بيان هزلي لا يتناسب والحدث الجلل الذي راح ضحيته 77 من أبناء مصر نتيجة
الإهمال والتقصير في أداء الواجب، أسوأ مشهد يمكن رؤيته بعد عمليات
الاعتداء التي قام بها رجال الأمن على المواطنين في شوارع مصر للحيلولة دون
سقوط نظام مبارك الفاسد في أثناء اندلاع الثورة، هو مشهد قوات الأمن
الموجودة داخل استاد بورسعيد وهى تترك المجال مفتوحا على مصراعيه للجماهير
الغاضبة لتتدافع في موجات نارية تجاه جماهير النادي الأهلي متسببة بتخاذلها
منذ بداية المباراة في ارتفاع نسب الضحايا والمصابين بهذا العدد.
ظلت
الداخلية على مدار 6 ساعات منذ اندلاع الأحداث وحتى منتصف الليل لم يخرج
مسؤول واحد يتحدث إلى الشعب المصري أو يوجه رسالة تطمن الأهالي أو تكشف عن
المؤامرة واكتفت بإصدار بيان تنعي فيه الضحايا ببالغ الأسى محاولة التبرؤ
من المسؤولية والإدعاء أنها اتخذت جميع الاستعدادات والتنسيقات الأمنية ولا
نعلم أي استعدادات اتُّخذت إذا كانت المهزلة بدأت منذ اللحظات الأولى
للمباراة ولم نشهد تحرك أي تشكيل من قوات الأمن المركزي ولو في شكل
استعراضي لتوصيل رسالة إلى الجماهير بأنها ستمنع أي مخالفات، إن عساكر
الأمن المركزي الذين انهالوا ضربا على جماهير الأهلي عندما رددوا هتافات ضد
حبيب العادلي وألقوا بأكياس المياه عليهم، وقفوا متفرجين على المذبحة، ثم
تأتي فى النهاية وتزعم أنها استخدمت الحكمة البالغة.. مع مَن؟ مع من وصفتهم
فى بيانها بمجموعات من مثيري الشغب كانت مصرة على القيام بتعديات غير
مبررة.
فلماذ لم تقم منذ البداية بمنع نزول هؤلاء إلى أرض الملعب من
الذين شاهدناهم يجولون ويصولون كأنهم يهاجمون العدو الإسرائيلى. واعتبرت
الداخلية أن عقد سلسلة من اللقاءات مع روابط مشجعي الأندية هى واجبها فقط
للحيلولة دون حدوث تلك المهزلة وتناست تماما دورها الأمني في تفتيش
الجماهير في أثناء دخولهم ووجود عناصر من الأمن بين صفوف الجماهير في
المدرجات.. أين توجيهات مدير الأمن بين الشوطين وأين تصريحاته بوجود خطة
لمواجهة أحداث الشغب التي قد تندلع عقب المباراة؟ ولماذا لم تتخذ الإجراءات
الأمنية تجاه رسائل التهديد والوعيد التي انطلقت منذ أسبوع على فيسبوك
والإنترنت؟ الداخلية في نهاية بيانها طالبت الشعب المصري بجميع طوائفه
التكاتف معها للوقف وقفة حازمة تجاه مثل هذه الأحداث ولم يبق إلا أن تعلن
عن ضرورة قيام كل واحد بحماية نفسه.