ستواصل بعثة المراقبين العرب في سوريا العمل بشكل مُتعثر بعد انسحاب مراقبين من دول خليجية بقيادة السعودية وقطر لكن الدولتين تزعمتا أيضا دعوة لم يسبق لها مثيل من الجامعة العربية للرئيس بشار الاسد بأن يتنحى.
وطلب اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الاحد من مجلس الامن التابع للامم المتحدة تبني خطتهم بشأن سوريا التي رفضتها دمشق ووصفتها بأنها تدخل سافر في شؤونها الداخلية.
ووجه انسحاب 55 مراقبا خليجيا ضربة أخرى لمصداقية البعثة التي كانت تضم 165 مراقبا بعد شهر تزايدت فيه اراقة الدماء في ظل وجودهم رغم أن مراقبا باقيا أكد أنه سيتم ارسال اخرين بدلا من المسحبين وان البعثة لن تتأثر بانسحابهم.
وقال مراقب خليجي كان في طريقه الى مطار دمشق يوم الاربعاء وطلب عدم نشر اسمه "قرار المغادرة كان سياسيا."
وأضاف "سترسل دول عربية واسلامية مزيدا من المراقبين."
وعندما سُئل ان كان رحيلهم سيقوض البعثة قال وهو يبتسم "ليس حقيقا.. كلنا عرب."
ونددت جماعات معارضة سورية ببعثة المراقبين ووصفتها بأنها الية لاتاحة مزيد من الوقت للاسد ليحاول سحق المتظاهرين والمنشقين عن الجيش. لكن البعثة بتفويضها المحدود للمراقبة وليس التحقيق سمحت بتأجيل اتخاذ اجراء ملموس بشأن سوريا من جانب الجامعة العربية المنقسمة وأيضا من مجلس الامن الدولي الذي يعاني من انقسامات مماثلة.
لكن مطالبة الجامعة العربية بانهاء حكم الاسد المستمر منذ 11 عاما في اطار انتقال للسلطة في سوريا كان عملا لم يسبق له مثيل في تاريخها الذي يمتد عبر 67 عاما.
وتساءل رامي خوري وهو محلل مقيم في بيروت اشاد بالنهج الجديد للجامعة عما كان يشربه وزراء الدول الاعضاء بالجامعة العربية عندما وجهوا تلك الدعوة.
وتشير احصاءات لمنظمات معارضة سورية والوكالة العربية السورية للانباء (سانا) الى ان مئات الاشخاص قتلوا منذ وصول المراقبين رغم ان رئيس البعثة الفريق الاول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي قدر عدد القتلى بنحو 136 فقط.
وقال ان معدل القتل تراجع. لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء ان عدد المدنيين وجنود الشرطة والجيش الذين قتلوا في سوريا ارتفع الى ثلاثة امثاله منذ وصول المراقبين العرب واتهم المنشقين باستغلال وجود المراقبين.
وقال بيتر هارلنج محلل الشؤون السورية بالمجموعة الدولية لمعالجة الازمات ان الجامعة العربية شاركت بطريقة بناءة وانه بدون المراقبين ربما كان العنف اسوأ.
وكتب في مجلة فورين بوليسي "للاسف .. الاعضاء (بالجامعة العربية) الاكثر حزما هم اولئك الاقل مصداقية ليكونوا في المقدمة .. ممالك الخليج التي اتحدت لاخماد احتجاجات شعبية في البحرين تميل الى تبني منظور طائفي بشأن الاحداث الاقليمية واكتفوا بالحديث فقط عن الاصلاحات في الداخل."
وقال "الدول العربية الاخرى في حالة من الفوضى مشغولة بالتوترات المحلية وتخشى زيادة عدم الاستقرار بالمنطقة ولا تثق في الغرب نظرا لسجله في التسبب في تدهور الامور وليس تحسنها في هذا الجزء من العالم."
وقال هارلنج ان الخطة العربية منحت سوريا فرصة "للاعتراف بحقيقة ازمتها المحلية والتفاوض على مخرج في الوقت الذي أبعدت فيه مخاطر التدخل الغربي."
واقترحت قطر التي شاركت في الحملة العسكرية في ليبيا ارسال قوات عربية الى سوريا وهي فكرة قوبلت حتى الان بفتور من الدول العربية الاخرى بما فيها السعودية.
وقال جوشوا لانديس وهو خبير في الشؤون السورية بجامعة اوكلاهوما "السعوديون لا يريدون سابقة تدخل عسكري من اجل دعم الديمقراطية."
وأضاف "وماذا بشأن البحرين أو شيعة المنطقة الشرقية في السعودية الذين يتظاهرون من اجل التغيير والاطاحة بالملكية في السعودية.."