بعد أن جاء امتحان مادة اللغة العربية لطلاب المرحلة الإعدادية بمدرسة
القنايات الإعدادية بسؤال التعبير "إجباري" بأن يطلب واضعو الامتحان من
الطلاب كتابة برقية تهنئة لحزب الحرية والعدالة على حصولهم على المركز
الأول في انتخابات مجلس الشعب ،كما تضمن الامتحان سؤالاً في الجزء الخاص
بالنحو وتتهم فيه الثوار بالمفسدين.
على خلفية ذلك بإحدى مدارس الشرقية والسخرية من الثوار ووصفهم
بالمخربين، قرر علي عزازي " محافظ الشرقية " مجازاة موجه عام اللغة
العربية بإدارة القنايات ورئيس القسم ومدير مدرسة القنايات الإعدادية بنين
ومدرسة اللغة العربية التي قامت بوضع امتحان مادتها للصف الثاني الإعدادي
بالمدرسة للتحقيق بالمديرية بخصم 15 يوم من راتبهم ، وحرمانهم من وضع
الامتحانات ،إضافة إلى انه تم إيقاف " عبدالله رشاد " مدير الإدارة
التعليمية بالقنايات عن العمل وندب " مدحت زكي " مديرا للإدارة بدلا منه ،
نظرا لتخليه عن مسئوليته في ممارسة مهمته الإشرافية في وضع أسئلة الامتحان .
محافظ الشرقية " علي عزازي " أكد لـ" الدستورالأصلي" أنه أصدر قرارا آخر
بتشكيل لجنة عليا للامتحانات بالمديرية والإدارات التعليمية على مستوى
المحافظة لمتابعة وضع امتحانات مراحل النقل والشهادات العامة ومراجعتها ،
مع مراعاة عدم توسيع قاعدة المطلعين على الامتحان للحفاظ على سريته .
" المحافظ " أشار إلى أن امتحانات مراحل النقل تتم بشكل لامركزي لايخرج
متابعته والرقابة عليه عن سقف الإدارة التعليمية والتوجيه، وأوضح "عزازي"
أنه لايوجد أي تعليمات صادرة بمنع التطرق للملفات الدينية أو السياسية في
وضع اسئلة الامتحان ، لأن الامتحان ماهو إلا معبرا عما يدور داخل إطار
الدولة ليعبر عن المشترك والعام لكل المواطنيين ، ولكن ماهو مرفوض هو
التحيز لفصيل سياسي معين أثناء وضع اسئلة الامتحان، واتهام الثوار
بالمفسدين، واصفا السؤال الذي وصف الثوار بالمفسدين بـ" الكلام الرخيص" ،
مشيرا إلى أن الحديث عن الثورة والثوار خط أحمر، قائلا " أنا رجل محافظ جئت
من الثورة ، واتهام الثوار بهذا الاتهام الرخيص كلام غير مسموح به على
الإطلاق ، لأن اي إساءة لثورة 25 يناير تعد إساءة لمصر كلها ".
وعما اذا كان واضع اسئلة الامتحان ينتمى الى فصيل سياسى معين ، كما عبرت
عنه توجه الاسئلة داخل الورقة الامتحانية .. اكد محافظ الشرقية ، ان ماجرى
من تحقيقات مع واضع الامتحان ماهو إلا تحقيق إداري ، قائلا " نحن نحترم
توجهات الناس وانتماءاتهم السياسية ، ولكن العمل داخل مؤسسة تربوية ينبغي
أن يكون للتعبير عن الثوابت وليس المواقف ".
من جانبه قالت مصادر بالتربية والتعليم أن الوزارة أرسلت - اليوم -
للمرة الثانية إلزام لكافة المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية بعدم
التطرق للملفات السياسية والدينية في الأسئلة خاصة أسئلة التعبير والنحو في
اللغة العربية والقطعة والترجمة في اللغة الإنجليزية ، مشيرة إلى انه من
الواضح أن توجيهات الوزارة لم تنفذ ولم يتم النظر فيها ، واصفة ذلك بـ"
الكارثة " التي لابد من التحقيق فيها .
المصادر لفتت إلى أن التعليمات ليست ملزمة إلا في امتحانات الشهادتين
الابتدائية والإعدادية وامتحانات الثانوية العامة والفنية، أما بقية
الامتحانات في صفوف النقل بمراحل التعليم الثلاث فلا تخضع لرقابة الوزارة
لأنها توضع طبقا للامركزية داخل كل مدرسة على حدة وهو ما يجعل الإشراف
عليها مستحيلاً، مستدلة على ذلك بأن الامتحان الذي يوضع في امتحانات صفوف
النقل ليس موحدا ، مؤكدة على أنه طبقا للامركزية فان المحافظ ومدير
المديرية التعليمية هما المسئولان عن حدوث أي تجاوزات في وضع الامتحان وليس
للوزارة أي دخل بذلك .
المصادر أشارت أيضا إلى أن الوزارة تجرى حاليا حصر شامل لكافة التجاوزات
التي حدثت خلال امتحانات نصف العام الدراسي لعرضها على وزير التعليم "جمال
العربي" عقب عودته من لندن ، حيث أرسلت الوزارة خطابا لكافة المديريات
التعليمية تطالبهم بإرسال الأوراق الامتحانية التي حدث فيها تجاوزات في
وضع اسئلة الامتحان نتج عنه رأي عام سلبي وما تم اتخاذه من إجراءات حيال
تلك التجاوزات من قبل واضعو الامتحان ، لتحقيق الوزارة في هذا الشأن.