فجأة في السكون شعلة من غضب تتقد في داخلك فأحدهم أغضبك وتخطى عتبة بابك
صخب يضطرب وشعور يتصارع وسؤال عن كيفية التنفيس
فأنت لم تغضب بدون أي سبب .. هناك شيء جعلك
تخرج عن طورك و سبب لك أذى و قلق وعجزت عن إستيعابه وإحتوائه ثم تخطيه بسهولة
يدفعك ذلك لرد فعل فنحن بشر أيضا ونشعر
ويؤلمنا ما فعلوه معنا حتى أنهم لا يقدمون إعتذارا
بل الأسوأ إنهم قد يكررون فعلتهم دون وجل فترى أنه طفح الكيل
ولكن المنطق يقول أنه لابد من التروي وذلك لعدم الإساءة لأنفسنا أولاً وأخيراً
والتحري لإتخاذ القرار المناسب وعدم التهور ولإيجاد منفذ للخروج
بأقل خسائرممكنة لنا
فليس هناك مبررالارتكاب الخطأ مقابل أخطائهم وإضافتها إلى أخطائنا
نقف حائرين أمام إختيار التصرف المناسب.. ترى هل نتجاهلهم
أم نكتفي بالتعبير عن إمتعاضنا الشديد وقتها منهم بشكل ما ونمضي
أم نكيل لهم الكيل كيلين خصوصا أنهم في نظرنا في ذلك الوقت يستحقون ذلك
إختيارات كثيرة أمامنا ومن منا لم يمر بأحدها أو كلها بحسب المواقف والظروف
لكن ترى أيها الأفضل ..؟
في الحقيقة جزء من رد الفعل يتعلق بالإهانة وكيفيتها وطريقتها
إذا كانت على الملأ أوجارحة كثيرا فأنت بحاجة أحيانا للرد
وإذا كان مستمرة فإن السكوت عنها يسبب لك ألما مستمرا
الأول مبدئيا إذا كانت علاقتك بالشخص سطحية أو عابرة أو لا يعني لك شيئا
أو إذا كانت إهانته غير متكررة فمن الأفضل التجاهل أو الرد بصبر
إذا كنت لا تستطيع تجنب هذا الشخص فهو على المحك معك في العمل أو البيت
فأنت بحاجة لإيجاد حل جدري للمشكلة
فإذا كانت منزلته أكبر منك كأن يكون مديرك أو والدك أو حماتك إذا كنت متزوجة
من الحكمة التصرف بتواضع وبذل مجهودا أكبر لإرضائه وعدم إثارته والصفح عنه ومن ثم التعامل معه
في العديد من المرات تجد أنك حين تقدم ولائك فان الطرف الآخر الذي يعتبر نفسه أعلى
مستوى وأكثرقدرة وفهم وصواب منك ربما ستجد أنك ستكسبه بهذه الطريقة التي يجب أن تجربها أولا
قبل تجربة طريقة أخرى
إذا كان زميلا ربما كان عليكما التفاهم وعليك أن تتأكد هل الطرف الآخر كان يستحق جام غضبك أو سخطك عليه
ربما عليك محاولة النقاش معه حول الأمر هل تتفهم أنت وهو الأمور من جميع الجوانب ؟
خطوط عامة.
ـ يجب دائما أن تتحرى الصواب في تصرفاتك فإذا
كنت تنتظرالصواب من الناس يجب أن تبدأ بنفسك
ـ ويجب ان تسعى جاهدا لعدم فتح أي منفذ للآخرين لكي يصيبوك بأذاهم
يجب ان لا تتدخل في شؤؤن الآخرين مثلا
ـ عندمايكون هناك سؤ تفاهم حاول أن تتدارك الأمر مبكرا
مظهرا حسن النية وموضحا الأمور
في آخرالمطاف إذا كان هذا الشخص لم يفهمك فلا بأس أن تبعث له بهدية مفاجئة
لكي يعرف أنك شخص ليس سهلا وأن بإمكانك الرد فلست شخصا ضعيفا
فبعض الناس يستهويهم إيذاء الناس الضعفاء والإستهزاء بشعورهم
عليك أن تبدل جهدا لتكون شخصا مهذبا ولكن ليس سهلا
وفي آخرالأمر تجد أنه عليك رمي الأمر كله وراء ظهرك وإن
كان بصعوبة لكي لا تسبب لنفسك مزيدا من الألم
نعم ...سيبقى هناك حاجزا قائما بينك وبين ذلك الشخص ما لم
يمد واحد منكما يده للآخر وفي ذات الوقت يتقبلها الآخر
برحابة صدرلكي يكون هناك تسامح متبادل وعفو صادق
في الحقيقة ان طلب العفو أو تقديم الصفح قد يجعلاك تعيش بإطمئنان
وشفاء روحي
لكن هل كل الجراح تشفى وبالكامل .؟
شخصياً ..لاأظن ..
كلما كان الجرح عميقا كلما أستغرق شفاءه وقت أطول
بعض الجراح تبقى تعاودك حتى بعد شفائها..!
حين تتفقدها تجد أنها لا زالت تؤلمك بالرغم أنك تناسيتها
لكن النسيان مسكن سحري المفعول في كل حال
فعلى الأقل تستطيع أن تتجاوز الأمر بل أنه أحيانا يمنحك
القوة في المرة القادمة لتخطي الموقف بصلابة وسلامة أكثر