقدم إليك مجموعة من النصائح السلوكية والخيارات الصحية التي تساعد طفلك في تكوين شخصية سليمة بعيدة عن تقليد السلوكيات الخاطئة: 1- احرصي على تخصيص وقت كافي يومياً لممارسة نوعاً معيناً من الرياضة التي تحتاجين فيها إلى شريك واهتمي بمشاركة طفلك فيها كرياضة الجري أو المشي أو ركوب الدراجة أو السباحة.
2- ساعدي أفراد عائلتك في إكتشاف رياضتهم المفضلة من خلال إنتظامك على ممارسة الرياضة. فقد أثبتت الدراسات السلوكية أن عضو العائلة المؤثر هو من يكون لديه ميل معين تجاه أحد الأنشطة المفيدة كالقراءة أو ممارسة الرياضة أو مساعدة الأخرين الأمر الذي يترك أثراً إيجابياً في سلوك من حوله.
3- لا تقولي "أن طفلي صغير ولا يفقه من أمره شيئاً ". فالكثير من الأمهات يعتقدن أن أطفالهم ما زالوا صغاراً ولا يجب مشاركتهم في بعض الأمور الخاصة بالعائلة.
4- تحدثي مع طفلك عن فوائد الرياضة العامة على صحة الإنسان وأهميتها في تقوية بنية الجسم ووقايته من الأمراض وأطلبي منه جمع معلومات وإعداد أبحاث يقدمها لك كل فترة. تعمل هذه الطريقة على زيادة وعي الطفل وتوسيع مداركه تجاه استيعاب بعض السلوكيات الهامة في الحياة مما يجعله يتخذها قدوة يحتذي بها في حياته.
5- لا تتناولي الوجبات السريعة أو الجاهزة أمام طفلك وأحرصي على إطعامه طعاماً صحياً ومفيداً.
6- الاهتمام بزيادة وعي طفلك تجاه كيفية تناول الطعام وذلك من خلال الحديث معه عن فوائد الطعام الصحي وشراء الكتب العلمية المؤكدة لذلك.
7- احرصي على التنويع في ممارسة الرياضة تفادياً لشعور طفلك بالملل.
8- كافئي أطفالك على ممارسة الرياضة بين فترة وأخرى وذلك بشراء بعض الهدايا المرتبطة بممارسة الرياضة كحذاء رياضي جديد.
9- واظبي على تناول الماء بكثرة أمام طفلك مما يشجعه على تناول الماء تلقائياً.
10- لا توبخي طفلك على تقصيره في ممارسة رياضته الخاصة واسمحي له ببعض الانشطة الترفيهية الأخرى مما يجدد نشاطه ويزيد من عزيمته في مواصلة باقي التمارين الرياضية.