(1) تحملتها خزينة الدولة
مليون جنيه تكلفة نقل «مبارك» إلى المحكمة
كشفت مصادر بمطار القاهرة أن تكلفة نقل مبارك من المركز الطبي العالمي إلى مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة من خزينة الدولة 10 آلاف دولار - على الأقل - في المرة الواحدة.
وقالت المصادر: ان استئجار أية طائرة لطلعة واحدة يتراوح ما بين 3 آلاف دولار إذا كانت الطائرة بمحرك واحد و6 آلاف دولار لو كانت بمحركين وبالتالي فلو كان «مبارك» سيستأجر طائرة لنقله من مقر علاجه الى مقر محاكمته فإن عليه أن يسدد لها مابين 6 آلاف إلى 10 آلاف دولار في المرة الواحدة.
وأضافت المصادر: ان القوات المسلحة تتحمل هذه التكاليف حيث تتولى نقل مبارك بطائرة عسكرية.
واتفق مصدر بإحدى شركات الطيران الخليجية مع التقديرات السابقة، وقال: ان قيمة استئجار أية طائرة يتراوح ما بين 4.5 آلاف دولار إلى 5 آلاف دولار في الساعة، وقال المصدر: لو افترضنا أن كل جلسة من جلسات محاكمة مبارك لن تستمر سوى ساعتين فقط فإن هذا يعني أن تكلفة نقل مبارك إلي المحكمة وصلت حتى جلسة الاثنين الماضي 40 ألف دولار أي حوالي مليون جنيه إذ إن هذه الجلسة هي الجلسة الرابعة عشرة من جلسات المحاكمة.
وواصل المصدر: كلنا يعرف أن أغلب جلسات محاكمة مبارك استمرت لعدة ساعات متواصلة وهو ما يعني أن تكلفة نقل مبارك للمحكمة تجاوزت المليون جنيه بكثير.
(2)
480 ألف جنيه تكاليف علاجه في شرم الشيخ.. لم يسددها حتى الآن
أكثر من 120 يوماً قضاها مبارك في مستشفى شرم الشيخ خلال هذه الفترة الممتدة من ابريل حتي مطلع اغسطس الماضي خضع الرئيس السابق لعلاج دقيق ورعاية متكاملة لمدة 24 ساعة يومياً، والمفاجأة أنه لم يسدد مليماً من تكاليف علاجه حتي الآن.
مصدر بمستشفى شرم الشيخ - طلب عدم ذكر اسمه - أكد أن تكلفة علاج مبارك في مستشفى شرم الشيخ وصلت الى 3 آلاف جنيه يومياً، وقال: كان «مبارك» يقيم في جناح كامل وحراسه يشغلون باقي الدور الذي كان يقيم فيه، وكان يخضع لتحاليل وأشعات طبية بشكل يومي، وكان يرافقه على مدى 24 ساعة يومياً فريق طبي من أطباء المستشفى وفريق آخر من خارج المستشفى، كما كان يتلقى علاجاً مكثفاً طوال فترة اقامته بالمستشفى وتكلفة هذه الأشياء كلها تتجاوز 4 آلاف جنيه يومياً.
وأضاف المصدر: كان على مبارك أن يسدد للمستشفى حوالي 480 ألف جنيه، قبل أن يغادرها ولكن الذي حدث هو أنه انتقل للمركز الطبي العالمي، وجاءت سيارة تابعة لرئاسة الجمهورية فحملت متعلقاته الموجودة بالمستشفى في مطلع أغسطس الماضي وحتى الآن لم يسدد مبارك مليماً للمستشفى.
والمؤكد أن تكاليف علاج «مبارك» في المركز الطبي العالمي تجاوزت بكثير تكاليف علاجه في مستشفى شرم الشيخ، خاصة وأنه يعالج في المركز العالمي منذ أكثر من 150 يوماً، ويرفض أطباء ومسئولو المركز الطبي العالمي الادلاء بأية بيانات عن تكاليف علاج «مبارك» بالمركز بحجة أنهم ممنوعون من الكلام لوسائل الاعلام!
(3)
يعيش حياته بشكل طبيعي في المركز الطبي
ويحضر المحاكمات نائما على سرير!
< شهود عيان: يأكل بانتظام ويستبدل ملابسه بنفسه ويصبغ شعره ويتمشى في الجناح الرئاسي بـ «الشبشب»
إذا كان حضور «مبارك» للمحاكمة طوال الشهور الخمسة الأخيرة، مستلقياً على سرير طبي مشهداً قد استفزك أو آثار شفقة البعض.. فإن شهود العيان يؤكدون لك أن صحة الرجل قد تكون أفضل مني ومنك.
وإذا كان تكرار هذا المشهد قد جعلك تتساءل: أي مرض هذا الذي يجبر صاحبه على البقاء في المستشفى لمدة 9 أشهر دون أن يشفى منه أو يقضي نحبه.
وإذا كنت تريد أن تعرف كم «التدليل» الذي ينعم به حتى الآن فإليك هذه المفاجأة: فـ «مبارك» الذي يرفض القائمون على البلاد نقله الى مستشفى سجن طرة بدعوى أن حالته الصحية متدهورة، يعيش حياة طبيعية جداً في المركز الطبي العالمي، يأكل بانتظام ويستبدل ملابسه بنفسه، ويحرص على صبغ شعره، ويبدو للناظرين أقل عمراً وأكثر شباباً، والأكثر من هذا «يتريض» يومياً داخل الجناح الرئاسي بالمركز الطبي، وفي أغلب الأحيان يتمشى داخل جناحه الخاص بـ «الشبشب»!
الإعلان عن تدهور صحة «مبارك» يعود الى ابريل الماضي أي قبل 9 أشهر كاملة من الآن، وفي تلك الأثناء قيل ولأول مرة أن صحة مبارك تدهورت بشكل كبير، والغريب أن هذا الكلام تردد فور صدور قرار النائب العام عبد المجيد محمود بحبس «مبارك» 15 يوماً على ذمة التحقيقات في اتهامات تتعلق بالتربح واستغلال النفوذ واصدار أوامر بقتل المتظاهرين.
والمفاجأة أن قرار النائب العام الصادر بحبس مبارك تلاه قرار آخر من النائب العام أيضاً بنقل «مبارك» الى احدى المستشفات العسكرية للعلاج!
ولم ينقل «مبارك» الى مستشفى عسكري، وإنما نُقل الى المستشفى الذي اختاره.. مستشفى شرم الشيخ!
وبدلاً من أن يمثل المتهم «حسني مبارك» أمام جهات التحقيق، انتقل المحققون من القاهرة الى شرم الشيخ لاستكمال التحقيقات!
وبين الحين والآخر كانت أنباء تتسرب، مفادها أن مبارك مكتئب، وأنه توقف عن تناول الطعام، وأنه يقضي يومه في البكاء، وأنه يدخل في غيبوبة متكررة، فلا يكاد يفيق من إحداها حتى تداهمه غيبوبة أخرى.
وتطوع البعض فراح يسرب لوسائل الاعلام أنباء عن وفاة «مبارك» وبعد أن تتسابق وسائل الاعلام في نشر النبأ تكتشف بعد ساعات أنها كانت ضحية كذبة كبيرة فتعتذر لمشاهديها أو سامعيها أو قرائها!
واستمرت هذه الأحوال شهوراً، دون أن يعرف أحد حقيقة الحالة الصحية لـ «مبارك».
ومع بداية محاكمات قتل المتظاهرين في مطلع أغسطس الماضي ظهر «مبارك» لأول مرة بعد خمسة شهور كاملة من الغياب التام، ففي أولى جلسات محاكمته ظهر «مبارك» مستلقياً على سرير طبي ومتظاهر بأنه غير قادر على الوقوف أو الجلوس أو حتى الكلام!
وعلى مدى 14 جلسة من محاكمته كان مشهد حضور «مبارك» للمحكمة يكاد يكون متطابقاً.. تنقله للمحكمة طائرة اسعاف عسكرية.. ويدخل قفص المحكمة ممداً على سرير طبي ومغطى بملاءة بيضاء.
والسؤال هل الفترة التي قضاها مبارك في مستشفى شرم الشيخ ثم المركز الطبي العالمي - حوالي 270 يوماً - لم يكن لها أية تأثير على صحته.
إجابة هذا السؤال تبدأ بتحديد المرض الذي يعاني منه الرئيس السابق.
حصرت جميع الأمراض التي قيل إن مبارك يعاني منها فوجدتها تتمصل في «ذبذبة أذينية» وسرطان بالمعدة والبنكرياس، واكتئاب سريري وآلام بالركبة والعمود الفقري، وحسب أطباء متخصصين فإن كل تلك الأمراض مجتمعة أو منفردة لا تجعل المصاب بها يرقد لشهور طويلة على سرير طبي.
وأكد الدكتور محمد نصر - أستاذ جراحة القلب بمعهد القلب القومي - أن مرض الذبذبة الأذينية يعني وجود اختلال بين عدد انقباضات الأذين وعدد انقباضات البطين في القلب وهذه الاختلالات تجعل المريض «يدوخ» إذا كانت ضربات القلب بطيئة أما لو أسرعت ضربات القلب فيصاب المريض بهبوط، ولكن هذا المرض يمكن وقف آثاره بواسطة أدوية معينة أو بصدمة كهربية تعيد الانضباط لانقباضات الأذينين والبطينين في القلب.
ويضيف: «ناس كثيرة مصابة بهذا المرض وتمشي وتمارس حياتها بشكل شبه طبيعي».
أما حكاية سرطان المعدة والبنكرياس فلا يمنعان المريض من التحرك - حسب تأكيدات الدكتور محمد شفيق استشاري علاج الأورام - بقوله: «المصابون بالسرطان عموما يمشون ويتحركون إلا إذا كانوا مصابين بشلل».
ويضيف: في المراحل النهائية للسرطان يجد المريض صعوبة في التحرك والسير وهذا معناه أن أجله قد اقترب وانه صار على شفا الموت».
وحتى لو كان «مبارك» يعاني سرطان المعدة أو البنكرياس، فالمؤكد أن مرضه في مراحله الأولى وليس الأخيرة، حيث لم يعلن عن اصابة مبارك بالسرطان إلا قبل شهور قليلة حينما أكد محامي مبارك أنه يعاني من سرطان المعدة، وقبل هذا التاريخ لم يقل أحد سواء من أسرة مبارك أو اطبائه المعالجين أنه يعاني من مرض السرطان.
وينفي الدكتور ابراهيم العطار - استشاري الأمراض النفسية - أن يكون «مبارك» يعاني من اكتئاب سرير، ويقول «مبارك» كان يقول عن نفسه إنه «عنيد» ثم أنه يظهر في المحكمة وهو حليق الذقن مصبوغ الشعر ومن يحلق ذقنه ويصبغ شعره لا يمكن أن يكون مصاباً باكتئاب سريري.
والقول الفصل في مرض مبارك هو شهود عيان أكدوا أن «مبارك» يمارس حياته في المركز الطبي العالمي بشكل طبيعي جداً، يأكل بانتظام، ويعدل ملابسه بنفسه، ويذهب للحمام وحده، ويستحم دون مساعدة أحد، ويتريض بـ «الشبشب» داخل الجناح الرئاسي الذي يقيم به في المستشفى.
أما من يقول إن «مبارك» أقعدته امراض الشيخوخة لتجاوزه العام الرابع والثمانين فعلى هؤلاء أن ينظروا حولهم وعندها سيجدون بأنفسهم أن هناك من هو أكبر من «مبارك» بسنوات، ومع ذلك يمارس حياته بشكل طبيعي إلى حد كبير، مثلاً المفكر الاسلامي جمال البنا تجاوز الـ 91 عاما، والكاتب الصحفي الكبير حسنين هيكل تجاوز 89 عاماً، ومازال يعطي فكراً ورأياً ونشاطاً دائباً، وكذلك البابا شنودة الذي يطرق العقد العاشر من عمره ومازال يواصل عظاته الاسبوعية ويحضر اجتماعاته يومياً ويشارك في احتفالات ومناسبات دينية وطنية لا أول لها ولا آخر.
والمعنى أن حرص «مبارك» على الحضور للمحكمة وهو على سرير طبي ليس أكثر من «تمثيل في تمثيل» وربما لجأ لذلك امتثالاً لنصائح محامين وأملاً في أن يستعطف المصريين أو يثير شفقة البعض اذا ما تمت محاكمته وهو على فراش المرض وهو ما لم يحدث حتي الآن.
والأغرب من كل ما سبق أن اللجنة الطبية المكلفة من النائب العام بمتابعة الحالة الصحية للمتهم «حسني مبارك» رفضت قبل أيام نقل مبارك الى «طرة» وأوصت باستمراره بالمركز الطبي.. وهذه المحاكمة تبدو في أكثر من اتجاه، فالحالة الصحية لمبارك تؤهله تماما للانتقال الى مستشفى سجن طرة.. وفوق هذا فإن مستشفى السجن قد تم تطويره وتحديثه خلال الشهور السابقة حيث انفقت وزارة الداخلية 5 ملايين جنيه على تطويره خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين!