تشهد القاهرة والسويس حرب شوارع شرسة بين المتظاهرين الغاضبين وقوات الأمن، على خلفية أحداث بورسعيد الدامية، ما أسفر - حسب التقديرات الرسمية - عن مقتل 2 من المتظاهرين، وضابط جيش، و1482 مصاباً فى محيط وزارة الداخلية، ومقتل 2 وإصابة 302 بالسويس.
اجتاحت مشاعر الغضب جموع الشباب من جماهير «ألتراس» الأهلى إثر مقتل 71 شاباً، وإصابة المئات فى استاد بورسعيد عقب لقاء الأهلى والمصرى مساء الأربعاء الماضى، وانضم إليهم أعضاء ألتراس الزمالك «وايت نايتس» وأعداد من المعتصمين بالتحرير، وحاصروا مقر الداخلية منذ مساء الخميس من شارعى منصور ومحمد محمود وهم يطالبون بالقصاص للشهداء، ورحيل العسكر، واشتبكوا مع قوات الأمن طوال الليل، حيث استخدم المتظاهرون الحجارة وحاولوا اقتحام الوزارة إلا أن الجنود ردوا بالقنابل المسيلة للدموع بكثافة.
وتجددت الاشتباكات عقب صلاة الجمعة أمس، واستمرت حتى مثول الجريدة للطبع، وشهدت الشوارع عمليات كر وفر بين الجانبين، حيث يقوم المتظاهرون من فترة إلى أخرى بالدخول فى عمق شارع منصور بالقرب من الداخلية فتطلق قوات الأمن وابلاً من قنابل الغاز المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش لإجبارهم على التراجع.
وأعلن الدكتور عادل عدوى، مساعد وزير الصحة للشؤون العلاجية، أنه تم إسعاف 835 حالة من المصابين فى موقع الأحداث، فيما نقل 647 إلى المستشفيات والعيادات المتنقلة والمستشفى الميدانى بالتحرير وقصر الدوبارة، موضحاً أن الإصابات كانت ما بين اختناقات بسبب الغاز وكدمات وسحجات وجروح وكسور وغيرها. وقال اتحاد شباب ماسبيرو إن أحد أعضائه، ويدعى بطرس يوسف عبدالمسيح «31 سنة»، فقد عينه اليمنى تماماً فى الاشتباكات مساء الخميس.
وفى السويس، وقعت اشتباكات بين المتظاهرين والأمن فى الشوارع المحيطة بمديرية الأمن احتجاجاً على مجزرة بورسعيد، ما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين وتجدد الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين عقب صلاة الجمعة، أمس، وفرضت قوات الشرطة كردوناً أمنياً فى تقاطع شارعى الشهداء وبراديس لمنع المحتجين من الوصول إلى مبنى المديرية، وألقت القنابل المسيلة للدموع فى محاولة لتفريقهم.
بدأت الأحداث عقب توجه مئات من شباب «الألتراس»، وتكتل شباب السويس، والقوى السياسية، وحركة 6 أبريل، إلى أسرة الضحية كريم شحاتة أمس الأول لتقديم واجب العزاء ثم توجهوا فى مسيرة من ميدان الأربعين إلى مبنى مديرية الأمن فى التاسعة مساء الخميس، واخترقوا السلك الشائك أمام المديرية، احتجاجاً على ما اعتبروه تخاذلاً من الشرطة فى الأحداث، وطالبوا برحيل المجلس العسكرى عن السلطة.
فى المقابل، قال مصدر أمنى إن حصيلة الإصابات فى صفوف ضباط وجنود الأمن المركزى بلغت حتى عصر الجمعة 138 حالة، بينهم 16 مجنداً بطلقات الخرطوش، مؤكداً التزام القوات بأقصى درجات ضبط النفس، فيما لقى أحد ضباط القوات المسلحة، ويدعى الملازم أول محمد فؤاد عبدالمنعم، مصرعه إثر دهسه من سيارة أمن مركزى