أكدت منظمات حقوقية تراقب المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التى تجرى فى 9 محافظات أن اليوم الثانى شهد انخفاضاً شديداً فى نسبة الحضور ما يدل على أن الخوف من الغرامة كان أحد الدوافع للتصويت فى اليوم الأول وانتقدت استمرار غياب الاتصال بين اللجنة العليا للانتخابات ورؤساء الجان الفرعية.
ورصدت وحدة دعم الانتخابات التابعة للمجلس القومى لحقوق الإنسان التدابير العاجلة لمنع ما حدث الأربعاء من تعطيل وحرمان بعض الناخبين من ممارسة حقهم فى الانتخاب.
وانتقد المجلس فى بيان أصدره الأربعاء، ما وصفه بـ«التطور السلبى» فى اليوم الثانى من المرحلة الأولى مؤكداً أن وحدة دعم الانتخابات تحتفظ بأسماء وأرقام تلك اللجان، وأسماء الشاكين وبياناتهم، ووضعت البلاغات تحت نظر اللجنة القضائية العليا فى إنتظار نتائج تحقيق نأمل إجرائه بشكل عاجل لنفى تلك الوقائع إذا ثبت عدم صحتها أو أتخاذ إجراءات صارمة إذا كان صحيحة لضمان سلامة ونزاهة العملية الانتخابية.
وأكد البيان أن عدم فتح اللجان فى مواعيدها القانونية لليوم الثانى على التوالى كان بسبب الأزمة وعدم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار ما حدث فى اليوم الأول مما تسبب فى النتائج التى انتهت إليها أحداث اليوم الثانى.
وشدد البيان على أن مد وقت الانتخاب حتى الساعة التاسعة تلبية لحشود الناخبين التى تواجدت خارج مقار الاقتراع قبل السابعة كان القرار المناسب للناخبين واللجنة. حتى يتمكن الناخبون من ممارسة حقهم فى الإدلاء بأصواتهم وانتخاب ممثليهم.
ووردت لغرفة العمليات المركزية بوحدة دعم الانتخابات بالمجلس شكوى بعد أن أعلن عدد من الموظفين المشرفين على الانتخابات بلجنة المدرسة الزخرفية التابعة لقسم أول أسيوط بالدائره الأولى بمحافظة أسيوط رفضهم تسليم صناديق الاقتراع إلى المسؤولين إلا بعد صرف مستحقاتهم المالية البالغة 500 جنيه لكل موظف عن يومى اقتراع، وانضم إليهم عدد من المندوبين، وهددوا بتصعيد الوضع والدخول فى اعتصام مفتوح فى حالة عدم تلبية مطلبه.
وتلقت الغرفة 6 شكاوى على مدار اليوم تتعلق بضغوط وتدخلات وسلوكيات يقال إن بعض رؤساء مراكز الاقتراع يمارسونها للضغط على الناخبين وتوجيههم للتصويت لصالح اتجاه سياسى محدد.
فى سياق متصل، رصدت مؤسسة عالم واحد للتنمية فى تقريرها الرابع والأخير مجمل ملاحظاتها من واقع ما وثقه مراقبوها فى محافظات القاهرة، والإسكندرية وبورسعيد وكفر الشيخ والأقصر وأسيوط ومن أبرزها أن متوسط مدة التصويت للناخب الواحد (رجال ونساء) فى محافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد وكفر الشيخ وأسيوط والأقصر بلغ 5.3 دقيقة.
وأشار التقرير إلى أن اليوم الثانى شهد نسبة إقبال ضعيفة جداً مقارنة باليوم الأول فيما يبدو أنه عادة مصرية، فبعد كل انطلاقه جيدة نقف فى وسط الطريق. وقد صرح العديد من الناخبين بأن الغرامه الكبيرة (500 جنيهاً) هى السبب فى الإقبال خلال اليوم الأول لافتا إلى أنه رغم تقدم وسائل الاتصال الحديثة فإن اللجنة العليا للانتخابات ولأسباب غير مفهومة لم تستطع التواصل مع رؤساء اللجان (القضاة) وموظفيها فى كثير من الحالات (حيث أفاد الكثير من القضاه بعدم تلقيهم تعليمات رسمية من اللجنة بميعاد نهاية فترة التصويب).
وأكد التقرير أن السواد الأعظم من رؤساء اللجان وموظفيها لم يتلق أى تدريب على إدارة العملية الانتخابية وتنظميها وفى معظم الأحيان اعتمد القضاة على خبراتهم السابقة ولم يستطع بعضهم التصرف أمام مواقف عملية ولحظية ما أدى إلى مشاكل كثيرة) كما كان هناك تفاوت شديد فى المكافآت التى يحصل عليها القضاة من تلك التى يتقاضاها الموظفين.
ورصد التقرير فى اليوم الثانى التعامل الخشن والضراوة والتحفز بل وصل فى بعض الحالات إلى العنف، لافتا إلى أن العبء الأكبر فى تأمين اللجان تحمله الجيش طوال اليومين الماضيين فضلاً عن صناديق الانتخاب إلى مراكز الفرز الظلام وسوء حالة الإضاءة بالمدارس فى انخفاض عدد المصوتين، بسبب خوفهم من الانتظار فى الظلام، خصوصاً فى المناطق البعيدة عن المدن أو فى أطراف المدن نفسها بعد الخامسه مساء.
ولاحظ التقرير أن اليومين الأول والثانى شهدا ازدياداً كبيراً فى حالات تصويت المنتقبات دون التحقق من شخصياتهم، كما شهد اليوم الثانى بعض حالات التصويت باستخدام وسائل أخرى غير بطاقة الرقم القومى وحالات تصويت جماعى، بدخول أكثر من شخصين للتصويت فى الوقت نفسه دون أى مراعاة لسرية وآلية التصويت داخل اللجان ووجد بعض المواطنين فى محافظة أسيوط وقعوا أمام أسمائهم بكشوف الانتخابات رغم تأكدهم عن طريق التحقيق من الرقم القومى أنه ليس تشابه أسماء.
وذكر التقرير أن القضاة تعاملوا مع الصناديق بنوع من عدم الاهتمام بفتحها وإضافة أوراق إليها أو تعديل بعض الأوراق بعد أن يضعها الناخب فى الصندوق، بينما استمرت الدعاية الانتخابية لأحزاب الحرية والعدالة والنور والمصرين الأحرار والمستقلين فى الإسكندرية. فى حين وزع أنصار حزب الحرية والعدالة وجبات غذائية على الناخبين فى لجنة مدرسة مصطفى مشرفة بسيدى بشر بالإسكندرية.
وأشار إلى أن بعض اللجان أغلقت فى ميعاد الإغلاق (7 مساء) قبل أن ينتهى الناخبون من التصويت لوجودهم خارج أو داخل حوش المدارس مثل ما حدث فى مدرسة شبرا الثانوية بنات بشبرا ومدرسة حدائق حلوان التجارية بحلوان بمحافظة القاهرة، حيث احتشد الناخبون أمام نحو 25 مقر اقتراع بمختلف محافظات المرحلة الأولى لعدم تمكينهم من الانتخاب، فور غلق أبواب مقار الاقتراع فى تمام الساعة السابعة مساءً، وتسبب هذا الاحتشاد فى تعطيل رؤساء اللجان من أداء عملهم فى نقل الصناديق لمقار الفرز