قال الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر إن المشير طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى، أبلغه بأن الفيديو الذى تم تداوله على نطاق واسع للفتاة «ذات حمالة الصدر الزرقاء»، ويصور مجموعة من الجنود وهم يسحلون فتاة ويجردونها من ملابسها «مزور»، وأن المشير قال: «إن جنود الجيش كانوا يحاولون مساعدة الفتاة فى إعادة ارتداء ملابسها، التى كانت ملابس مستفزة فى حد ذاتها» - على حد قوله.
وأضاف «كارتر»، فى تقرير نشره موقع مركز كارتر للسلام على موقعه الإلكترونى، مساء الثلاثاء، حول تفاصيل زيارته لمصر، أن المجلس العسكرى على ما يبدو لديه ثقة كاملة بأنه ستكون هناك استجابة لطلباته من جانب جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها عند تشكيل الحكومة الجديدة، وأن السؤال الأساسى الذى يجب الإجابة عنه هو: هل سيتخلى المجلس العسكرى عن السلطة بشكل كامل ويسلمها إلى المسؤولين المنتخبين؟
وقال: «إن قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزبهم (الحرية والعدالة) بدأوا عقد لقاءات مع المجلس العسكرى لمناقشة المرحلة الانتقالية، وعقد لقاءات أخرى لتشكيل تحالف حزبى»، مشيراً إلى أن الإخوان أكدوا له أن الحكومة المقبلة ستحظى بسلطات كاملة، لكن الجيش ربما يتمتع ببعض الامتيازات الخاصة خلال الفترة الانتقالية، والتى قد تشمل إعداد الميزانية العسكرية، على أن يكون القرار النهائى بيد البرلمان. وأضاف «كارتر» أن أحد المسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية أكد له قبول الإدارة الأمريكية نتيجة الانتخابات وفوز الأحزاب الإسلامية بأغلبية مقاعد البرلمان، وقال له إن اللقاءات مع ممثلى التيارات الإسلامية بدأت بالفعل. وتابع: «رغم أنه من المتوقع تسليم السلطة بشكل كامل للمدنيين فى يونيو المقبل، إلا أن لدى انطباعاً بأن الجيش سيحتفظ ببعض العناصر الأساسية والامتيازات التاريخية».
وحول مداهمة مكاتب منظمات المجتمع المدنى المحلية والدولية قال «كارتر» إن المجلس العسكرى قال له إن وزارة العدل اتخذت هذا الإجراء بسبب وجود مخالفات قانونية، وأن هذا الأمر مثار خلاف مع الولايات المتحدة ويحاولون حله. وأشار «كارتر» إلى أن الهدف من زيارته هو الانضمام إلى 40 من مراقبى مركز كارتر للسلام لمراقبة الانتخابات البرلمانية المصرية، وقال: «رغم تعقيد الانتخابات الشديد، ووجود بعض الشكاوى إلا أن نتائجها تعكس إرادة المصريين». وأضاف «كارتر» أن أحد المسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية أكد له أن اللقاءات بين المسؤولين الأمريكيين وممثلى التيارات الإسلامية بدأت بالفعل، لأن الإدارة الأمريكية قبلت نتيجة الانتخابات وفوز الأحزاب الإسلامية بأغلبية المقاعد.
وحول لقائه مع الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء، «كارتر» «الجنزورى» - الذى وصفه بأنه شخصية محترمة، يحظى بدعم الأحزاب الكبيرة، ويريد ترك منصبه - يحتاج إلى 10 مليارات دولار لتغطية احتياجات الحكومة خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الجارى، وسط تباطؤ فى وصول المساعدات الأمريكية والعربية، وتوقعات بخفض الدعم الحكومى للسلع الاستهلاكية بسبب القرض الذى ستحصل عليه مصر من صندوق النقد الدولى