على مدار ثلاثة أيام مضت قامت قوات الأمن بمداهمة المعتصمين بشارع مجلس
الوزراء فجرا. التوقيت ذاته لم يتغير، والوضع أيضا لم يتغير، هجوم من قوات
الأمن، وصمود من المتظاهرين، بينما اللغز لم يحل بعد، والسؤال لم يتم
الإجابة عنه، لماذا تتعمد قوات الأمن الهجوم على المعتصمين فى وقت الفجر،
مستخدمة أسلوب أمن الدولة، الذى عرف قبلا بـ«زوار الفجر»، وبما يكون
المعتصمون عليه فى حالة من الإجهاد، وبعيدا عن وسائل الإعلام التى قد ترصد
انتهاكا.
خبراء الأمن كان لديهم إجابة أكدوا فيها أن قوات الأمن لا
تقوم بالمهاجمة اعتباطا، بل إن الأمر ممنهج، وذلك لعدة أمور أساسية، أهمها
خلو الشوارع من السيارات، وسهولة القبض على المطلوبين، وعدم تجاوز المدة
القانونية للحجز المصرح به لرجال الضبطية القضائية.
اللواء رفعت عبد
الحميد، الخبير الأمنى، قال إن التوقيت متعارف عليه أمنيا من قديم الأزل،
وليس جديدا على أساس خلو الشوارع من المارة، وكون المكان خاليا ولا يعطى
فرصة للتجمعات، ويسهّل عملية القبض على المتظاهرين والوصول إلى المطلوبين
منهم، فأغلب الحملات الكبيرة الشرطية تتم مع أول ضوء للنهار، حتى يكون هناك
فسحة من الوقت لاستكمال الإجراءات، وحتى لا تسقط مدة الاحتجاز 24 ساعة
المصرح بها قانونا لرجال الضبطية القضائية، استنادا إلى قانون الإجراءات
الجنائية. وشدد عبد الحميد على أنه لا علاقة بين مهاجمة المعتصمين فجرا
وإثارة الرأى العام، خصوصا أن رجل الشرطة لا يهتم لا من قريب ولا من بعيد
بما تنشره وسائل الإعلام بهذا الشأن، كما أنه يعى أن الخبر سوف ينتشر سواء
تم ذلك ليلا أم نهارا.
اللوء محمد عبد الفتاح عمر، الخبير الأمنى،
من جانبه، أكد أن هذا التوقيت يعد مثاليا بالنسبة إلى الأمن، خصوصا أن
كثيرا من الموجودين فى الميدان فى أوقات النهار من الممكن أن يكونوا قد
توجهوا كحب استطلاع للأمر، وليس لهم فى شأن الثورة ولا فى الاعتصامات، أو
أنه فى طريقه لقضاء مصالحه الخاصة، ويبقى فى آخر النهار من يعتبرون أنفسهم
زعماء، لذلك يقوم الأمن بعمل خططه بمهاجمة المتظاهرين فى هذا الوقت، خصوصا
أن الأمن لا ينزل اعتباطا حتى فى الأمور العادية، حتى مع تجار المخدرات فإن
الأمن يذهب للقبض عليهم فجرا أو عصرا.