في أول زيارة من نوعها يقوم بها قياديون من حزب الحرية والعدالة، الجناح
السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، لرئيس حكومة مصرية منذ عهد جمال
عبدالناصر، طمأن حزب الحرية والعدالة الحكومة المصرية على أنهم لا يوافقون
على نقل السلطة من المجلس العسكري إلى أي سلطة أخرى في 25 يناير المقبل.
والتقى الجنزوري في هذه الزيارة الغامضة والمفاجئة الدكتور سعد الكتاتني،
أمين عام حزب الحرية والعدالة، والدكتور محمد مرسي رئيس الحزب اليوم السبت.
وقال علي عبدالفتاح القيادي بحزب الحرية والعدالة "إنه ربما تكون هذه أول
زيارة من نوعها لقياديين من الإخوان لرئيس حكومة مصرية وكانت الزيارات
المتبادلة على نفس هذا المستوى في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام
1952".
وقال الدكتور سعد الكتناتني في مؤتمر عقب الزيارة "إنهم ملتزمون بالجدول
الزمني لنقل السلطة، وإنهم غير موافقين على نقلها يوم 25 يناير المقبل".
وقال الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة إن البرلمان والحكومة
والمجلس الأعلى للقوات المسلحة يتعاونون لتحقيق أهداف الثورة، وإن لقاءهم
مع الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء، كان بهدف استطلاع رأي الحكومة، حول
أهم التشريعات التي يمكن أن تتقدم بها الحكومة خلال الفترة المقبلة وأيضا
أهم التشريعات التي سيقدمها حزب الحرية والعدالة، حتى يكون هناك اتفاق على
الأجندة التشريعية خلال المرحلة المقبلة.
وتؤكد زيارة الحرية والعدالة للجنزوري موقف الإخوان فيما سيحدث يوم 25
يناير المقبل، والدعوات التي تجري الآن للتحضير لثورة ثانية يوم 25 يناير
2012 والمطالبة بنقل السلطة الى رئيس مجلس الشعب المقبل أو تشكيل مجلس
رئاسي مدني.
وقال علي عبدالفتاح عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة
لـ"العربية.نت": "إن إعلان رئيس وأمين عام حزب الحرية والعدالة للجنزوري
أنهم لا يوافقون على نقل السلطة يوم 25 يناير المقبل يتسق مع مواقف معلنة
لهم خلال الشهور الماضية وحتى الآن وليس لمجرد زيارة الجنزوري".
وأضاف القيادي علي عبدالفتاح "أن موقف الإخوان يتوافق مع خريطة الطريق التي حددها استفتاء مارس".
وأكد الدكتور محمد مرسي أنه عرض على الجنزوري، رؤية الحزب للأجندة
التشريعية التي أعدها، وتتضمن العديد من القوانين المساندة لمحدودي الدخل
والفقراء ولشباب ثورة 25 يناير.
وقال إن اللقاء مع الجنزوري لم يدخل في تفاصيل تشريعية بعينها، وإنما كان مناقشة على الأطر العامة.
من جانبه، نفى الكتاتني أن يكون اللقاء قد تطرق إلى استمرار حكومة الإنقاذ
الوطني، أو تشكيل حكومة جديدة، موضحا أن هذا الأمر سابق لأوانه الآن، وأن
الزيارة للدكتور الجنزوري اليوم كانت باعتباره رئيس الحكومة الحالية التي
سيبدأ مجلس الشعب جلسته الافتتاحية في عهدها.
وأعلن الكتاتني أن الإخوان لا يوافقون على تسليم السلطة في 25 يناير، وأنهم
مع استمرار المرحلة الانتقالية برئاسة "العسكري" وفقا للجدول الزمني
المحدد والذي ينتهي في 30 يونيو المقبل، كما أكد أنهم مع الاحتفال بثورة 25
يناير، التي تستعيد روح الثورة بما يضمن الحفاظ على الحقوق وسرعة المحاكمة
العاجلة والعادلة لقاتلي الثوار.