"رجل متواضع .. أستاذ في فن البقاء على هامش الثورة .. أوقات يتعامل كالمعلق عليها وفي أوقات أخرى يكون المحرض عليها" .. استهل الصحفي البريطاني روبرت فيسك حواره مع الروائي علاء الأسواني عن الثورة المصرية بهذه الكلمات على صحيفة الإندبندنت البريطانية. في نهاية روايته الجديدة "نادي سيارات مصر"، قال الأسواني لفيسك إنه ينبغي عليه أن يتخيل كيف يصبح الشخص ثوريًا وكيف يقول لا، ولكنه أضاف "نحن قمنا بالثورة هنا بمحض الصدفة".
"خطأ الثورة الأكبر هو إن الإطاحة بمبارك رغم كونها خطوة جيدة جدًا إلا إنها لم تكن حقيقية بالدرجة الكافية" .. هكذا قال الأسواني، الذي يصر على إنه كاتبًا وليس سياسيًا، مسترجعًا مع فيسك لحظة إعلان تنحي مبارك عن الحكم، تلك اللحظة التي احتفل فيها نحو 3 ملايين مصري في ميدان التحرير، بخلاف من نحو 30 ألف آخرين كانوا يحثون المعتصمين وثوار التحرير على عدم مغادرة الميدان قبل انتخاب نواب للثورة في كل مدينة مصرية. ولكن، بحسب الأسواني، تم النظر لهؤلاء الأشخاص بعين الريبة. وأضاف "عرفت الآن إنهم كانوا محقين".
الأسواني أبرز من خلال حوار مع فيسك إنه ضمن أهم أهداف الثورة محاكمة المجرمين ولم يحدث هذا. وتابع "أمن الدولة يعمل بكامل قواها الآن. تجار المخدرات والبلطجية الذين كانوا يتسللون إلى الميدان، كل هؤلاء اختفوا بمجرد بدء الانتخابات، ولا يحتاج الأمر إلى ذكاء لمعرفة إن هؤلاء الأشخاص ما زالوا قيد تنفيذ التعليمات، لقد اختفوا من أجل الانتخابات وهم يعودون مرة أخرى الآن". واستشهد الأسواني بما نشرته صحيفة التحرير في عدد سابق لها حول مسألة استعانة الشرطة بنحو 69 ألف بلطجي في القاهرة فقط، بعد الثورة.
وتعليقًا على القناصة وإنكار وزير الداخلية لاستخدامهم، قال الأسواني إنه تم اكتشاف قسم خاص للقناصة بالوزارة وإن كل وحدة من قوات الأمن يصاحبها قناص، وأضاف "هذا الوزير إما كاذب وإما إنه لا يعلم شيئًا عن وزارته". وصدق فيسك على تعليق الأسواني بإشارته لقضية "قناص العيون" أو الملازم محمود الشناوي المتهم في أحداث التحرير الأخيرة بالتصويب على أحمد حرارة أحد المتظاهرين في أحداث التحرير الأخيرة، هذا فضلاً عن 60 حالة إصابة بالعين أخرى بحسب جمعيات حقوق الإنسان المصرية.
الأسواني يرى إن المجلس العسكري وصل للحكم بفضل الثورة، وهو الآن يبحث عن مصدر شرعية آخر غيرها، وهو الانتخابات، وأضاف "حقيقة الأمر إننا حققنا تصويت نزيه من دون انتخابات نزيهة". واستنكر الأسواني من السماح لأعضاء الحزب الوطني السابق، بخوض الانتخابات. وتابع "هؤلاء الأعضاء الذين يتهمون الثوار بالحصول على تمويل خارجي، متجاهلين ملايين الدولارات التي يحصل عليها السلفيين والإخوان من الخليج".
الأسواني يتبنى وجهة نظر لاذعة عن الإخوان المسلمين، وفي أثناء تطرقه إليهم في حواره مع فيسك، ذكر إحدى النكات المنتشرة هذه الفترة، عن رجل الإخوان الذي ذهب إلى المنزل ووجد زوجته مع عشيقها، فطلقها وذهب، وعندما سؤول لماذا كان رد فعله هادئ هكذا، قال إنه ليس غبيًا ليخسر صوتين! وعلق عن سهولة عمليات تصويت المصريين بدول الخليج، عنها في أمريكا وأوروبا، لأنهم سيصوتون للأحزاب الإسلامية.