بعد انقضاء يوم كامل من الهتافات والمسيرات وانطلاق الساعات الأولى من جمعة العزة والكرامة التى دعت إليها القوى والأحزاب السياسة والائتلافات الثورية، تظهر أولى ملامح الاستعدادات لفعاليات مليونية اليوم بإقامة شباب المتظاهرين المستقلين المنصة الرئيسية على الرصيف المواجه للجامعة الأمريكية، والتى ستلقى منها خطبة الجمعة ولم يتم الاتفاق على من سيلقيها حتى الآن.
وجاء ضمن الاستعدادات تعليق شباب المتظاهرين لعدد من اللافتات المناهضة للمجلس العسكرى، مكتوب عليها "يسقط يسقط حكم العسكر مصر دولة مش معسكر" و"السلطة والثروة للشعب".
ووزع المتظاهرون عشرات النسخ من البيان الصادر عن حركة الاشتراكيين الثوريين فى شوارع القاهرة لدعوة المواطنين للانضمام إلى المعتصمين والمتظاهرين لاستكمال أهداف الثورة.
وفشلت جميع المحاولات المتكررة من المتظاهرين لتوحيد صفوف الميدان وكلمته تحت منصة واحدة، لتقود مليونية اليوم 4 منصات هى القائمة حتى الآن، فى الوقت الذى أطلقت فيه ائتلافات شباب الثورة مبادرة طالبت فيها جماعة الإخوان المسلمين بتوحيد خطبة الجمعة وقصرها على الخطبة التى سيلقيها مظهر شاهين من على المنصة الرئيسية، طبقا لما أوضحه شباب الثورة لـ"اليوم السابع".
وقام أعضاء حزب المؤتمر الشعبى الناصرى المعتصمون من يوم 25 يناير الجارى بالميدان بعرض الفيديوهات الخاصة بالرئيس المخلوع ومقتطفات من خطاب التنحى مع الأغانى الوطنية، وبعض خطب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فيما تجمع المعتصمون فى الخيام فى حلقات نقاشية وشعرية بصينية الميدان ، وقام بعضهم بإشعال النيران فى الأخشاب للتدفئة من برودة الطقس حتى جمعة العزة والكرامة، التى سيشارك فيها عدد كبير من القوى السياسية والثورية، وتنطلق خلالها العديد من المسيرات من مختلف أنحاء محافظة القاهرة لتصل إلى ميدان التحرير عقب الصلاة.
وقامت منصة حركة شباب 6 إبريل بعرض الفيديوهات الخاصة بحملة "كاذبون"، والتى توضح انتهاكات المجلس العسكرى فى أحداث مجلس الوزراء.
ومع الساعات الأولى من الجمعة تغيبت اللجان الشعبية عن تأمين مداخل ومخارج الميدان التى تركت مفتوحة لعبور السيارات والدراجات النارية التى فضلت العبور من الشوارع الجانبية تجنبا لأى ازدحام متوقع بالميدان.
ويظل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى إقامة الدروع البشرية أمام منصتهم لليوم الثالث على التوالى، بعدما أعلنوا الاعتصام داخل الميدان من يوم 25 يناير مع عدد من الائتلافات والقوى الثورية وعدد من السلفيين والقوى اليسارية والاشتراكية.
وتتجمع أغلبية القوى السياسية والثورية المشاركة فى مليونية اليوم حول عدد من المطالب، أهمها القصاص لدماء الشهداء، ابتداء من أحداث 25 يناير، وانتهاء بمجلس الوزراء، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين والإفراج عن جميع المعتقلين وتكريم أهالى شهداء ومصابى الثورة، وصرف تعويضات ومعاش مناسب لهم، بالإضافة إلى إقرار حد أدنى للأجور لا يقل عن 1200 جنيه وحد أقصى لا يزيد عن 18 ألف جنيه، وإعادة توزيع ثروات الوطن وموارده لصالح الفقراء.
بينما تختلف تلك القوى حول كيفية تسليم السلطة الفورى من المجلس العسكرى للمدنيين بين مؤيد ومعارض لنقل السلطة الفورى، إضافة إلى كيفية نقل هذه السلطة.
وأكدت الحركات والائتلافات الثورية أن مليونية اليوم تأتى لاستكمال مسيرة يوم 25 يناير الماضى التى خرج فيها الملايين من محافظات مصر، مؤكدين تمسكهم بأهداف الثورة "تغيير - حرية - عدالة اجتماعية، والتى لم تتحقق حتى الآن.