شارك عشرات الالوف من المصريين في مسيرات نظمت يوم الاربعاء في القاهرة ومدن أخرى في الذكرى الاولى للانتفاضة الشعبية التي أسقطت الرئيس حسني مبارك مطالبين باسقاط المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد.
ويقول نشطاء ان المجلس الذي أدار شؤون البلاد منذ اسقاط مبارك في الحادي عشر من فبراير شباط العام فشل في تحقيق أهداف الثورة. ويقولون انهم يريدون انتفاضة جديدة يكون من شأنها وضع دستور يضمن اقامة دولة ديمقراطية مدنية ومحاكمة عاجلة لمبارك والمتهمين الاخرين بقتل المتظاهرين.
وقتل نحو 850 متظاهرا وأصيب أكثر من ستة الاف في الانتفاضة التي أسقطت مبارك. كما قتل نحو مئة متظاهر منذ أبريل نيسان في اشتباكات مع قوات من الجيش والشرطة وأصيب بضعة ألوف.
وشارك نحو عشرة الاف محتج في مسيرة انطلقت من مسجد الاستقامة في ضاحية الجيزة وحي بولاق الدكرور وهو حي فقير في اتجاه ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق.
وهتف المشاركون في المسيرة "عدت سنة ومفيش جديد يلا نجيب حق الشهيد" و"المرة دي مش حتفوت حتى لو كلنا هنموت" و"جوا كنيسة وجوا الازهر يسقط يسقط حكم العسكر" "وحياة دمك يا شهيد ثورة تانية من جديد".
كما رددوا الهتاف الشهير لانتفاضة العام الماضي وهو "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".
وكتب نشطاء على مبنى للشرطة العسكرية بجوار المسجد عبارات "/وزارة/ الداخلية بلطجية" و"الشعب يريد اعدام المشير" في اشارة الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات لمسلحة الذي يدير شؤون البلاد.
وأعلن المجلس العسكري انه سيسلم السلطة لرئيس مدني منتخب في منتصف العام وأجريت في البلاد أكثر الانتخابات نزاهة منذ عشرات السنين.
لكن النشطاء يقولون ان المحاكمة التي تجري لمبارك تخلو من الجدية وألقوا على المجلس مسؤولية عدم استرجاع المليارات التي نهبت من المال العام خلال حكم مبارك وأفاضت الصحف في النشر عنها بعد الانتفاضة.
واستاء كثيرون من قول الاسلاميين الذين شغلوا أغلبية مقاعد مجلس الشعب انهم يبحثون خروجا امنا للمجلس العسكري من الحكم واعطاءه حصانة من الملاحقة القضائية بتهم تتصل بقتل المتظاهرين والفساد المالي.
وخلال المسيرة كتب نشطاء على جدران عدد من المباني عبارات منها "الشعب يريد اعدام المشير" و"يسقط يسقط حكم العسكر".
وخلت الشوارع من الشرطة أو الجيش. وحين مر المشاركون في المسيرة بقسم شرطة الدقي القريب من نهر النيل كانت أبوابه قد أغلقت.
وقالت وزارة الداخلية قبل أيام انها ستتجنب الاحتكاك بالمتظاهرين لكن ستوفر الحماية للمنشات العامة.
ووضعت أسلاك شائكة جديدة في شارع قصر العيني الذي يطل عليه مقرا مجلس الشعب ومجلس الوزراء. كما شوهدت تعزيزات أمنية أمام مبنى الاذاعة والتلفزيون ومبان أخرى مهمة قريبة من ميدان التحرير.
وشارك ألوف النشطاء في مسيرة انطلقت من جامع مصطفى محمود في الجيزة في اتجاه ميدان التحرير.
وتحدث للمشاركين في المسيرة القيادي المفصول من جماعة الاخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح والذي يطمح للترشح لرئاسة البلاد قائلا "لن يخيفنا أحد... يا شباب أنتم عندكم الاستعداد لتقديم شهداء جدد لاستكمال ثورتكم."
وأضاف "سنكمل ثورتنا وستصبح مصر ديمقراطية."
وهتف المشاركون في المسيرة "يا طنطاوي يا سمسار انت عندك كام مليار" و"قول (يا متظاهر) متخافشي العسكر لازم يمشي".
وقالت جماعة الاخوان انها ستحتفل يوم الاربعاء في الذكرى الاولى للثورة وترفض مطالبة المجلس العسكري بتسليم الحكم فورا.
ويقول اقتصاديون ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة يسيطر على قطاع من اقتصاد البلاد نسبته 20 في المئة على الاقل. ويطالب المجلس بحصانة من الرقابة البرلمانية على ميزانيته.
وحمل مشاركون في المسيرة دمية لعسكري يداه ملطختان بالدماء.
وفي مدينة الاسكندرية الساحلية خرجت مسيرة ضمت أكثر من ألف متظاهر من أمام محكمة الحقانية بوسط المدينة متجهة الى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية وغلب على المشاركين فيها العمال وردد المشاركون الهتاف الشهير لانتفاضة العام الماضي "الشعب يريد اسقاط النظام".
وحمل المشاركون لافتة كتبت عليها عبارة تلمح للاعتراض على احتفالات الاسلاميين تقول "لولا دماء الشهداء ما كان هناك مجلس شعب".
وانضمت للمسيرة مسيرتان أنطلقتا من أمام كنيستين في المدينة كما شارك فيها مارة الامر الذي زاد عدد المشاركين الى نحو عشرة الاف رددوا هتافات تقول "اشهد اشهد يازمان الثورة لسه في الميدان" و"سامع أم شهيد بتنادي عايزة حقي وحق اولادي".
ورفع المشاركون علم مصر وعلم حركة شباب 6 ابريل التي كانت من أبرز الحركات التي دعت لانتفاضة العام الماضي.
ونظمت مسيرات مماثلة في مدينة السويس شرقي القاهرة والمنيا جنوبي القاهرة ودمنهور في دلتا النيل ودمياط الساحلية.