كثيرا ما يخشى
الأنسان منا ضمة القبر ويتساءل مع نفسه والأخرين ما هى ضمة القبر ومن الذى
سوف ينجو منها . هل هناك من الطاعة ما ينجينى من ضمة القبر. وماهى الحكمة
والسبب من ضمة القبر . وهل تختلف ضمة القبر للمؤمن عن العاصى والكافر .
اسئلة قد تمر على الكثير ولا يتأثرون بها ولكنها قد تمر على اشخاص مؤمنة
بالله فيغشى عليها من خوف تلك الفترة التى لا تفارق الخيال لما سوف يحدث فى
عالم البرزخ . والحقيقة ان ضمة القبر لا مفر منها ولن يفلت منها من دخل
ميت فى عالم القبور . وقد استدل عن ذلك بحديث رسول الله صل الله عليه وسلم
(فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن
للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيا منها لنجا سعد بن معاذ".) وما ادراك بسعد ابن
معاذ من نكون فيه لا وجه للمقاربة قبل المقارنة . فسعد أبن معاذ الذى اهتز
لموته عرش الرحمن . وفتحت له ابواب السماء لم ينجو وهذا مستدل عليه بحديث
اخر (عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن
سعد بن معاذ رضي الله عنه حين توفي :
) هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ
الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ
أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ (
وضمة القبر عبارة عن ضغط جوانبه على الميت لا ينجو منها احد . وعالم
الموتى والبرزخ هو من عوالم الغيب فما اخبرنا عنه الله سبحانه من الكتاب
والسنة أمور قاطعة لا جدال ولا نقاش وتصدقها هو الأيمان ذاته . فنجد يصف
الله سبحانه لحظات الأحتضار للمؤمن وما يجرى فيها كما فى قوله سبحانه
وتعالى (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الملائكةُ
يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ
(".
وما سبق من الأيات واضح المعنى والمفهوم أذ يصور لنا الحالة التى
يكون عليها والظروف التى تحيط بالميت الكافر من عالم محجوب عنا لا يشاهدة
ويشعر به سوى الموتى . لكننا عندما نتكلم عن تصوير ضمة القبر وما لها من
عذاب على الميت ندخل فى عالم من الأجتهاد والأقوال فقد ارجع البعض اسباب
ضمة القبر أنه لا يخلوا ميت مؤمن من ارتكاب ذنوب فيرحمه الله بضمة القبر
جراء ما ارتكبه من بعض ذنوبه .
وذهب البعض الى أن ضمة القبر هى نصيب
يختلف من المؤمن والعاصى والكافر فيضغط القبر على المؤمن وما يلبس ان ينفرج
ويفسح له فى قبره . اما على العاصى فبقدر معصيته ولكنه والعياذ بالله يطيل
فى ضمته للميت الكافر ومنهم من قال يدوم ضمة القبر عليه . والله اعلم .
وأخرون
فسرو ضمة القبر على ان نزول الميت الى الأرض التى خلق منها بمثابة دخوله
فى حضن أمه التى تفرح وتسعد بالأبن الطائع المؤمن فتأخذه فى ضمة حنين ورفق
على العكس فتسخط على الأبن العاصى فتشتد عليه استنكارا لمعصيته لله . والله
اعلم . فعالم البرزخ والموتى لا نعلم عنه غير القليل لانه محجوب ولا يأخذ
ببعض الحكايات والقصص فى عصرنا ومثال ذلك تم فتح مقبره فوجد الميت فى حالة
من الكدمات أو تغير لون جسده فلا ينسب ذلك لعذاب القبر لأن هذا العالم لا
يره ولا يدركه غير من دخل فيه من الموتى وإلا لوجدنا جميع من كفر وفجر على
هذه الحاله . غير أن بعض الحكايات من الممكن أن ننسبها الى التصديق نوعا ما
فعندما وضعت كامرات بداخل مقبرة لتسجيل ما يحدث للميت كانت نتيجة ذلك
مثيره فعند مشاهدة الفلم المسجل كان التصوير مستمر عند وضع الميت وغلق
القبر عليه واستمر لحظات ثم فجاءة انقطع التصوير تماما وكأن الزمن تغير
ودخل فى عالم غير مادى لا تراى الكاميرة منه شيء لتصوير وتسجيله فأصبحة
الصورة عبارة عن مجرد شوشرة ووكأنك على قناة فضائية فارغة من الأرسال تماما
. ومنها قصص تحكى عن انفجار قبر بعد وضع اجهزة تسجيل فيه بلحظات من دفن
الميت . والأعتقاد ان عدم تصوير الكامرة وانفجار القبر هى تأديب رحيم من
الله بعدم التجسس على الموتى وذلك قياس على النهى عن نبش القبور واحترام
حرمة الموتى . والله اعلم . والكلام عن عالم القبور . والتحدث عن ضمة القبر
مجهد جدا للنفس ومرعب لما يعلمه كلا منا عن عدم خلوه من الذنوب لأنه لم
يرقى الى درجة المعصومون مثل الرسل والأنبياء . وعندها يبحث كلا منا عن
مخرج من هذة الأزمة التى فى انتظاره عند دخوله قبره ويطرح على نفسه سؤال
يتنمى الأجابه علية وهو هل من طاعة أو عمل اتقرب به الى الله لينجنى أو
يخفف عليه ضمة القبر. نعم يوجد أن شاء الله فرحمة الله واسعة بالمؤمنين فقد
وردة احاديث عن فضل سورة تبارك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له
وهي سورة تبارك الذي بيده الملك ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني /
2315 ]
عن جابر قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى
يقرأ " آلم " تنزيل السجدة ، و " تبارك الذي بيده الملك " ) [ رواه الترمذي
وصححه الألباني / 2316 ]
واخيرا وليس اخرا يجب عليك اخى الكريم ان تعلم بأنك الأن تقرأ عن ضمة القبر وعذابه وفى القريب سوف تعاصره وتكون فيه