يا مثبت العقل والدين يارب!!
ألا يجدون غيري - من بين الـ85 مليونا - يلفقون له القضايا؟!
أليس بينهم رجل رشيد، يقول لهم كفى ظلماً، لمن ظلم ومازال يعانى من الظلم؟!
ألهذا الحد يتوحمون على لحمى، وسمعتي، وحريتي؟!
ألا يوجد آخر لهذا الوحم؟! أم أنه وحم وراثي لا آخر له، بحكم الچينات؟!.
هل كان من بين قرار «التكليف» من مبارك للمجلس العسكري، بند سرى يوصيهم بي؟!
ألا يخشون على أنفسهم، أن يقتلهم «الفراغ» بعد موتى؟!
يا ناس.. يا بشر.. كفى لطماً للخدود، وشقا للجيوب، وتقاذفاً بالحجارة، فكل شيء قد بان!.. أنا «الطرف الثالث»!! أنا اللهو الخفي!! أنا المتهم الهارب، الذي حرض، وموّل، وأشرف على حريق المجمع العلمي، ومجلس الوزراء، وحاول حرق مجلس الشعب «!!» أنا القاتل الغامض الذي أطلق الرصاص على المتظاهرين في مجلس الوزراء، وسمم الحوا وشى، وكدر صفو الأمن، والعلم، المحلى والدولي!!
هذا الكلام ليس هزلاً في موضع الجد، وليس لغواً يجرى على المصاطب، أو حديثاً يدور في الغرز، أو يتردد في سهرات حمراء، بل هو ما صرح به مصدر عسكري مسؤول، في بيان منشور أمس، في العديد من الصحف ووكالات الأنباء «!!».
طالما أن شيئاً لم يتغير في مصر، ما بين زمن الرئيس، وزمن المشير، لم الدهشة إذن من استمرار أعمال التلفيق؟! جل ما نتمناه لهم، هو «التوفيق» في أداء مهامهم «الجديدة» وفقاً لمعايير الجودة «القديمة»!! ولا مانع لدينا من الاستعانة بأهل الخبرة والثقة، من بيت الخبرة في مزرعة «طره»!!
حقاً إنهم على ذات الدرب، كأنه إيقاع موسيقى، كلاسيكي ثابت: تِك، دُمْ، تِك، دُمْ، تِك، دُمْ «!!» هكذا يكون الانضباط، لدى أهل الانضباط، والثبات، والتمسك بالثوابت.
أفهم أنهم أسرى التجارب والخبرات السابقة، يتمسكون بذات الوسائل، والمنطق والآليات، لكن الذي لا أفهمه، هو أنهم يتمسكون أيضاً بذات الأسماء والتي يعملون بحقها كل هذا.
أشعر اليوم أنني أسمع نكتة - سخيفة - للمرة العاشرة!! أو أشاهد فيلماً تجارياً - هابطاً - للمرة المائة!! ألهذا القدر يكرهون التغيير أو التجديد؟!?أتحدى ذلك المصدر، الذي كاشفنا بهذا السر العسكري الرهيب، أن يقدم دليلاً على ما قال!!
أدفع نصف عمري، أو ما تبقى منه، لكي أعرف ما الذي استندوا إليه في توجيه هذا الاتهام الخطير، ربما كان دليلهم باب «حظك اليوم»، لأن فيه نفس الإلوهية والغيبية، والكذب وسوء النية؟! لكن باب «حظك اليوم» يستمد بعض تنبؤاته من حسابات فلكية، بينما هذه الاتهامات لا تعرف ولا تعترف أصلاً بعلم الحساب؟!!
ربما أجروا مباراة «ملك وكتابة» من تلك التي تنتهي دائماً بالملك، وليس الكتابة؟! لكن حتى لعبة الملك والكتابة، تخضع لقانون «الاحتمالات»، فيتكرر الملك عشر مرات، مقابل 4 أو 5 مرات للكتابة، ثم الملك مرة، ثم الكتابة، لكن الذي صدر مؤخراً من اتهامات، أبعد ما يكون عن القانون، وعن كل الاحتمالات!!?يا سادة يا كرام.. لم يكن لي يوماً اتصال بأحداث مجلس الوزراء، ولم أشارك، أو أحضر أو أساند الخ.. الخ.. لذا تقدمت ببلاغ ضد هذا الهزل، وهذه الجريمة للنائب العام!!
حقاً لكل شيء حد.. إلا الظلم في مصر!!
لكل شيء سقف.. إلا التلفيق الذي تجاوز كل الأسقف!!
صدقاً.. ليس من السهل أن يكون المرء فيلسوفاً في غابة من المجانين، أو قديساً في مواجهة أفعال الشياطين!!
قمة الصعوبة أن تحتفظ بثلجك الخارجي، بينما الجميع يشارك في سكب الزيت على جمرك الداخلي!!