قال الناشط السياسى المعروف وائل غنيم، إن مصر الحقيقة انتصرت فى تجربة
الانتخابات وتم إعلاء كلمة الشعب بغض النظر عن كل السلبيات التى حدثت، وهو
ما يؤكد أن المصريين كسروا حاجز الخوف كما حدث فى ثورة 25 يناير، موجهين
رسالة إلى أن الناس تحترم الطوابير الانتخابية على عكس الطوابير الخدمية
كالعيش أو خلافه.
وأضاف وائل غنيم فى حوار شامل مع الإعلامى معتز الدمرداش فى برنامج "مصر
الجديدة" على قناة "الحياة2"، أنه لا يتخوف من الديمقراطية، حيث تختار
الناس من يمثلها، ومن هم الأصلح من وجهة نظرهم، وبناء على معاييرهم
وأولياتهم المختلفة، ولكن الأهم أن صوتى الانتخابى لا يتم تزويره، والشعب
سيظل الحاكم الفعلى ومصدر السلطات، وفزاعة الإسلاميين شىء مخيف للغاية وأمر
مبالغ فيه، فالإسلاميون فصيل سياسى مثل الآخرين، والإعلام يساهم فى تكبير
وتضخيم هذه الفزاعة والخوف من الإسلاميين، ومعايير الاختيار لن تكون سوى
للأصلح ومعايير ذلك واضحة للجميع بعيداً عن التوجهات.
وأوضح الناشط السياسى، أنه فى حال عدم نجاح مرشحه الذى منحه صوته، سيقبل
بالديمقراطية وسيقف معه لمحاولة استثمار ذلك وتطبيق برنامجه الانتخابى ونقل
الدائرة ومصر للأحسن والأفضل.
وحول حلمه بشكل مصر الجديدة ونوعية نظامها السياسى، قال غنيم، إن الدولة
المدنية أو الدينية أو غيرها هى عبارة عن مصطلحات إعلامية روج لها البعض،
وقال إن حلمه بالأساس هو أن تكون مصر من أكبر 10 اقتصاديات فى العالم،
مضيفا: "أنا هشتغل على الحلم ده ومش هسيبه عشان الفقراء يختفون من مصر، وأن
الشعب المصرى يقرر مصيره دون أى وصاية من أحد".
ووجهه غنيم، الشكر لكل القيادات الرسمية التى أشرفت على الانتخابات، قائلا:
"أشكر كل من شارك فى خروج هذا المشهد العظيم للنور، من القوات المسلحة
والداخلية واللجنة العليا للانتخابات وعلى رأسهم الشعب المصرى الذى تجاوز
30 عاماً من الظلم والفساد والاستبداد، ويجب أن نستغل ذلك فى عدم تضييع
الوقت فى المهاترات السياسية مع كل طرف، لأن الصندوق الانتخابى هو القادر
على فرز هذه التيارات".
وحول دور البرلمان القادم، أوضح الناشط السياسى، أنه وفقاً للإعلان
الدستورى لن يشكل البرلمان الحكومة المقبلة، لافتا إلى أن النخبة فى مصر
تقنع النظام والمواطنين بوجهة نظرها دون أن تكون بالأساس صحيحة، والكلمة
معناها فى كل العالم شىء جميل، باعتبار أن النخبة تعنى مجموعة من المثقفين،
إلا أنها فى مصر كلمة سيئة السمعة، مشيراً إلى أن الشعب المصرى ينزل إلى
الاعتصام والميادين من قراره نفسه دون حشد أو توجيه.
وأضاف غينم، أنه هو وصديقه عبد الرحمن منصور المؤسس الثانى و"أدمن" صفحة
خالد سعيد، كنا نقول لبعضنا البعض "نفسنا نفضل نشتغل ومحدش يعرفنا.. مش
علشان خايفين.. لكن علشان منتنجمش ونبقى زعماء"، لافتا إلى أن استقرار مصر
لن يتم إلا بعد انتهاء الفترة الانتقالية.
ونفى غنيم، لقاء المرشحين المحتملين للرئاسة واجتماعهم فى منزله أو مكتبه،
موضحا أن الاجتماع كان بناء على مبادرة منه ومن 6 من شباب الثورة الآخرين،
بهدف توجيه رسالة للمجلس العسكرى لتحديد موعد محدد لانتخاب الرئيس المقبل،
إلا أنه كان هناك عدم تجاوب وأزمة فى التواصل بيننا، موضحاً أنه لا توجد أى
مشكلة مع الأشخاص لكن لدينا أزمة فى المطالب وتنفيذها.
وتابع الناشط السياسى المعروف فى حواره، أن دم المصرى أصبح شيئا عاديا
وطبيعيا، وأن الأحداث التى وقعت الأسبوع الماضى فى ميدان التحرير، وأسفرت
عن مقتل ما يزيد عن 30 شخصا وإصابة المئات، هى التى دفعت المشير طنطاوى إلى
إعلان إجراء الانتخابات فى منتصف العام المقبل، بعد طول انتظار.
وحول ما يحدث الآن فى ميدان التحرير من عمليات كر وفر واشتباكات، أوضح غنيم
أن هناك "مجهولا" يعتدى على المتظاهرين فى ميدان التحرير، وذلك رداً على
اختفاء البلطجية أثناء الانتخابات وظهورها الآن من جديد.
ولفت إلى أنه لم يعرض عليه أى حقائب وزارية، أو أى شىء من هذا القبيل،
قائلاً: "أنا ليس لدى قدرات الوزير ولا كفاءة الوزير، ولم أقابل الجنزورى،
وتعودت على مثل هذه الأخبار التى لا أعرف مصدرها وأقرؤها فقط من خلال وسائل
الإعلام".
وقال إن السن ليس هو العبرة أو المعيار لاختيار رئيس الوزارة، لكن الأهم هى
الكفاءة وطريقة الإدارة، وذلك رداً على رأيه فى اختيار الدكتور كمال
الجنزورى لتشكيل الحكومة، موضحاً أن الملف السياسى هو الأساس لقيادة الملف
الاقتصادى.
ونفى غنيم، اتهامه بالانتماء إلى عبدة الشيطان، وقال، إنه عرف فى وسائل
الإعلام أن اسمه ورد ضمن لائحة المتهمين فى 1995، رغم أننى فى ذلك الوقت
كان فى "3 إعدادى"، "ووقتها كنت أعبد الرحمن وما زلت أعبد الله، وليس لى
علاقة بتلك القضية، واتهاماتى بالانتماء لأمريكا شىء عبثى".
وأضاف غنيم، أن الكتاب الذى سيكتبه بشأن الثورة المصرية سيترجم إلى 7 لغات،
وعائده يبلغ 2 مليون دولار، وسيتم تخصيصه بالكامل لأسر الضحايا والمصابين،
لأنه لا يجوز أن تقوم ثورة ويخرج منها أحد الأشخاص "مليونير" وأنا الحمد
لله مبسوط ماديا