هل الطفل السعيد طفل ناجح؟ أم هل الطفل الناجح هو طفل سعيد؟ هل يمكن أن يكون الطفل ناجحاً وسعيداً؟ ماهو دور الأهل في سعادة ونجاح الطفل؟
كل الأطفال يشعرون بالسعادة مالم يزرع الكبار في حياتهم أشواك التعاسة. لا يجوز الظن بأن الوضع المادي الجيد للأهل يزيد في سعادة الطفل، أو أن حصوله على كل ما يريد هو سر سعادته. الطفل يسعد باكتشافه للحياة من حوله بكل ما فيها سواء ظن الكبار أن ما يكتشفه الطفل ممتع أو محزن فهذا لا يغير شيئاً من نظرة الطفل.
اللحظات التعيسة في حياة الطفل هي ليست لحظات الحرمان بقدر ما هي لحظات التأنيب والتوبيخ أو النقد المباشر لما يقوم به الطفل. كل هذه الأمور يبرع فيها الكبار ظناً منهم أن هذا الأسلوب يزيد في توعية الطفل ويساعده على النجاح.
لكن الحقيقة هي أن النتيجة مغايرة. فما يقوم به الكبار وأولهم الأهل هي أنهم ينتزعون لحظات سعادة من الطفل ليزرعوا بذور الفشل.
بالنتيجة الطفل يمكن أن يكون سعيداً مهما تكن الظروف حوله.
لكن ماذا عن النجاح؟
الموضوع أصعب فيما يخص النجاح. فالنجاح نسبي. الكبار يدفعون الصغار للنجاح حسب وعيهم وادراكهم للحياة. لكن هل ما يظن الكبار أنه نجاح هو نجاح فعلاً؟ الطفل الناجح هو الطفل الذي يستمتع بما يقوم به، لأنه يجمع بين المتعة والعمل الذي يقوم به.
الطفل السعيد يمكن أن يكون ناجحاً لكن المأساة أن كثير من الأطفال الناجحين بنظر الأهل هم أطفال تعساء. السعادة والنجاح يمكن أن يجتمعا ما لم يفرض الأهل وجهة نظرهم في الحياة على أطفالهم. وهذا أهم شيء في تربية الأطفال. الطفل بحاجة لحنان ورعاية لينجح وليس بحاجة لدفع وتأنيب.
لأنه في النهاية الطفل السعيد يمكن أن ينجح لاحقاً أم الطفل التعيس فحظوظه في النجاح ضعيفة.