قال محمد حنفي، منسق مبادرة فض الاعتصام بين مجلس الوزراء والمعتصمين أمام مقر المجلس، أنه يستبعد الإشاعات التي ترددت أن الحكومة هي التي سعت إلى ما حدث مساء اليوم لفض الاعتصام، ونافيا أن يكون هذا الأمر متعمد من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وأن ما حدث هو ما سبق وذكره إبراهيم عن أن الاعتصام سيتم فضه بدون استخدام القوة.
وقال حنفي، أن كل هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وأن حقيقة ما حدث محاولة لتشويه العلاقة ومساحة التفاهم التي بدأت تبدوا منذ أمس بعد القرارات التي أعلنها الدكتور كمال الجنزوري للاعتراف بشهداء محمد محمود وماسبيرو ضمن شهداء الثورة، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وهي الملفات الأساسية التي كانت ضمن مفاوضات فض الاعتصام أمام مقر مجلس الوزراء.
وقال أنهم خاطبوا مكتب الدكتور كمال الجنزوري وأبلغوه أن وزير الداخلية مكلف بمتابعة الأمر طبقا لمهامه وأنه تم منح تعليمات من خلاله لمديرية الأمن لفتح أبوابها للمواطنين، وفتح تحقيقات رسمية في الأمر، لأن أحدا لم يكن قد حرر أية محاضر بعد.
وأكد على أنه لم يحدث أي حالات وفيات، وأن معظم المصابين خرجوا بالفعل باستثناء 6 أو 7 حالات هي التي لم تخرج بعد.
ووزير الداخلية أمر بتحرير محضر بمعرفة مدير الأمن العام شخصيا، وبالفعل التقى به هو وبعض من الشباب المعتصمين أمام مقر المجلس، وهو اللواء محسن مراد مدير الأمن، والذي أمر بدوره بتحرير محضر، وحرره العميد فوزي أبو طالب مفتش التحقيقات بوزارة الداخلية، وقال أنه ورد إليهم إشاعات عن طلبات بمحاصرة المستشفيات ومحاولات للقبض على المصابين، مما أحدث ارتباكا، وصدرت تعليمات في مديرية الأمن بالتأكيد على عدم صحة ذلك، وكذلك ورد إليهم خلال وجودهم في المديرية أن المستشفيات رفضت إجراء تحليل للعينات ووزير الداخلية اتصل بدوره بوزير الصحة وأعلن وزير الصحة عن أن وزير الصحة قام بتكيل الدكتور أحمد صلاح جودة بأخذ عينات عشوائية، وبالفعل تم أخذ العينات من قيء المصابين، وكانت النتائج أن الطعام فاسد وأكل متعفن وليس هناك تسمم كيميائي، وحينما سأله الدستور الأصلي عن إن كان الوقت كافي أن تظهر نتائج تلك التحاليل بهذه السرعة، فأكد حنفي أن القصر العيني به تلك الإمكانيات بالفعل وتلك هي النتائج التي ظهرت.
أما عن شهود العيان الذين كانوا معه لدى مدير الأمن العام وأدلوا بشهادتهم، فقال حنفي أن شهود العيان قالوا أن هناك شاب دخل من البوابة الخاصة بمقر الاعتصام بشارع القصر العيني وشاب آخر دخل من البوابة المواجهة وهما في متوسط العمر، بعد الساعة الخامسة عصرا، وكان مع كل منهما كيس كبير مليء بالوجبات عبارة عن خبز ولحمة مفرومة وكل رغيف مغلف بأوراق فيول، وقالوا أن الأكل كان رديء جدا، وكان الخبز قديم وسيء واللحم المفروم بارد، ثم فوجئوا بحالات قيء وإسهال وسقوط المصابين تباعا.