كشف السفير الإسرائيلي السابق في مصر يتسحاق ليفانون عن أن وزارة الخارجية الإسرائيلية منعته من إجراء اتصالات مع الإخوان المسلمين في مصر واصفا الحركة بأنها أقل تطرفا مما تصفها إسرائيل وأن من شأن التحاور مع الإخوان التأثير على مواقف حركة حماس وإقناعها بالتنازل عن المقاومة المسلحة ضد إسرائيل.
وقال ليفانون، الذي أنهى مهامه قبل شهر وخرج للتقاعد، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" نشرتها اليوم الأحد إنه بعد الثورة مباشرة أرسل توصية إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية وطلب المصادقة على أن يحاول البدء بالتحدث مع الإخوان المسلمين لكن إدارة الوزارة رفضت ذلك.
واضاف أنه يحظر على إسرائيل تجاهل وجود الإخوان المسلمين وأنهم ليسوا متطرفين كما يتم تصويرهم في إسرائيل بل أنهم براغماتيين.
وأن الإخوان المسلمين بإمكانهم التأثير بشكل إيجابي على حركة حماس وإقناعها بالتنازل عن المقاومة المسلحة والتركيز على النضال السياسي ضد إسرائيل.
وفي انتقاد مبطن لسياسة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قال ليفانون إنه "يحظر على إسرائيل أن تعزل نفسها في المنطقة بشكل أكبر من عزلتها الحالية".
وفي أعقاب الانتخابات البرلمانية في مصر وتونس والقضاء على حكم معمر القذافي ليبيا اقترح ليفانون تغيير عبارة "الربيع العربي" ب"ربيع الإخوان المسلمين" رغم أن "هذه لم تكن نية أولاد الثورة في مصر مثلا".
وأضاف أنه "يجب أن نفهم أن الربيع العربي أدى إلى تعزيز قوة الإسلام السياسي الذي أصبح أكثر واقعية وبراغماتية من الماضي" وأنه "مثلما يوجد في الكنيست إسرائيلي أحزاب مثل شاس وأحزاب دينية (يهودية) أخرى فإنه يوجد في البرلمان المصري أحزاب دينية، فعندما نلعب اللعبة الديمقراطية بالإمكان أن نرى أحزابا متنوعة".
وتابع ليفانون أن "القلق الإسرائيلي شرعي بنظري لأننا نشهد اليوم هزة دراماتيكية في جميع دول العالم العربي وينبغي أن وجهة رياح التغيير هذه، لكن القول إن الشرق الأوسط سيكون ضدنا الآن هو أمر غير صحيح".
وقال الدبلوماسي الإسرائيلي إن الولايات المتحدة وأوروبا تجري محادثات مع الإخوان المسلمين "فالإخوان المسلمين سيصبحون جزءا من الفسيفساء السياسي في مصر... ولذلك فإنه لا ينبغي معارضة التحدث معهم وإنما تشجيع جهات غير إسرائيلية تريد التحدث معهم وهذه ستكون قناة اتصال وتمرير رسائل منّا أيضا".