تساؤلات مواطن ساذج على مقعد الانتظار
نحن المواطنون الساذجون
الجالسون على الكنبات أمام التليفزيونات لنتابع أخبار العالم أحيانا و
أخبار مصرنا الحبيبة دائماً من الفضائيات المتنوعة بمختلف أجنداتها ، نحن
من يطلق علينا النخبة حزب الكنبة أو الأغلبية الصامتة ، نحن من مرت علينا
ثمانية أشهر فى انتظار التغيير المأمول و مصر الجديدة التى كنا نحلم بها و
لم نرى شيئاً من ملامحها حتى الآن ، نحن من سأم بعضنا من كثرة الجدليات
السياسية عن الانتخابات و الدستور و البرلمان و الرئيس القادم ، و حاول
بعضنا الآخر جاهداً أن يخرج برؤية واضحة عما يحدث الآن و عما ينتظرنا فى
المستقبل و حقق فى هذا معدلات فشل قياسية !!!!
و فى جلستنا
المتراخية المحبطة الصابرة أمام الشاشات ، كنا نتساءل فى سذاجة كعادتنا أين
التغيير؟؟؟ من يأخذ بيدنا و يدلنا عليه ؟؟؟؟؟ و سمعنا المسئولين و النخبة
السياسية الواعية و غير الواعية يتحدثون مراراً محاولين اقناعنا أن التغير
السياسى يحتاج وقتاً و جهداً لتكوين أحزاب جديدة و تنمية الوعى السياسى و
إجراء انتخابات و تعديل دساتير ... الخ ، و أن عودة الأمن تحتاج إعادة بناء
الثقة بين الشرطة و الشعب و إلى إعادة تأهيل الضباط تأهيلاً نفسياً و إلى
تطهير لجهاز الشرطة يحتاج معجزة من السماء ليتم تحقيقه ، و أن تحقيق
المطالب الفئويه يحتاج ميزانيات ضخمة لا تتحملها الدولة المنهارة اقتصاديا
فى الوقت الحالى و أنه يجب على المطالبين بها أن يقدموا مصلحة الوطن على
مصالحهم الخاصة ، و أن محاكمات رموز الفساد لابد أن تكون بطيئة لنضمن
نزاهتها و نضمن تحقيق العدالة ، هذا فضلا عن أن هناك فلولاً عديدة تحاول
اجهاض الثورة و من الصعب جداً التوصل إلى أى فل منها حيث أنهم يرتدون جميعا
طاقيه الإخفاء ، و أن هذا حال الثوارات فى كل أنحاء العالم و لنسأل
التاريخ ان لم يعجبنا هذا القول ، وآمنا و الحمد لله الذى هدانا ...بكل ما
يقولون .
و لكن الشيطان الذى يجرى من ابن آدم مجرى الدم يوسوس لنا
دائماً و يهمس فى آذاننا كل يوم و يقول : هل كل المشكلات التى تعانى منها
مصر بحاجة إلى دستور و برلمان و رئيس و أموال ضخمة و خطط طويلة المدى و
دراسات مضنية ليتم حل جزء منها ؟ أما كان من الممكن أن يبدأ تغيير أو تطوير
أو تعديل لأى شىء فى بلادنا المقلوبة بعيداً عن رياح السياسة و الانتخابات
و الدستور التى قد تأتى بما تشتهى السفن أو بما لا تشتهى ؟ أما كان ممكناً
مثلا أن تحاول الحكومات المتتالية التى مرت علينا فى الثمانية أشهر
الماضية حل مشكلة القمامة و لو فى حى واحد ؟! أكان مستحيلاً مثلاً دراسة
المشكلة الأزلية للباعة الجائلين و محاولة وضع حل جذرى لها و تطبيقه
مبدأياً و لو فى مدينة واحدة ؟! أكان أمراً بعيد المنال و لم يخطر ببال
وزارة التربية و التعليم أن تبدأ فى الاستعانة بأفضل الخبراء التربويين
المتخصصين- المستعدين للتطوع – لوضع خطة شاملة لتطوير التعليم العقيم و لو
فى مرحلة رياض الأطفال فقط ؟! أكان أمراً مستعصياً أن تتم دراسة أحوال جنود
الأمن المركزى المتردية اللاآدمية و البدء فى تحسينها و لو فى محافظة
واحدة ؟! أما كان من السهل للغاية استغلال حماسة الشباب و بركان الوطنية
الذى انفجر فى عروقهم و فيضان الأفكار التى تدفقت إلى عقولهم ليصبا فى أى
مشروعات تنموية صغيرة و لو حتى محو أمية 5 قرى ؟! أما كان من الممكن اتخاذ
قرارات حاسمة بشأن ارتفاع أسعار السلع الأساسية التى تذبح المواطنين كل يوم
؟! أما كان من الممكن الإسراع بإعادة هيكلة الأجور و وضع حد أقصى و أدنى
لها لسد احتياجات المطالب الفئوية و لو بنصف النسبة التى يطلبونها دون
الحاجة لميزانيات ضخمة إضافية كما قال معظم الخبراء المتخصصون بدلا من بطء
السلاحف الذى رأيناه ؟!
ترى لو حدث شىء مما سبق و أعلنه لنا المجلس
الأعلى للقوات المسلحة ضمن بياناته ، أو أعلنته حكومتى عصام شرف ضمن
انجازاتها ، أما كان هذا سيشعرنا أن هناك ثورة قامت فى البلد ، و أن
المسئولين فى مصرنا الجديدة يشعرون بهذا ، و يرغبون فى إصلاح و تغيير هذا
البلد و تبديل صورته المشوهة و رفع رأسها ورأس مواطنيها عالياً كما فعل
الثوار ، أما كان هذا سيمنح بارقة أمل للمواطنين البسطاء الذين لا تشغلهم
السياسة بجدلياتها و دهاليزها ، أما كان هذا سيشجعنا على الصبر حيث أن أول
الغيث قطر ثم ينهمر ، أما و أننا لم نر قطرات الغيث ..... فكيف سنؤمن و
نصدق انها ستتحول إلى غيث ينهمر فوق رءوسنا يوما ما ؟؟؟!!!! أم أن الأمر
يحتاج منا إلى سذاجة إضافية نضيفها لسذاجتنا حتى نستطيع أن نصدق و نقتنع
؟؟؟ !!!!!
خبرونا أفادكم الله .