قضاة يفرزون على الرمال، صناديق ملقاة خارج القاعات المخصصة لعملية الفرز
لعدم وجود أماكن كافية، أو لإضراب الموظفين المساعدين للقضاة، واستمارات
الترشيح بنوعيها القائمة والفردى ملقاة على الأرض، والاستمارات الخاصة
بأسماء الناخبين ملقاة فى كل مكان وتسريبات لهذه البطاقات.
ففى لجنة فرز الأصوات الخاصة بالدائرة الأولى بشمال القاهرة بمقر مدرسة
جلال فهمى بشبرا تم إقامة سرادق كبير بفناء المدرسة وبدأ وضع صناديق
الاقتراع بداخلها، استعداداً للفرز، لكن اتساع الدائرة وكثرة لجانها لم
يمكن هذا السرادق من استيعاب عدد الصناديق المهول الذى ظل يتدفق لعدة ساعات
بعد ان بدات اللجنة فى الفرز، وذلك لبعد المسافة بين اللجان ومقر الفرز.
ومع هذا الكم الضخم من الصناديق والحشود الغفيرة من المرشحين ومندوبيهم
الذين كانوا يتتبعون هذه الصناديق لم يتمكن السرادق من استيعاب الصناديق
وافترش الموظفين حوش المدرسة وبدأوا فى عملية فرز الأصوات مع إشراف القضاة
على الأرض ودون أية تجهيزات.
ووسط هذا الزحام الشديد أصيب اثنان من الموظفين بحالات اختناق وتم نقلهم
إلى المستشفى، ومع عدم تمكن معتز خفاجى رئيس اللجنة العامة بالدائرة الأولى
من السيطرة على المرشحين ومندوبيهم اضطر لإعلان وقف الفرز، مطالباً
المرشحين ومندوبيهم بالخروج، ومع عدم استجابة المرشحين لهذا الطلب تم وقف
الفرز، وقام ضابط بقوات الجيش بإطلاق أعيرة صوت داخل السرادق لكى يدفع
المرشحين للخروج، وبعد أن عاد الهدوء مرة أخرى أصدر رئيس اللجنة تعليماته
بمواصلة الفرز.
وبدلاً من أن يقتصر الفرز على المكان المخصص له فى السرادق، سمح خفاجى
لرؤساء اللجان باصطحاب الصناديق معهم إلى داخل الفصول وبدأت عملية الفرز
هناك مع استمرار فرز بعض الصناديق بحوش المدرسة على الأرض، وخلف المبانى
لتعود الفوضى من جديد ويضطر رئيس اللجنة لإعلان إلغاء عملية الفرز، ويغادر
مقر اللجنة ومعه عدد كبير من القضاة، وسط عدد من أفراد الشرطة العسكرية،
تاركين الصناديق داخل السرادق وخلف الأبواب، وفى حوش المدرسة وفى الفصول
بالأدوار العليا والسفلى دون حراسة لتصبح أوراق الانتخاب والكشوف دون حراسة
وملقاة فوق الصناديق بعد أن تمت إزالة الشمع من عليها.
وعلى الرغم من ذلك فقد استمر بعض القضاة فى فرز لجانهم الفرعية حتى انتهوا
منها، كما قام عدد من مرشحين الأحزاب والمرشحين المستقلين بالجلوس على
الصناديق ومساعدة قوات الأمن المركزى والشرطة العسكرية فى إعادة الصناديق
إلى السرادق مرة أخرى، وقامت الشرطة والجيش بتأمين الصناديق بعد انسحاب
القضاة، وبات بعض مندوبى المرشحين وبعض المواطنين داخل مقر اللجنة وخارجها
من أجل تأمين الصناديق.
وعاد فرز صناديق الدائرة مرة أخرى بعد توقف دام لمدة 16 ساعة، عقب وصول
فريق من النيابة العامة لمعاينة صناديق الاقتراع داخل مقر الفرز، وحرروا
محضراً بالواقعة، وحضر كل من أحمد الزند رئيس نادى القضاة وعبد المعز
إبراهيم رئيس اللجة العليا للانتخابات لمقر لجنة الفرز، وتم استئناف عملية
الفرز مرة أخرى، وسط استنكار من المرشحين ومندوبيهم للارتباك والفوضى التى
سادت عملية الفرز لأصوات الدائرة.
وفى الدائرة الخامسة بالقاهرة، والتى تشمل السلام والمرج والمطرية والنهضة،
رغم النجاح الكبير للعملية الانتخابية فى شقها الأول، وهو الإدلاء
بالأصوات، إلا أن الارتباك شاب عمليات الفرز، بعد سلسلة كبيرة من المعوقات،
سواء الخاصة بإضراب الموظفين المساعدين للقضاة عن العمل، بسبب اعتراضهم
على المقابل المادى، أو بسبب ضيق وعدم التظيم فى لجنة الفرز، وعدم
استيعابها للعدد الكبير من صناديق الانتحاب فى الدوائر والفوضى التى شابت
عمليات الفرز نتيجة التواجد الكبير والمكثف لمندوبى المرشحين، ورجال
الأحزاب، كل ذلك ألقى بظلال قاتمة على عمليات الفرز فى الدائرة، مما أثار
غضب المرشحين وأنصارهم، وحدثت الكثير من المشادات الكلامية بين رؤساء
اللجان ومندوبى المرشحين.
وشهد مقر الفرز الذى أقيم فى مركز شباب النهضة مهازل كبيرة، حيث اضطر
القضاة إلى القيام بعملية الفرز على رمال المركز، نظراً لعدم وجود
التجهيزات الكافية لاستيعاب الصناديق الانتخابية، مما أدى إلى إلقاء
الصناديق على أرض المراكز، وفى أكثر من مكان، وعدم سيطرة القضاة على الفوضى
التى شابت عمليات الفرز، مما زاد من اعتراض المرشحين ومندوبيهم على عمليات
الفرز وما شابها من أخطاء فادحة وكوارث، وجعل البعض يتوعد بالطعن على
شرعية الفرز، بعد أن شابت أخطاء كبيرة فرز الصناديق الخاصة بالدائرة.