إن ما حدث باستاد بورسعيد يقطع بأن حالة الانفلات الأمني في البلاد قد
بلغت ذروتها ووصلت إلى حد لا يطاق، وأن الشرطة متقاعسة بصورة لا يمكن وصفها
بالتقصير أو الإهمال وإنما يخشى معها أن يكون هناك من الضباط من يعاقبون
الشعب على قيامه بثورته واسترداده لحريته وحقوقه" بتلك الكلمات وجه الدكتور
محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين تحت عنوان كلمة الي الأمة
والتي بدأها موجها خطابه إلي شعب مصر العظيم مقدما التعازي لأهالي شهداء
استاد المصري وقال إن هذا الحدث الجلل لا يمكن أن يمر بغير حساب، لقد نزلت
بنا كوارث عديدة في الفترة الأخيرة من المرحلة الانتقالية بدءا من أحداث
ماسبيرو ثم أحداث شارع محمد محمود ثم أحداث مجلس الوزراء، ولم يحاسب أو
يعاقب عليها أحد ولم يقتص للشهداء من قاتليهم، الأمر الذي أغرى بالمزيد،
وبالأمس وقعت الكارثة الجديدة ومن هنا فلابد من تحديد المسئولين عنها
ومحاسبتهم جنائيا وسياسيا بأسرع ما يمكن فلا يمكن أن نقبل الاستمرار في
التستر على جرائم القتل والانتهاك، والاستهانة بحق الحياة (ولَكُمْ فِي
القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
وطالب بديع بإعادة هيكلة وزارة الداخلية، وتطهيرها تطهيرا حقيقيا من كل أعداء الشعب وثورته، ومساءلة الوزير الحالي عن أحداث
مرشد الإخوان يطالب الجهات المسئولة عن البلاد بايجاد صورة مناسبة
للمشاركة الشعبية الفاعلة مع الأجهزة المختصة لتوفير الأمن" وتأتي تلك
المطالبة بعد الانتقادات الشديدة التي وجهت لجماعة الإخوان من تشكيل لجان
شعبية لحماية البرلمان مما ادي لوقوع مشاجرات بين شباب الإخوان والمتظاهرين
مرشد الإخوان الذي سجن في عهد مبارك وحكم عسكريا بنقل الرئيس المخلوع
إلي مستشفي السجن ومنع وسائل الاتصال عنهم أصبح كل ذلك ضرورة حتمية للحفاظ
على أمن مصر وكذلك تفريق مسجوني سجن طرة من رموز النظام البائد على سجون
مصر كلها ومعاملتهم وفق لائحة السجون
وأضاف : لا يمكن للنفوس أن تهدأ والأمن أن يستقر في ظل المحاكمات
البطيئة المتطاولة لرموز النظام البائد وبالتالي لابد من الإسراع في
المحاكمات مع الحفاظ على العدل، وكذلك لا يمكن محاكمتهم على بعض الجرائم
الجنائية فقط، وإنما لابد من محاكمة سياسية لكل من أفسدوا الحياة بكل
جوانبها وأوصلوا مصر إلى هذا المستوى من التخلف والفقر والضعف .
وباللغة ذاتها التي تتبناها الجماعة من وجودطرف ثالث حيث قال هناك اطراف
يتلقون أموالا وتدريبات في الخارج يعملون على إثارة الفوضى والتخريب،
وهؤلاء تعلمهم جهات الرقابة والتحقيق والمجلس العسكري ولديهم الأدلة
والمستندات ومع ذلك يتم التسويف في إحالتهم للمحاكم خوفا من استفزازهم أو
إغضاب أطراف خارجية
وأردف قائلا :أصبح من أهم مطالب الثورة فضح هذه المخططات وتوقيف أصحابها
و معاقبة البلطجية بالقانون الجنائى لتأمين الوطن والشعب من شرهم وعدوانهم
وتميز الثوار الحقيقيين عن أولئك البلطجية .
وحول دور الإخوان المسلمين يقول الإخوان جزء من شعب مصر على المستوى
الجغرافي وعلى مستوى الشرائح الاجتماعية، ومن ثم فهم يشعرون بكل مشاعره
وآلامه وآماله، ومن ثم فهم معه وبه وله في كل خطواتهم، لا سيما وقد حمَّلهم
الشعب مع باقي النواب مسئولية تمثيله في البرلمان، وبالتالي فهم كانوا
وسيظلون صمام أمان للمجتمع وخدما للشعب مهما كلفهم ذلك من أذى في أنفسهم
وأعراضهم، ولئن كان هناك في أجهزة الإعلام المناوئة وفي المجموعات التي
تتبنى الفوضى والهدم من يريد أن يسئ إليهم فهم بفضل الله صابرون ثابتون
يقابلون السيئة بالحسنة ويثقون في ضمير الشعب ووعيه ويعملون لله وحده لا
يرجون من أحد جزاء ولا شكورا .
وأضاف قائلا :إن جميع مطالب الثورة هي مطالبنا ولن يهدأ لنا بال ولن
يغمض لنا جفن إلا إذا حققناها ،وأوضح مثال على ذلك هو أداء إخواننا في
البرلمان الذي انتخبتموه بمحض إرادتكم
ودعا بديع كافة القوي السياسية للمشاركة في مؤتمر "من أجل مصر 6" لنتباحث جميعا في مستقبل مصر وكيفية الخروج بها من أزمتها .