صباح هادئ شهده ميدان التحرير ومحيط وزارة الداخلية الذي شهد اشتباكات
عنيفة مساء أمس بين الثوار وقوات الداخلية عقب الاعتداء الهمجي بالقنابل
المسيلة للدموع والخرطوش على الثوار أثناء مظاهراتهم السلمية أمام الوزارة
للتنديد بمجزرة ستاد بورسعيد، وكانت الاشتباكات قد استمرت حتى صباح أمس
خاصة بعدما أعلن الدكتور أيمن أحمد طبيب بالمستشفى الميداني بقصر الدوبارة،
سقوط أول حالة وفاة في الاشتباكات التي دارت بين قوات الأمن المركزي
والمتظاهرين بشارع منصور ، ويدعى "علي حسن علي مخلوف" ٣٢سنة فنان تشكيلي من
عين شمس وهو أب لطفلين بعد إصابته بخرطوش اخترق القفص الصدري والرئة،
مضيفا أن المستشفى الميداني بالكنيسة تلقى حوالي 90 حالة إصابة منذ إنشائها
مساء أمس وحتى الآن.
وكانت من بين الإصابات بينها 4 حالات إصابة بخرطوش في العين، إحداهما لطفل لم يتجاوز عمره 12 عاماً.
وقد حاول عدد من المتظاهرين تشكيل حائطا بشريا لمنع تجدد الاشتباكات بين
الطرفين إلا أنهم فوجئوا بالقاء قوات الأمن لقنابل الغاز عليهم وهو ما دفع
الشباب للرد بهتافات يا نجيب حقهم يا نموت زيهم ، وإلقاء الحجارة على قوات
الأمن، وقد احتشد الآلاف في شارع الفلكي ومحمد محمود خاصة بعد نجاح الثوار
في فتح جزء كبير من الجدار الذي قامت قوات الأمن ببنائه في الشارع ، وذلك
ليتمكنوا من نقل أعداد كبيرة من المصابين |إلى المستشفى الميداني في كنيسة
قصر الدوبارة ، أو إلى احدى المستشفيات الميدانية التي انتشرت في أرجاء
ميدان التحرير خاصة بعدما تجاوزت عدد الإصابات نتيجة الاختناق بالغاز
وطلقات الخرطوش أكثر من الف إصابة.
الجدير بالذكر أن الشباب قاموا بفتح ميدان التحرير مساء الخميس وقاموا
بتنظيم المرور به، فيما توافدت المسيرات بالآلاف على شارع منصور الذي يشهد
الاشتباكات وهتف الشباب جميعا "الشعب يريد إعدام المشير" و "يسقط يسقط حكم
العسكر".
كما استشهد صباح اليوم الملازم محمد فؤاد عبد المنعم، 24 سنة، المكلف من
قبل الجيش بتأمين وزارة الداخلية، بعد أن قامت سيارة أمن مركزي بدهسه
بالخطأً أثناء عودتها للخلف بالقرب من مبنى وزارة الداخلية، والذى تم نقله
بسيارة إسعاف إلى مستشفى كوبرى القبة العسكرى، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بها.
