يبدو أن عقدة الأهلي أصبحت تطارد المدرب البلجيكي
ديمتري والذي سبق وأن قاد الاتحاد لإنجازات ثلاثية ورباعية أصبحت تطارد
الاتحاد، وجاء إلغاء عقده من الاتحاد للمرة الثالثة قبل مواجهة الاتحاد
الدورية أمام الأهلي غداً الخميس في الجولة الحادية عشرة من الدوري السعودي
للمحترفين .. خاصة وأن ديمتري سبق وأن ألغي عقده من الإدارة الاتحادية في
عام 2007م عندما تعرض لخسارتين أهلاويتين متتاليتين في شهر واحد على يد
مواطنه المغمور نيبوشا .. وجاءت الهزة الأقوى للمدرب ديمتري عندما خسر أمام
الأهلي في نهائي كأس الملك للأبطال على يد نظيره الصربي اليكس مدرب الأهلي
في العام الماضي وخرجت يومها أصوات اتحادية تنادي بإقالة العجوز الداهية
ديمتري إلا أن إدارة إبراهيم علوان تركت القرار لإدارة محمد بن داخل والتي
فضلت استمرار ديمتري .. وجاءت القشة التي قصمت ظهر ديمتري بخروج الاتحاد من
دور الأربعة الآسيوي على يد تشنبوك الكوري الجنوبي.
إقالة ديمتري وما سبقها من أحداث في أروقة الفريق الاتحادي من غياب
لاعبين نجوم وإقالة مساعديه واستقالة المشرف جمال فرحان أكدت أن هناك عدم
استقرار في البيت الكروي الاتحادي الذي تعرض هذه المرة دورياً لخسارتين من
الاتفاق والفتح وتعادلين مما أثر على ترتيب الاتحاد في سلم الدوري على غير
العادة .. والسؤال هل ينجح الوطني المؤقت الكابتن عبدالله غراب في ترتيب
الأمور بشكل سريع؟ ولن يحدث ذلك إلا من خلال فوز الاتحاد على الأهلي خاصة
وأن مواجهات الفريقين لا تتأثر بما قبلها والدليل أن الأهلي خطف كأس الملك
من الاتحاد في الموسم الماضي رغم تعرضه لإحدى عشرة خسارة في الدوري الماضي
حتى في أمور الاستقرار الإداري أو الفني.
مواجهات الاتحاد والأهلي لا تخضع لتوقعات كروية مبكرة وإن كان
الأهلاويون يشعرون بالتفاؤل بالفوز حتى ولو كان صعباً من أجل رفع رصيدهم
إلى 23 نقطة في مباراته العاشرة .. وفي المقابل فإن الاتحاد الذي يحتل
المركز السادس بـ14 نقطة من 8 مباريات يسعى للعودة إلى الواجهة ومصالحة
جماهيره التي لا ترضى بغير البطولات رغم قرار الاحلال الفني لعدد من نجوم
الفريق، فالاتحاد تعود على شراء اللاعبين الجاهزين بمبالغ كبيرة وقرار
الإحلال يحتاج إلى وقت لإقناع الجماهير بالصبر على الفريق موسمين أو ثلاثة
من أجل البناء وربما تكون هذه هي السياسة الجديدة التي أعلن عنها رئيس
الاتحاد اللواء محمد بن داخل.
وإذا كان الاتحاد لم يظهر أمام نجران بمستواه المعروف وروحه البطولية
والهجومية في آخر مباراة دورية وخرج بتعادل بطعم الخسارة أمام نجران الذي
أهدر فرصاً محققة للفوز .. فالفريق الأهلاوي هو الآخر لم يكن مقنعاً
لجماهيره فنياً في آخر مباراتين أمام الفتح في الأحساء والقادسية في جدة
والتي فاز فيها الأهلي (بدعاء الوالدين) وبمجهود فردي من لاعب الوسط
البرازيلي المخضرم كماتشو ومن كرات ثابتة .. ورغم كل التوقعات من الخبراء
الفنيين والنقاد بألا تظهر مباراة الخميس بالصورة الفنية المتوقعة على غرار
ما ظهر به ديربي الرياض الذي فاز فيه الهلال بأقل مجهود إلا أن ما سبق
ديربي جدة ربما يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.
الأمور الفنية من خلال مقارنة سريعة تميل للأهلي في القوة الهجومية
الضاربة من خلال وجود البرازيلي فيكتور والعماني عماد الحوسني رغم تواضع
مستوى البدلاء مقابل الهجوم الاتحادي الذي يضم نايف هزازي ومحمد الراشد ..
وبالنظر إلى منطقة المناورة وصناعة اللعب فإن ورقة محمد نور بكل حضوره في
المباريات الجماهيرية وتأثيره الفني والنفسي على صناعة اللعب وروحه القوية
في الملعب المدعمة بخبرة طويلة فإن خبرة البرازيلي كماتشو في الأهلي توازي
تأثير محمد نور في الاتحاد إلى جانب وجود عنصر خبرة في الوسط الأهلاوي
تتمثل في تيسير الجاسم.
المباريات الأخيرة كشفت عن تواضع في مستوى الدفاع الاتحادي إلا أن وجود
صخرة الدفاع الاتحادي الدولي أسامة المولد مع المنتشري تمثل خبرة ربما
تتفوق على العمق الدفاعي الأهلاوي الذي يتواجد فيه جفين البيشي وكامل
الموسى.
وفي أهم المراكز المحور يتفوق المحور الاتحادي سعود كريري والذي يعتبر
(رمانة) الفرقة الاتحادية وضابط إيقاعها وستكون الكلمة للمحور الاتحادي
خاصة في حالة عدم تمكن محور الأهلي الكولومبي بالومينو .. ويبقى خط الوسط
هو الأهم في الأداء والاستحواذ على الكرة والذي يعتبر له تأثير معنوي على
صناعة الهجمة.
مخاوف الأهلي الجماهيرية تظهر من خلال الأخطاء الدفاعية وهي نفس
المخاوف التي تساور الجماهير الاتحادية وهذا يضاعف مسؤولية وعبء المباراة
على حارسي الفريقين مبروك زايد في حالة مشاركته أو البديل علي المزيدي
والحارس الأهلاوي ياسر المسيليم الذي لم تنس جماهير الأهلي وقفته البطولية
في نهائي كأس الملك عندما تصدى لترجيحية كريري قبل أن يحسمها سيموس بالفوز
الأهلاوي.
وإذا كان ديربي الرياض قد أكد نجاح التحكيم المحلي في إدارة المباريات
الجماهيرية من خلال نجاح الحكم خليل جلال إلا أن الإدارة الاتحادية على
اعتبار أن المباراة على أرضها طلبت طاقم تحكيم أجنبي سيكون من بلد
(الساعات) سويسرا وهو طلب يروق للفريقين، فالحكم البلجيكي الكبير الذي أدار
نهائي كأس الملك بين الفريقين حقق نجاحاً باهراً لا ينسى.
مباراة الغد لاشك أنها ستكون مفصلية ومفترق طرق ولعبة كراسي مثيرة،
فالأهلي إن فاز واصل، والاتحاد إن فاز استعاد عافيته، والأهلي إن خسر فقد
المعنويات، والاتحاد إن خسر زادت طينته بلة وزادات مشاكله الفنية، وإن كان
الكابتن عبدالله غراب لن يلام وليس عليه ضغوط فإن فاز فقد حقق المطلوب
وأكثر .. وربما الضغط النفسي الأكبر على الأهلي ومدربه البلجيكي جاروليم
الذي يحسب له أنه (سرع) الأداء في الوسط والهجوم وأصبح للأهلي هجمات كثيرة
ومتواصلة منها ينتج الأهداف والفرص المهدرة والكرات الثابتة والركنيات وهي
المصدر الرئيسي للأهداف .. كماتشو ورقة أهلاوية مهمة إلى جانب مواطنه
فيكتور .. والقوة الهجومية لاشك أنها لا تمنع الأهلي من التحفظ الدفاعي وقد
يدفع الاتحاد ثمن المغامرة الهجومية في ظل وجود هدافين هما سيموس
والحوسني.
وإلا فإن التعادل بأي نتيجة سيكون مقعناً للفريقين والذي أتوقعه
إيجابياً بالأهداف .. فالأهلي لا يريد أن يخسر والاتحاد كذلك وهذا يمنحني
فرصة التوقع بأن هناك تعادلا إيجابيا قد تنتهي به مباراة الغد، وهو توقع
أرى أنه الأقرب شخصياً من خلال قوة الوسط والهجوم في الفريقين وضعف الخطوط
الدفاعية في العمق .. فرص التسجيل متاحة غدا بشكل كبير، وأكرر إن أجواء
التعادل الإيجابي تسيطر على أروقة الديربي الجداوي الكبير، وأتمنى هذه
المرة أن أوفق في لعبة التوقعات على عكس ما حدث لي في ديربي الرياض الذي
حسمه الهلال من الشوط الأول .. وهي مجرد توقعات لا أكثر قد تصيب أو تخيب ..
ولست وحدي من يتوقع نتائج المباريات .. نايف هزازي ربما يسجل وهناك
الحوسني محظوظ أمام الاتحاد.
ولا عزاء للمدافعين والحراس الذين أرى أنهم مظلومون إعلامياً على عكس
المهاجمين .. أتوقع أن يكون كريري وكماتشو ونور وتيسير الجاسم من نجوم
مباراة الغد، والأهم أن يكون التشجيع مثالياً وأن توفي المباراة الكبيرة
بكل وعودها من المتعة والأداء الجميل، وأن تكون ليلة خميس يطرز فيها
الفريقان نور القمر بشط البحر في عروس البحر جدة التي تتمتع حالياً بأجواء
باردة وأتمنى أن تكون المباراة ساخنة بكل تفاصيلها.
